أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مازن حمدونه - غزة بين المطرقة والشيطان














المزيد.....

غزة بين المطرقة والشيطان


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2600 - 2009 / 3 / 29 - 04:10
المحور: القضية الفلسطينية
    



في كل ليلة من ليالينا تحضر مصابيح الظلام بعد عدنا إلى قناديل جدتي التي ذابت عظامها تحت التراب ..بتنا نكابد في كل ليلة خطانا المتعثرة في الطرقات .. يذهب النهار بنوره بعد أن غلف حالنا كساد الحال .. فلا عمل سوى انتظار شياطين الحكومات الذين لا نسمع منهم سوى مصفوفات ومعلقات ...نقبع تحت خيمة الظلام وتبدأ ملاحقة أحلامنا كوابيس المستقبل المنتحر على واقع الحال .
شبابنا باتوا ينتظرون المعابر للفرار من سجون أحاطت بها سياج من مفردات ..
تألهت منزلتهم على كراسي حكم الدنيا ولم يعد لهم من الذمم سوى فتاوى وصراخ عبر الفضائيات ..
اغمدوا سيوف مقارعة الاحتلال واتخذوا من بيوتهم مسكنا لمداعبة أطفالهم وباتت عيونهم غافلة عن أحوال البؤساء ..
باتت عيون الناس جاحظة على أشغال راحت من بين راحة أياديهم وتحولت متسولة تجوب الطرقات .. تمضى خطاهم متعثرة من مؤسسة إلى جمعية .. ولا يجدون ما يجدي لإشباع حالهم وما عاد يهون علي أحوالهم سوى النحيب والبكاء ..
في غزة المنكوبة .. يتربع الجميع خلف جدار الصمت .. كلما ألمت المحن بالبؤساء قالوا .. ابتلاء من الله .. وكلما قدموا ما يجمعونه باسم البؤساء قالوا صنعنا وها نحن نصنع الأمجاد !!!...
غابت آمال الناس فيهم وخيبوا الظنون .. وهم مازالوا يمارسون الرقص على أجساد الضحايا بترانيم لا يمارسها سوى الشيطان ..
انعم الله عليهم باللحى .. فأصبحت وقاراً تزين مظاهر الدنيا وبكتوا ضمائرهم في مغلفات ، وأصبح الناس رهينة حظوظهم المتعثرة .. وأصموا آذانهم عن عويل الأطفال .. وأغمضوا عيونهم عن المتسولين في الطرقات .. لا يسجلون قضايا انحرفت خواطر البؤساء بعدما ألم بهم الجوع كل هذا لتكون صفحات حكم الذل بهم بيضاء !!
لو قرأنا قلوب الناس وعزائمهم حول الثوابت .. لوجدنا أن الفقر المدقع ذوبها ا بعد ان حفيت أمانيهم في حكم تربعوا عليه من نصير كانوا من الأرامل والمطلقات ..
قرءوا الثوابت علينا .. ولم يعد يدركون ان السياسة يدركها الجوع وتصبح النيران تأكل جذورها فتسقط أمال المتشبثين صرعى ويتحول أهل الثوابت إلى غبار ولم يعد يتبقى منها سوى الشعارات ..
متى غيب العقل عن حمايتها .. عن وقود ديمومتها .. تتحول من وهج نار إلى رماد .. وتراب بفعل وعقول ما بين سذاجة أهل اللحى واحتلال متربع على صدور الوطن كالشيطان ..
نساء جل ما ملكت أيمانهم شيكات مدفوعة وكايونات جمعت لشراء ذممهم وباسم الدين حضرتهم غشاوة بعد ان حرمن من أزواجهن فأصبحوا يعيشون في كنف الجمعيات والمؤسسات ..
حتى جامعات الوطن ومؤسسات رعاية الناس ما سلمت من عبثهم وتحولت من منارة إلى ساحة تمارس فيها العربدة ممن ركبوا فروسية القتل .. ونشروا دماء أبناء جلدتهم في الطرقات !!
المرضى يتلوون على فراش المرض في المستشفيات وجل عزائهم له نهره بشراء الدواء من قوته .. وحال رحيله تصاحبه كلمات الترحم بعد اللعنة فيمددوه في الأكفان ويكتب على شواهد قبور الناس أنهم ضحايا الحصار!!
هم يعلمون ان هؤلاء البؤساء اطهر من كل لحاهم .. ومن كل حكومات الذل والعار .. ومن يصرخ في وجوه كل المستمرئين ينعت بالزنديق والمرتد ومن فئة الكفار !!
كم كانت مضحكة وزارة لم تعهدها كل الحكومات .. وزارة الأنفاق التي جبت وتجبي رسوم النفق من عصابات قالوا أنهم تجار !!
هم يجبون الأموال من عصابات تحضر حاجات الناس وتمتص أفئدتهم ودمائهم ويطلق العنان لهم بلا رادع .. وأهل الحكومات الربانية في حراسة عليهم ليتربعوا من خلف أدواتهم بأجهزة وهمية تربت على رواتب تقبض من غيهم وعليائهم .. فأي استخفاف بعقول وأفئدة الناس يا أهل الصراخ والمعلقات عبر الفضائيات في أمارة الظلام !!
أين مصانعكم .. أين وعودكم .. أين طهارتكم .. اين انتقاداتكم وردحكم لأهل الفساد عبر الفضائيات .. أذهبت وولت بعدما تربعتم على صدور الناس وانتم تحملون السياط !!
عجبا لكل خططكم واستراتيجياتكم .. أين ذهبت مساحة المقاومة وتحدى الاستعمار ..أين ذهبت قضيتنا .. أين ذهب التحرير ..
أتريدون من الناس الآن الزحف على بطونهم وانتم تحملون بغيكم عليهم السياط !!
الا تعلمون ان نصف الشعب يقف على عتبات الفرار ؟ فهل عدتم لا تدركون .. ام تدركون ولا تبحثون عن استدراك بقية البؤساء ..الناس باتت بلا مناعة منكم .. وباتت تجوب متعثرة .. تعلن لعنتها على حظها المتعثر ما بين أهل الفساد.. والمفسدين الذين ادعوا الطهارة ، فخيبوا الظنون وتمارسون ما هو أسوأ من ثلة كانت قد مرت عبر الزمان كالأقزام .
لم تعد الناس تعشق ردحكم ولا دعواتكم .. وحتى كلمات رثائكم كشفت عورتها الأيام .. وعليكم تدارك الأمور قبل فوات الأوان .. حتى لا تصبحوا أمام التاريخ لعنة قدرية وحكومة تقمصت باسم الدين أجمل العناوين .. ومارست أشنع ما يمارسه الشيطان .
اتركوا أهل السياسة وعودوا إلى صفوف المقاومة يا من أغمدتم السيوف في بطون الفقراء !! فلم يعد أمامكم سوى التربع على صفحات التاريخ بخطوط اما ان تكون من بعدها نحركم .. او انتحاركم .. فحذار الوقوف في طابور الظلم وتذكروا كل الطغاة في الأرض مضوا ومضت أيامهم كلها صحف سوداء .



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسد والروح .. الحياة والموت
- غزة دماء ودموع
- حوار التناظر مع كاتبة الأدب المبدعة ماجي فهمي ..رسالة
- أفتديك لأنك أمي
- حوار التناظر مع الكاتبة د.فاطمة قاسم .................. د. م ...
- حوار التناظر مع الكاتبة فاطمة قاسم
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...التسلل إلى ممرات سرية
- أتجارة كانت أم خطأ فني ...!!
- الانتظار على بوابة الأمل
- بطاقة سفر بلا دعوة مازالت خلف وهم...!!
- مدينة الأحزان
- أبانا ولد فارساً مقدام
- غياب الروح
- أرجوحة الزمن.. وفراق بلا وداع
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...كيان الصوت
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...أجمل حالات الهروب
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...في..أجمل حالات الهروب ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...في...بيت في الأثير - ...
- حوار التناظر مع كاتبة الأدب مازن ميري نور اليقين.........لقا ...
- في ليلة الرحيل ..نودعك فهيم الشاعر...شهيد .. جرائم غياب الضم ...


المزيد.....




- -سبيس إكس- تطلق مجموعة أقمار صناعية للاتصال المباشر بالهواتف ...
- صالات فارغة وطائرات مروحية مدمرة.. لقطات من مطار حلب الدولي ...
- اكتشاف جديد قد يفتح آفاقا لعلاج مرض باركنسون
- اجتماع ثلاثي في بغداد بشأن سوريا.. ومقتل 20 مدنيا بقصف جوي
- كيف سيدعم العراق سوريا ضد -جبهة النصرة-؟
- سكان كاليفورنيا يسجلون مشاهد لمياه مسابح تهتز بشدة بعد الزلز ...
- -حماس-: تصريحات سموتريتش حول ضم الضفة الغربية انتهاك صارخ لل ...
- ستيفن سيغال يتمنى للشعب الروسي النصر في العام الجديد
- الأردن يدعو مواطنيه المتواجدين في سوريا إلى المغادرة في أقر ...
- ماكرون يستقبل ترامب وزيلينسكي قبل افتتاح نوتردام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مازن حمدونه - غزة بين المطرقة والشيطان