أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - اليسار والمولد والحمص















المزيد.....

اليسار والمولد والحمص


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيح اننا لم نحلم، ولكننا تمنينا ان تخيب توقعاتنا، وان تتدخل قوى غيبية تهبط على عقول المتحاورين الفلسطينيين بالقاهرة من السماء، فقط لتقول ان هناك قوى قاهرة قادرة على تذليل العقبات، مهما كانت الوقائع معاكسة للامنيات. وكغيرنا دعونا العلي القدير ان يلهم بعض من نصبوا انفسهم قادة على الشعب الفلسطيني ان يلهمهم الله ولو لمرة واحدة في العمر القدرة والحكمة لرؤية المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني، حسب اولوياتها وتدرجاتها وفق الحقائق الموضوعية المرتبطة بموازين القوى وطبيعة الصراع ودور المجتمع الدولي في الازمات والصراعات بين الشعوب.
ولكن لاننا كما قلنا لم نحلم، ولاننا ندرك جيدا ان قوى السماء لن تتدخل في الصراعات بين البشر، وانها تقف على الحياد بين رعاياها ولهم نفس الحقوق، فلم يكن مفاجئا ان تنتهي عشرة ايام من الحوار بين الفصائل الفلسطينية دون اتفاق، ولم يدفعنا الفشل الى الياس او الشعور بالاحباط، كما لم يدفعنا الى بيع الوهم وترويج التفاؤل الكاذب عن المنجزات ونقول ان اللجان تمكنت من قطع شوط كبير في تجاوز عقبات شائكة، كما لا يمكننا ان نقول الحوارات كانت تجري في اجواء ايجابية وودية، وان بدى ذلك في مشاهد اقرب الى النفاق في بهو الفندق، وصالات المطاعم.
لكنها لم تكن ودية في قاعات الحوار، بل كان يشوبها نوع من المكر احيانا والمجاملات في احيان اخرى، وغالبا ما كانت الحدة والجدل البيزنطي سيدا الموقف، فصالت اللجان وجالت حول قضايا هامشية وصفها النائب قيس عبد الكريم ( أبو ليلى) عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بانها ما زالت تدور في حلقة مفرغة. مشيرا الى انه لم يتم تحقيق أي تقدم ملموس تجاه القضايا المفصلية التي يدور الحوار بشأنها في العاصمة المصرية.
فاجواء الحوار لم تشهد في أي من مراحلها تنازلا جوهريا من حماس او من فتح، حيث الاولى متمسكة ببرنامجها العبثي فيما فتح مصممة على التمسك ببرنامجها الوطني. رغم ما اشيع عن صفقات محاصصة ومقايضة.
فالحوار لم يقترب من معالجة الاسباب الجذرية للانقسام ونتائجه، ولذا فشل المتحاورون من الاقتراب من القضايا الرئيسية المرتبطة بالقضية الوطنية من منطلق المصلحة الوطنية العليا. ويجنب شعبا المزيد من التضحيات المجانية. وظلت المشكلات الخمس الرئيسية قائمة وهي البرنامج السياسي للحكومة، و آلية إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية، والقانون الذي ستجري على اساسه الانتخابات التشريعية، وهل ستجري وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، ام وفق القائمة النسبية او وفق النظامين.؟ بالاضافة الى تحديد العلاقة بين السلطة الوطنية ومنظمة التحرير.
وكان كلما يحدث تقدما لفظيا هنا او هناك يخرج هذا الزعيم او ذاك لينفي ذلك وغالبا ما كانت الامور دوما تبدأ من نقطة الصفر. وكانت حماس على الدوام تزدري الى حد ما قوى اليسار (ديمقراطية حزب الشعب وفدا وفصائل اخرى معتدلة) وتسعى الى عقد صفقة مع فتح لتقاسم السلطة من منطلق ما يراودها من قناعة بانها قادرة على استمالة قطاع كبير من فتح.
وربما السادة القراء لا يستطيعوا ادراك حجم الخلاف وجوهريته وجذريته من خلال الحديث عن العناوين الرئيسية للقضايا الخلافية، وهذا يستدعي الاقتراب من بعض التفاصيل وفي مقدمتها تمسك حماس بنسبة حسم قدرها 8 بالمائة في الانتخابات التشريعية. وهدف حماس من تمسكها بهذا المطلب هو حرصها على توفير امكانيات اكبر لتحقيق نسبة جيدة من مقاعد االمجلس التشريعي لدى اجراء الانتخابات، وتؤدي عمليا الى عزل والغاء جميع الفصائل الوطنية والديمقراطية وفي مقدمتها فصائل اليسار التي لن تجد لها موقعا في العملية السياسية الرسمية. وحرمانها من الوصول الى المجلس التشريعي، خصوصا وان فصائل اليسار ضعيفة جدا على المستوى الجماهيري وان قوتها الرئيسية مستمدة من انصارها واعضائها في المنافي.
كما ان حماس ترفض رفضا قاطعا اعتراف الحكومة المنوي تشكيلها لادارة المرحلة الانتقالية حتى اجراء الانتخابات ببرنامج منظمة التحرير وتعهداتها ومواثيقها، ومن اهمها شروط الرباعية التي تتضمن الاعتراف باسرائيل وبالمفاوضات سبيلا لحل الصراع .
والاخطر من ذلك هو ما يتعلق بالجوهر الديمقراطي وما يتعلق بالمساواة بين مكونات الشعب الفلسطيني حيث ترفض حماس تمثيل المسيحيين بنسب حرة في المجلس التشريعي، وكذلك الامر بالنسبة للمرأة.
وفيما يتعلق بمنظمة التحرير فان حماس تريد نسفها من الاساس وتدمير قواعدها التي قامت عليها، وتريد فقط التعديلات التي تسمح لها وانصارها وخصوصا الجهاد الاسلامي بالوثوب الى مواقعها القيادية، بحيث تصبح حماس كما تتوهم ممثلة للشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين.
اما بالنسبة للمسائل المتعلقة باعادة بناء الاجهزة الامنية فان حماس ترفض بشدة خضوع مليشياتها (القوى النفيذية) الى سلطة الحكومة حتى لو كانت شريكا رئيسيا فيها.
وهذا يوضح مدى المسافة التي تفصل بين مواقف فتح وحماس وبالتالي فان اعتقاد البعض بان هناك خطوات رئيسية تحققت هو اعتقاد لا يخرج عن اطار الاماني.
اما بالنسبة لليسار الفلسطيني، فلم يكن بوسعها اخفاء علامات الاسى والاسف والاحباط، عندما شعرت بانها ليست اكثر من شاهد زور، وان دور الوساطة "والمخترة" التي ما فتئت تلعبه منذ عدة سنوات، وان ما تدعيه من "حنكة وخبرة" سياسية لم يجعلها تدرك ان من مصلحة اليسار والقوى الوطنية والديمقراطية هو الانحياز للقوى الاقرب من الناحية الفكرية والوطنية. وان وحدتها على اسس جبهوية مع فتح هي الخطوة العملية الحقيقية لكبح جماح القوى الظلامية.
وما استمرار اوهامها بانه يمكن عمل خلطة "لبن بصل تمر هندي" لا يمكن ان يتم وان تم فانه سيكون خليطا مقرفا وغير متجانسا وطعمه بيطلع الروح.
ووسط هذه الاجواء التي ستكون رائعة لو كانت رمادية لا اعرف ما هو السبب وراءئ حرص الجميع على اخفاء الحقيقة عن شعبنا، وذهب الجميع مع بعض الاستثناءات الى اشاعة وهم التوافق والاتفاق، ولم يقل احدا بصوت عال ان حماس جاءت تهرول للحوار من اجل اموال اعمار غزة "يرجى الانتباه الى اموال الاعمار وليس الاعمار".
واذا لم تدرك القوى السياسية وفي مقدمتها قوى اليسار الفلسطيني، خصوصا تلك التي تلعب على اربعة حبال ان حماس في وضع بائس ومرير وهي قد خرجت للتو من هزيمة عسكرية تكبدت فيها خسائر مادية هائلة وخسائر معنوية كبيرة خصوصا في قطاع غزة. اذا لم تدرك ذلك فسوف تخرج من المولد بلا حمص.

فحماس بعد مذبحة غزة هي غيرها قبل المذبحة، انها محطمة القوى مضربة مشتتة، وهذه فرصة امام حركة فتح وقوى اليسار لمحاصرتها واجبارها على الخضوع للمصلحة الوطنية الفلسطينية والتي لا تتمثل بالمرحلة الراهنة فقط في تثبيت الهوية الوطنية القومية الفلسطينية وحق تقرير المصير واقامة الدولة الوطنية المستقلة.
واي اهداف اخرى لن تعدو كونها مجرد شعارات وهمية مضللة عدمية، استمرار التمسك بها سيؤدي الى اطالة امد عذابات شعبنا، ويهدد مصالحه الوطنية ويبدد كافة المكاسب التي حققها على محدوديتها ودفع ثمنها مئات الالاف من الضحايا.




#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الفلسطينية المتوحشة
- اليسار الراديكالي عدوا للديمقراطية ايضا
- نتنياهو يساري متطرف مقارنة بالزهار او الطاهر
- الاسلام السياسي عدوا لدودا للديمقراطية
- حماس لا تؤمن بالديمقراطية فكيف تحاورونها ..؟؟
- 20 بالمائة من بنات العرب في مهب الريح
- اوهام الحوار الفلسطيني والمصالحة القبلية
- انا.. والأميرة .. بدون شيطان...!!
- ديماغوجية نصر الله ..
- الفلسطيني مشرك .. وحماس كافرة .. والاخوان اصل الارهاب
- القضية الفلسطينية والليبرالية .. وحوار القاهرة
- تعالوا نزوجكم بنات الصومال .. والقرضاوي مرتد
- اختراع حبوب الحب .. العلماء على وشك تغيير مجرى التاريخ الانس ...
- تشديد القيود على حركات الاسلام السياسي في المنطقة
- سيدة تستجير بشيخ اسلام فيعرض عليها الزواج
- «التطرف في التدين أقصر الطرق إلى قلوب الرّعاع»
- سألته .. كيف أصبحت يساريا ..؟؟
- الماركسي الفقيه والماركسي العملي
- على اليسار الفلسطيني ان يصعد الصراع الفكري مع حركات الاسلام ...
- الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رفض المسلمون دفنه في مقابرهم


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - اليسار والمولد والحمص