أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - اليسار .. الأزمة و الفراغ السياسي















المزيد.....

اليسار .. الأزمة و الفراغ السياسي


إلهامي الميرغني

الحوار المتمدن-العدد: 2591 - 2009 / 3 / 20 - 10:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ياسيدنا القادم من بعدي
الصبر تبدد
واليأس تمدد
إما أن تدركنا الآن
أو لن تدركنا بعد
صلاح عبد الصبور
منذ سنوات ونحن نتحدث عن أزمة اليسار عقدنا عشرات الندوات وورش العمل وكتبت مئات المقالات حول أبعاد الأزمة وكيفية بناء يسار جديد . وبدلا من الخروج من النفق المظلم وبناء تنظيم بمستوي المهام المطروحة الآن ، فشل مشروع اتحاد اليسار المصري ، وتعثر التحالف الاشتراكي ، وظلت الحلقات الشيوعية السرية تكافح من اجل الاستمرار يدخلها العشرات ليخرج منها المئات وكأنه قدر سيزيف.وراح فصيل ماركسي يتحالف مع الأخوان المسلمين بينما يردد البعض أنهم يسار ويبشرون بالحوار مع النظام ويستهجنون مقاومة حزب الله وحماس ويرفضون قيام إمارة إسلامية علي حدودنا الشرقية بينما يفسحون المجال لتحويل مصر كلها لإمارة إسلامية بعدم طرح بديل مقنع ومتماسك ، يستنكرون التحالف مع الأخوان ولكنهم مع التحالف مع النظام وإصلاح الرأسمالية التي سنضار جميعاً من انهيارها!!!!!
عندما طرح الزميل خالد الفيشاوي منذ عامين فكرة عمل مؤتمر سنوي لليسار لم نتفاعل مع الفكرة بالقدر الكافي وعجزنا عن تنظيم الحوار ، واستمر افتقادنا لمنبر فكري للحوار ،استمر الانفراط هو السمة السائدة بين صفوفنا والتنظيم هو الصفة الأضعف. وظل تأملنا للصراع بين الرأسمالية الطفيلية التابعة وجماعات الإسلام السياسي دون أن نقدم البديل الثالث .
بعد أن شهدنا صعود حركة كفاية وقضاة مصر مع انتخابات 2005 سرعان ما تراجع هذا الزخم وعاد الفراغ السياسي في ظل مبارة تكسير عظام بين النظام والأخوان وفي ظل عدد من الأحزاب الشرعية العديمة الفاعلية والتأثير والتي أصبحت جزء من لعبة الرأسمالية السياسية رغم كل الجهود التي يبذلها بعض المخلصين للإصلاح في أحزاب منتهية الصلاحية. ولكن ظهور أحزاب جديدة متحررة من الكثير من ميراث الأحزاب القديمة مثل حزب الغد وحزب الجبهة الديمقراطية وحزب الوسط الذين بدأوا التحرك في اتجاه بناء بديل جديد وملئ الفراغ السياسي وكسر ثنائية الصراع بين النظام والأخوان من خلال طرح بديل ليبرالي رأسمالي في جوهره .
توجد عدة متغيرات علينا تأملها منها:
ـ اشتداد أزمة الرأسمالية العالمية وفشل الليبرالية الجديدة في الحفاظ علي التوازن الرأسمالي واختلاله مما اضطر الدولة للتدخل بشدة لإنقاذ النظام الرأسمالي برمته من الانهيار .وشهدت دول الرأسمالية الكبري أكبر حركة تأميمات من أجل الحفاظ علي التوازن الرأسمالي العام والتضحية ببعض المؤسسات الكبيرة من أجل استمرار الرأسمالية كنظام عالمي.
ـ توحش الرأسمالية المصرية التابعة وسطوة رجال الأعمال والتوجه لبيع كل مصر بدلاً من بيع الشركات بالقطعة حيث خرج علينا مشروع صكوك الملكية العامة وخصخصة المرافق والخدمات العامة بكل ما يعكسه من إهدار للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ، وتسليع المجتمع واعتماد الربح قيمة عليا لا يعلوا علي صوتها أي صوت . ويكفي مثال صناعة الدواء كنموذج تراجع التصنيع المحلي من 90% في السبعينات إلي 30% الآن وسيصل إلي الصفر عام 2017 . باعت شركة المراجل البخارية بمبلغ 15 مليون جنيه وتسعي الآن لشراء مصنع مراجل من فرنسا تصل تكلفته إلي 3 مليار جنيه . باعت شركات الحديد والاسمنت لنغرق في احتكارات مصرية وعالمية تضاعف الأسعار وأصبح 17 مليون مصري يعيشون في العشوائيات و43% يعيشون دون خط الفقر.

ـ استنزاف الموارد الطبيعية حيث أصبحنا نستورد النفط ونصدر الغاز لإسرائيل ، وسمحت الحكومة بالبناء علي الأراضي الزراعية بينما راحت تستصلح الصحراء بملايين الجنيهات وتعطي المنح لأمراء الخليج وشيوخ النفط ، وسمحت بتملك الأجانب للعقارات لتفجر الأسعار بل وضاربت الدولة نفسها علي الأراضي لتساهم في تعميق الأزمة . كما دخلت مصر نطاق الفقر المائي وأصبح سكان وادي النيل يخرجون في مظاهرات العطش ذلك بغض النظر عن مستوي نقاء المياه وصلاحيتها للشرب وانتشار الأمراض الفيروسية التي تنخر أجسام المصريين حيث يوجد 15 مليون مصر يعانون من فيروسات الكبد.
ـ انتهاء دور الأحزاب القديمة علي اختلاف تلاوينها ومسمياتها. وانتهاء زخم حركة كفاية والبحث عن صيغ جديدة لتجاوز أزمة الحركة . تواكب مع ذلك ظهور أحزاب جديدة استطاعت جذب قطاعات حقيقية من الجمهور خاصة في صفوف الشباب . ولعل ما حدث من شباب 6 إبريل لخير دليل علي ميلاد قوي جديدة تبحث عن البديل .
ـ تفجر حركة احتجاجية واسعة في صفوف الطبقات الشعبية لم تقتصر علي الطبقة العاملة بكل قطاعاتها الإنتاجية بل وامتدت لموظفي الحكومة علي امتداد محافظات مصر وأخرها إضرابات موظفي التعليم .وامتداد احتجاجات الفلاحين والسكان من الدويقة إلي طوسن ومن مساكن الحرية إلي دار السلام ومظاهرات العطش والخبز وإضرابات سائقي المقطورات وميلاد مصر جديدة تنمو من بين تجارب هذه الحركة المتصاعدة.
عكست كل تلك المتغيرات عمق الأزمة التي نعيشها وعندما كتبت مقال في احتفالات مايو الماضي بان الطبقة العاملة لن تنتظر اليسار غضب بعض الرفاق من هذه التشاؤمية. ولكن ذلك لم يمنعني من إنهاء الدراسة التي أعدت عن 6 ابريل من العام الماضي بالفقرة التالية:
" لقد وضع إضراب 6 إبريل الشيوعيين المصريين في اختبار حقيقي ، فالأوضاع الطبقية وصلت لحالة من الاحتقان لم نشهدها من قبل ، والاحتجاجات العمالية والفلاحية والجماهيرية تتوالي كل يوم ، بينما يغيب الحزب العمالي القادر علي طرح رؤية لمصر الاشتراكية . لقد تمت كل مقدمات التغيير وبقي من يقود التغيير.
لقد ضبطنا 6 إبريل ونحن عرايا من ورقة توت تستر عوراتنا أمام الطبقة العاملة والفقراء في مصر. الوضع الذي تعيشه الحركة منذ سنوات وصل لذروته وأصبح لزاماً علينا أن نحدد هل سيكون لنا مكان في مصر الجديدة أم سننزوي إلي مزبلة التاريخ؟!!! هل نحن علي مستوي اللحظة ومستوي طموحات الطبقة العاملة أم إننا أصبحنا خارج الزمن؟!"
ورغم مرور عام علي هذه الصرخة لم أجد مجيب وكأني اعوي في الصحراء .هاهم شباب 6 إبريل يدعون لإضراب عام جديد . ويومياً نشاهد جولات الدكتور أسامة الغزالي حرب والدكتور أيمن نور بين المحافظات لطرح " البديل الليبرالي " والدخول كطرف فاعل في الحركة السياسية . أين اليسار المصري ؟ وهل سنظل نتأمل كثيراً؟!!!

إلهامي الميرغني
17/3/ 2009
[email protected]





#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السكة الحديد مرفق حيوي وكفاح عمالي متواصل
- المعلمون بين الاقتصاد و التعليم
- الحرية النقابية ومشروع قانون النقابات العمالية
- الشيوعيون المصريون .. ويناير و مسيرة العطاء المتواصل
- هل يتأثر المواطن المصري العادي بالأزمة العالمية؟!
- التمييز الايجابي والمرأة وقضية الديمقراطية في مصر
- الحرية النقابية والتعددية هي الحل
- رؤية لما حدث في 6 أبريل
- ارتفاع الأسعار إلي أين؟!
- ياحلاوة ياحلاوة ضحكوا علينا بالعلاوة
- عمال مصر لن ينتظروا اليسار
- العشوائية والفوضى وإعادة تقسيم المحليات
- الجهاز المركزي للمحاسبات بين الاستقلالية والتبعية
- انتخابات المحليات بين المشاركة والمقاطعة
- خصخصة الرياضة وهروب عصام الحضري
- رفع الحد الأدنى للأجور فقط .. لن يصلح الأمور
- الانحياز الفني في فيلم حين ميسرة
- التأمينات الاجتماعية بين الحل الحكومي واجتهادات اليسار
- الملكية المشتركة هل هي طريق لتجاوز الرأسمالية ؟!
- قصة موت معلن


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - اليسار .. الأزمة و الفراغ السياسي