أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مهدي سعد - في نقد اليسار الدرزي!














المزيد.....

في نقد اليسار الدرزي!


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 08:54
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


يعد اليسار الدرزي من القوى الأساسية الفاعلة على الخارطة السياسية للطائفة الدرزية في إسرائيل، فقد أدى هذا اليسار دورًا رياديًا في مسيرة الدروز في البلاد على مدى عشرات السنوات، وكان له الدور الكبير في التصدي لسياسة السلطة الإسرائيلية التي عملت على فصل الدروز عن محيطهم العربي وتحويلهم إلى أداة طيعة في خدمة مشاريعها التفريقية في صفوف الأقلية العربية. ويُسجل لهذا اليسار استبساله في الدفاع عن الهوية العربية للدروز وتصديه الشرس لفرض التجنيد الإجباري على أبناء الطائفة بالرغم من الصعوبات التي واجهها والعراقيل التي وُضعت في طريقه.

بعد هذه المسيرة الطويلة حان الأوان للشروع بقراءة نقدية لتجربة اليسار الدرزي الهدف منها استخلاص العبر من الأخطاء التي ارتكبها والهفوات التي وقع فيها، من أجل شق طريق المستقبل بنهج جديد يبتعد عن الأفكار البالية ويتلاءم مع مستجدات الحقبة الراهنة. وأقوم بهذا النقد من منطلق كوني محسوبًا على التيار اليساري في الطائفة الدرزية ورغبة مني بتحديث اليسار الدرزي بحيث يكون أفضل حالا مما هو عليه الآن. لذا أرجو من الأخوة اليساريين تقبل طرحي بصدر رحب وقراءة المقال بتأنٍ وإمعان قبل الحكم على ما سيجيء فيه.

يؤخذ على اليسار الدرزي فشله في إيجاد قاعدة شعبية يرتكز إليها في نضاله، وقد اقتصر عمله ضمن نخبة من المثقفين ورجال الدين الذين حصروا أنفسهم في زاوية ضيقة أبعدتهم عن الحيز الشعبي العام في الطائفة الدرزية. هذا الأمر جعل الرأي العام الدرزي ينظر إلى اليساريين على أنهم "وكلاء" يعملون من أجل التسويق لسياسة أحزابهم في الأوساط الدرزية ولا يمثلون المصالح الحقيقية للطائفة. قد يدّعي البعض بأن المشكلة تكمن في الجماهير وليس في النخب بافتراض أن اليسار لا يلقى رواجًا واسعًا لدى الدروز، لكن هذا الادعاء سرعان ما يتهاوى أمام حقيقة كون اليسار الدرزي لم يقدم تصورًا واضح المعالم بخصوص وضعية الدروز في إسرائيل وعدم اجتراحه لمشروح نهضوي حقيقي يُحدث التغيير الفعلي في صفوف الطائفة واكتفائه بترديد شعارات رنانة لا تقدم ولا تؤخر.

نقطة أخرى لازمت اليسار الدرزي وتعمقت في السنوات الأخيرة هي غياب العنصر الشبابي ضمن قيادة وكوادر الأطر اليسارية الفاعلة على الساحة الدرزية، إذ يسيطر على هذه الأطر مجموعة من كبار السن الذين مرت على مسيرتهم سنوات طويلة وما زالوا يقبضون على زمام الأمور في تلك التنظيمات. لا يختلف اثنان في أهمية وجود شبيبة فاعلة في إطار أي جسم سياسي واجتماعي يريد الاستمرار والبقاء، وبدون هذه الشبيبة من غير الممكن نقل الراية إلى الأجيال القادمة. تشهد الطائفة الدرزية بزوغ حركات شبابية تعمل في خدمة مخططات السلطة والتي في مقدمها تشجيع الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي ونشر النزعة الطائفية الانعزالية في أوساط الشريحة الشبابية القائمة على التنكر للانتماء العربي للدروز وتعزيز المركب الإسرائيلي في هوية الشاب الدرزي. إن مواجهة هذه الحركات والتغلب على طرحها لا يكون إلا باستيعاب العنصر الشبابي ضمن الأطر اليسارية وتثقيفه ثقافة وطنية تقدمية تفضح مآرب السلطة وتغرس فيه جذور الانتماء إلى شعبه وأمته.

من الأمور التي من المهم التوقف عندها نزوع البعض من اليساريين الدروز إلى إثبات وطنيتهم وعروبتهم في كل مناسبة اعتقادًا منهم بأن من شأن هذا الأمر أن يجلب المجد والعزة للطائفة ويزيل عنها اتهامات العمالة والتخوين. أعتقد أن هذه عملية زائدة عن اللزوم وتمثل انتقاصًا من الخصوصية الدرزية. هذا الانتقاص يُترجم باستعمال عبارات من طراز "العرب الدروز" أو "العشيرة المعروفية" وسواها من الإنشاءات التي ترمي إلى التأكيد المبالغ فيه على عروبة الدروز. لا جدل حول عروبة أبناء الطائفة الدرزية لكن هل يجب عليهم إعلان الولاء لعروبتهم في كل محفل ومنبر؟!، ولماذا لا يقال الطائفة العربية الإسلامية أو الطائفة العربية المسيحية؟!. إذا كنا عربًا فهذا لا يعني الانصهار التام في انتمائنا العربي إلى درجة إغفال الخصوصية المذهبية والثقافية لأبناء الطائفة الدرزية.

تعاني بعض أوساط اليسار الدرزي من تحجر فكري مزمن يتمثل باجترارهم لشعارات ثورجية قديمة عافى عليها الزمن وبتمسكهم بأدبيات عتيقة غير متوافقة مع طبيعة المرحلة التي نعيشها. لا زال نفر من اليساريين القدامى يؤمن بنظرية المؤامرة التي تلقي باللائمة على جهات خارجية في كل صغيرة وكبيرة تحدث في قرانا، من قبيل إدراج أعمال العنف في أبو سنان في خانة مشروع أمريكي يهدف إلى زرع الفتنة الطائفية وتهجير المسيحيين من الشرق!!. أضف إلى ذلك نزوع شريحة من هؤلاء اليساريين إلى تخوين كل من يخالفهم الرأي، فلا مكان لديهم لوجهة نظر مغايرة لرؤيتهم حتى لو كانت محسوبة على الصف الوطني.

يُلاحَظ انجرار يساريين راديكاليين دروز إلى الهرولة نحو تأييد محور الممانعة في العالم العربي من أجل دفع ضريبة الوقوف مع "قوى المقاومة والصمود" وهي مجموعة أطراف عربية تعمل وفق أجندة إيرانية معادية لمصالح العالم العربي. وغالبًا ما يضطر هؤلاء الذين يدّعون الانتماء لليسار إلى التهجم على شخص الزعيم الوطني وليد جنبلاط من أجل أن يحوزوا على رضا أسيادهم في الأحزاب التي ينتمون إليها.

المطلوب هو بناء يسار درزي جديد يقوم على طرح حديث ورؤيا عصرية ويُعزَز بعناصر شبابية بإمكانها تشكيل قوة مركزية داخل الطائفة الدرزية، يكون لها الضلع الأكبر في بلورة وصياغة مشروع سياسي وثقافي الغرض منه طرح بديل حقيقي للواقع الرديء الذي نحيا في ظلاله. يكثر الحديث عن ضرورة إحداث نقلة نوعية في أحوال الطائفة الدرزية، وهذا يتطلب توحيد الجهود لإقامة جسم مُوحَد لكافة الأطر الوطنية والتقدمية الفاعلة لتعمل تحت سقف واحد لصنع التغيير وبناء المستقبل المشرق في كافة نواحي الحياة.






#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبني يسارًا جديدًا مع الجبهة
- الليبرمانية تشكل خطرًا على الديمقراطية الإسرائيلية!
- حمد عمار وخيانة الذات!
- ثقافة الحذاء!!
- نحو نهضة شفاعمرية حقيقية
- قائمة - دروز شفاعمرو- تستغل الدين لأهدافها السياسية !!
- الوحدة من أجل حشر قائمة -المستقبل- في الزاوية!
- لا مكان للمشاريع الأصولية الإسلامية في شفاعمرو!
- قائمة -مستقبلية- بمفعول رجعي !!
- ماذا بعد -إسقاط عرسان- ؟!
- الإسلام الأصولي والتدين الغوغائي!!
- عن -الديمقراطية الشعبوية-!
- حول مسيرة إحياء ذكرى شهداء مجزرة شفاعمرو
- نحو إلغاء التجنيد الإجباري!
- نقد أساليب الدفاع عن أراضي الكرمل
- -صرخة العسفاويات- يجب أن تتحول إلى -صرخة الدرزيات-
- تحية للطائفة الدرزية أم جريمة بحقها ؟!
- السنيورة مرة أخرى!
- نحو مفهوم جديد للعروبة
- رؤية في الديمقراطية


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مهدي سعد - في نقد اليسار الدرزي!