أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - الممانعة والاعتدال: ولادة نظام عربي جيد














المزيد.....

الممانعة والاعتدال: ولادة نظام عربي جيد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 10:36
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أفرزت مختلف التطورات السياسية والإقليمية واختلاف المصالح والآراء ووجهات النظر على الصعيد العربي، ما بات يعرف بالمعتدلين والممانعين العرب، تحولاّ فيما بعد إلى معسكرين، مارسا نوعاً من القطيعة الحادة، والمواجهات العلنية والاصطفافات التي ذهبت كثيراً أبعد من مداها، وتجاوزت لأول مرة كل الخطوط الحمر في العلاقات العربية العربية التقليدية والمعروفة سابقاً.

ووسط متغيرات إقليمية ودولية واسعة، ترافقت مع أزمة مالية عالمية غير مسبوقة، جنباً إلى جنب مع نمو مضطرد لمشاعر رافضة وغاضبة، أعقبت العدوان الصهيوني البربري الغاشم على غزة، تمخضت فيما بعد عن تيار شعبي عارم وضاغط وحـّد الشارع العربي، وأسهم في قلب الكثير من التوازنات الجيوستراتيجية، تنعقد اليوم في العاصمة السعودية الرياض قمة عربية مصغرة، تمهيداً لقمة الدوحة أواخر مارس / آذار الحالي، تضم الأقطاب العربية الثلاثة الفاعلة، أو ما عرف، سابقاً، بالمحور السعودي المصري السوري الذي كان يعتبر الأب الشرعي للنظام العربي القديم المتهالك، والذي لم يقدم، في الواقع، شيئاً بارزاً، وما يمكن أن يذكر، لقضايا العرب الكبرى وفق صيغته القديمة، بل كان المسؤول، وبصورة غير مباشرة، عما آل إليه الوضع العربي بشكل عام من تفكك وهوان بسبب ممارسة سياسة المداراة التاريخية الرامية إلى إظهار الحد الأدنى من تضامن عربي مخادع لم يغن ولم يسمن جوع، والتي لم تتمكن من كبح انفجار التباينات وخروج التناقضات والخلافات للعلن في مرحلة ما.

وتمثـّل كل من الرياض والقاهرة محور ما يسمى بالاعتدال العربي، فيما تمثـّل دمشق ما بات يعرف بمحور الممانعة، وما لكل منهما من قوى على الأرض. ولعله من المفيد التأكيد أن اختلاف المصالح والتوجهات والاهتمامات هي بدهيات سياسية لا يختلف عليها اثنان. وحينما لا يؤخذ هذا الأمر بالاعتبار، يقع الصراعات، وتنتج الاختلافات. وإذا كان كل يتحرك وفق أجندته، ورؤاه، فهذا لا يعني بالضرورة أن يصطدم مع الآخر، فهناك دائماً صيغ توفيقية يمكن أن تعطي ما للممانع ممانعته، وما للمعتدل اعتداله. والحماقة الكبرى هي في الاعتقاد بثبات المواقف والمصالح، وانعدام المتحولات والمتغيرات وحتى الاختلاف الذي هو من طبيعة الأشياء. إذن هذا الاختلاف بين مختلف الفرقاء العرب هو أمر طبيعي، لا بل ضروري في بعض الأحيان، ولا يمكن الاتفاق دوماً على نفس الأفكار، وتقديم نفس التصورات. وإنه لمن الصعب بمكان إلغاء الآخر وشطبه من الخريطة السياسية، أو الجغرافية، في ظل التجاذبات، والارتباطات، والأحلاف، وامتلاك ما يلزم من أوراق الضغط واللعب التي يمسك بتلابيبها، كل فريق من الفرقاء. هذا، وقد لا تسفر محاولات الشطب والإلغاء، وممارسة سياسات العزل، والحصار، إلا عن انبعاث أسطوري آخر، من تحت الرماد، وعودة، ربما، أقوى، للحياة، وانعتاق نهائي من مختلف الأغلال، وخروج من الدهاليز المظلمة والأنفاق.

وفي ظل حالة العجز والركود والثبات، والمراوحة بالمكان الـ Standstill التي كانت ذروة تأزم وانكشاف وتهافت النظام العربي القديم، والتي انعكست سلباً على مختلف الصعد الحياتية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية في أرجاء الإقليم، مترافقة مع حرب إعلامية ضروس وشعواء، هددت بقاء النظام الرسمي العربي، بالصميم، وأذنت بانهياره النهائي، كان لا بد معها من إحداث متحول جديد تجلى بالمبادرة لهذه القمة، وهدف، بالأساس، لإعادة الروح إلى الجسد العربي.

وليس مهماً القول بأن يكون ما حصل هو عودة سورية للعرب، أم اعتراف عربي بدور سوري متباين ضمن المنظومة العربية التقليدية، فإن تلك المصالحات كانت، حتى اللحظة، بروتوكولية وشكلية. ولا يعتقد أن انقلاباً جذرياً سيطرأ على المواقف بعد القمة، بقدر ما هو البحث عن مشتركات، وصيغ توافقية تجمع بين مصالح المعتدلين والممانعين العرب وتكرّس المصالحات، على حد سواء. وهي من جهة أخرى اعتراف صريح بتباين الآراء والمواقف والمصالح، وتأكيد على الخصوصيات، واحترامها، وهو ما يعني ولادة نظام عربي جديد قائم على التكامل مختلف، تماماً، عن النظام الرسمي العربي القديم، نظام الإجماع الشكلاني، وتطابق المواقف ووجهات النظر حيال كافة الملفات، وسينعكس، في حال نجاحه، استرخاء وانفراجاً على مختلف ملفات الإقليم، وسيؤسس لاصطفافات جديدة كما سيلغي ويخلط قديمة، وستنبني عليه كافة التحركات والأنشطة السياسية والدبلوماسية المقبلة على أن يتم القطع فيه، بالطبع، مع تلك الصيغ القديمة غير الفاعلة التي لم يعد بالإمكان الاستمرار بها. ويجب تجاوزها كلياً، وعدم الالتفات إليها مرة أخرىً، بل وإسقاطها، نهائياً، من الحساب والاعتبار فهي التي جرّت العرب إلى ما هم فيه من ضعف وهزال وكساح.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاكم الدولية والشرق أوسطية
- سُحقاً للثّقافة الَبدويّة
- لماذا يَسْجِدون؟
- محاكم وتقارير أي كلام!!!
- المطلوب رأس العرب فقط
- هَذه بَضَاعَتُكُم رُدّتْ إِليْكُم
- هل يتكرر سيناريو العراق في إيران؟
- سنة إيران وشيعة الخليج الفارسي
- رداً على فؤاد الهاشم
- حروب خمس نجوم
- العرب وتركيا: القرعاء وبنت خالتها
- لماذا لا يرحّب العرب بإيران؟
- نضال نعيسة في حوار صحفي عن ادراج اسمة ضمن قائمة الكتاب العرب ...
- هذا هو مقال الخارجية الإسرائيلية!!!
- القوميون العرب: تاريخ أسود وفكر خبيث
- مَن هُم الكتاب العرب الصهاينة ؟
- تعقيب على رؤية إسراطين للعقيد معمر القذافي
- نقد للنظام أم جهل بموقع الذات؟
- الشأن السوري واقتراح حول نظام التعليقات
- الهزيمة الأخلاقية للمعتدلين العرب؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - الممانعة والاعتدال: ولادة نظام عربي جيد