أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عزيز العرباوي - لماذا يتشبث العرب بالتبعية ؟ :














المزيد.....

لماذا يتشبث العرب بالتبعية ؟ :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 08:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في عالمنا العربي نتطلع إلى الغرب أكثر مما نتطلع إلى مجتمعات أخرى وكيانات أخرى غيره، بل نغالي في اعتمادنا على الغرب لحل بعض مشاكلنا العالقة سياسياًواقتصادياً وحتى ثقافياً. وهذا مرده إلى نقص يكمن فينا نحن العرب بحيث لا نستطيع أن نخلع عنا رداء التغريب الذي ارتديناه منذ زمن ليس بالقليل وأصبح ملتصقاً بأجسادنا وكياناتنا إلى الحد الذي يمكننا من خلاله أن نكون نسحة طبق الأصل من أصحاب هذا الرداء.

وواقع الحال أن الانحياز العربي تجاه الغرب بهذه الطريقة المخجلة والتي تضرب بعرض الحائط قيمنا وما كنا نتميز به منذ فجر التاريخ وما حافظ عليه أسلافنا في تعايشهم مع أقوام كثيرة ومع دول عظمى كانت قادرة على إفناء كل العرب – وهؤلاء الأخيرين كانوا مشتتين في قبائل وكنتونات اجتماعية ضعيفة – عن بكرة أبيهم. فأصبح عربي اليوم يعيش حياة الإشباع الغريزي والشهواني والاستهلاك المظهري الآتي من الغرب دون أن يكون مساعداً في الإنتاج والإبداع أو أن يكون قادراً على جعل الغرب أيضاً موضوعاً للحوار والتثاقف والنقاش الفكري والحضاري، ودون أن يدرك أن الحضارة تبنى بكل السواعد المختلفة من هنا وهناك على أساس التعاون والتنوع والتعددية.

يعود هذا الانحياز العربي تجاه الغرب إلى زمن الاستعمار الذي حاول أن يذيب العربي في البيئة الغربية عن طريق منافذ قوية اتخذت الثقافة والسياسة منهجين للتغريب في كل الوطن العربي. فرغم القرب الجغرافي بين أغلبية المجتمعات العربية وبين الغرب فلم يستطع أن يتوغل في القيم العربية السائدة إلا بعد حقبة الاستعمار التي جعلت الاحتكاك المباشر بين العرب والغرب القشة التي قصمت ظهر البعير العربي وجعلته سلساً للتحكم فيه وتطويعه حسب الرؤية الغربية السائدة آنذاك وبذلك استطاع الغرب أن يفرض رؤيته الفكرية والسياسية والثقافية على العرب وتمكن أخيراً من جعل العربي ذلك الكائن البشري المستهلك لما هو غربي دون تفكير أو بحث أن معارضة أو تقص عن مدى قدرته على أشباع الغريزةالشهوانية لديه. وبالتالي دفع هذا الواقع الجديد الغرب إلى فرض سياسة التسلط والهيمنة وفرض الأمر الواقع على العرب كلهم ووصل به الحد إلى استغلال كل الموارد العربية الكثيرة بأقل التكاليف وبدون وجود معارضة لأنه استطاع أن يقضي عليها في عقر دارها بوسائل جديدة تمثلت في الغزو الثقافي، وبدأنا نسمع على لسان الكثيرين التأسي على أيام الاستعمار الغربي لبلادنا لأنهم فقدوا الثقة في أهل وطنهم الذين باعوا أنفسهم وعاثوا فساداً في مجتمعاتهم.

مازال العرب اليوم متشبثين بهذه التبعية رغم ظهور دلائل قوية على تورط الغرب في العديدمن الكوارث والجرائم التي تقع علينا والتي تودي بحياةالكثيرين من الناسا الأبرياء. ومازالوا غير قادرين على خلع رداء التغريب لأنهم لم يستطيعوا إلى حد الآن إبداع وسائل حياة خاصة بهم، فكان عليهم أن يستمروا في تبعيتهم وخنوعهم المذل. وعوض التفكير في خلق علاقات جديدة موازية لهذه العلاقة مع الغرب من مثل الانفتاح على قوى صاعدة تمثل مجتمعات راقية في السمو الروحي والعقدي والديني – رغم اختلافهعن عقائدنا وديننا – وبينت بالملموس أنها قادرة على منافسة الغرب اقتصادياً وسياسياً وثقافياً كالصين واليابان والكوريتين... (نمور آسيا) والهند .... وغيرها من القوى الصاعدة التي استطاعت في مدة قصيرة على أن توقف الغرب وأمريكا في السيطرة على العالم وفرض سياساتهم الظالمة.

إن تركيزنا على دول شرق آسيا والهند هنا مرده إلى أن هذه الدول تعيش استقراراً سياسياً واقتصادياًوثقافياً متميزاً تستطيع من خلاله أن تكون في المستقبل من القوى الدولية التي تفرض العدالة العالمية وتدحض سياسة شرطي العالم والقطب الواحد. ولعلنا لن نخسر كثيراً نحن العرب من المحيط إلى الخليج إذا ما انفتحنا على هذه الدول والمجتمعات وحاولنا خلق علاقات جديدة متينة مبنية على الاحترام المتبادل، ونفضل أن تكون البداية ثقافية قبل أن ننفتح اقتصادياً وسياسياً عليهم، لأن ما هو ثقافي يبني علاقات متينة أكثر مما يبنيه السياسي والاقتصادي. ومن هنا فدعوتنا إلى خلق جسور للتبادل الثقافي بين العرب وبين دول شرق آسيا دعوة تقود إلى خلع رداء التبعية إلى الغرب شيئاً فشيئاً دون أن تتأثر العلاقة بيننا وبينه، بل قد تفرض عليه أن يعاملنا باحترام إذا ما ظهر له أننا قادرين على فرض وجودنا في العالم وقادرين أيضاً على أن نخرج من القوقعة التي وضعنا فيها سياسياً واقتصادياً وثقافياً.

ويحدوني أمل في أن تكون هذه الدعوة في موقع الاهتمام لأنها دعوة خير، وقد سبقني الكثيرون إليها وكتبوا عن قيمة هذه الدول بالنسبة إلينا وعن قدرتها عن خلق علاقات متميزة لأنها تؤمن بمثل هذه القيم انطلاقاً مما تؤمن به في لاعديد من الديانات التي تنتشر فيها والتي تكاد تجمع على السمو الروحي عند الإنسان وعلى نشر القيم الإنسانية النبيلة وهذا ما يتقاطع مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومع قيمنا العربية، ومن ثم فإننا نرغب في تعزيز وتوثيق الصلة بالثراء التاريخي للقاء الأفكار والروابط بين العرب وبين هذه المجتمعات الراقية والمؤمنة بالتعاون والاحترام المتبادل....



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ولادة الوطن
- حصاد الموت
- الحرية والانغلاق :
- الأنا المفقود : خاطرة
- من قال إنها شفافة فقد كذب : قصة قصيرة
- البكاء في حضرة الصليب
- - العدالة والتنمية - أو التنديد والوعيد :
- الساعات الإضافية : جريمة تربوية بامتياز :
- زيارة الأضرحة طريق يقود إلى الجاهلية :
- هكذا يكون الانتماء :
- في مديح الأقصى :
- التجمع العربي الغريب :
- هوغو تشافيز وأنظمتنا الرسمية الخانعة :
- المقاومة تدشن عهدا جديدا في مسار الأمة :
- تائه في وطن :
- العالم العربي واختلال الفكر السياسي :
- - الشيخ والبحر - لإرنست همنغواي : عندما يبدع المترجم :
- استباحة الحلم بالنفاق :
- ثقافة العنف ودوافعها الأساسية :
- سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة :


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عزيز العرباوي - لماذا يتشبث العرب بالتبعية ؟ :