أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز العرباوي - العالم العربي واختلال الفكر السياسي :














المزيد.....

العالم العربي واختلال الفكر السياسي :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 00:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أخطر ما في الأمر أن تستمر الحال في الدول العربية على ما هي عليه اليوم من مشاكل سياسية واقتصادية ومن تخلف فكري واقتصادي وعلمي، بل ومن
صراعات دموية داخلية قضت على جهود التنمية والبناء وستقضي عليها في المستقبل إن لم تجد حلولا ناجعة لها .

بالطبع ، ياله من عالم عربي فقير ... معرفيا وثقافيا واقتصاديا وعلميا، ويا لخيبة الشعوب العربية التي كانت تحلم في ومن من الأزمنة العربية التي قادت إلى التفكير في تبني نهضة فكرية وعلمية وصناعية أجهضت في بداية ولادتها وقبل أن تضع رجلها الأولى في السكة نحو هذه النهضة من طرف قوى دولية إقليمية متمثلة في إسرائيل وقوى أخرى تمثلت في أقطاب الإمبريالية العالمية والتي كانت تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة العالم الإمبريالي المتصارع مع القطب الشرقي المتمثل في الاتحاد السوفياتي آنذاك، هذا الأخير كان مساندا من بعض الدول العربية ، وخاصة منها التي كانت حكوماتها اشتراكية ومتحالفة مع الاشتراكيين في الاتحاد السوفياتي، كمصر جمال عبد الناصر ، وسوريا حافظ الأسد ...




في هذا الزمن كانت شجاعة بعض العرب وزعمائهم تنبيء بتغيير القدر العربي وانفراج الوضع الشعبي في العديد من البلدان العربية نحو الأفضل، وارتقاء الإنسان العربي على مستوى الفكر والعلم والثقافة إلى ما هو أعظم وأرقى للتحكم في السيطرة على مسبباته ونتائجه دون ترك الحق للآخرين بامتلاكه . فبعد استقلال أغلب الدول العربية وتمكن بعض الكنتونات التي خلفها الاستعمار بسياساته التقسيمية من التوحد والالتئام، كانت الضرورة محتمة إلى تبني فكرة التغيير الجذري لسياسات ولأفكار تنحو نحو الغربة والتغريب وضربها قبل أن تنفذ إلى الجسم العربي، ولكن ما نتج عن بعض السياست التي اتبعت في هذا المسار لتحقيق هدف التعريب وبناء الذات العربية، هو زيادة تقوية الفكر التغريبي والدعوة إلى مساندته داخليا وخارجيا، كل هذا كان سببا واضحا لتغيير القدجر العربي نحو الأسوإ وليس نحو الأحسن .




بالفعل، عرب اليوم هم نتاج هذه السياسات ونتاج بعض الاجتهادات الفكرية والدينية التي كانت تتصارع من أجل البقاء، هذه الاجتهادات المتصارعة أدت إلى اختلال الفكر السياسي عند العرب ودفعتهم إلى تبني مبدإ المهادنة والمشي جنب الحائط لكيلا تصل الأمور إلى الدخول في حروب وصراعات مع قوى عالمية تقضي على وجود هذه السياسات وأنظمتها الضعيفة المتشبثة بالقشور وبالكراسي المغلفة بالإهانات والتحقير .




هذا ما يحدث غالبا عندما يكون تفكير العرب بعقول متجاهلة ومتصابية ومغلبة للعواطف . فكيف سيتم البناء والتقدم في وضع عربي يغلب عليه التخلف الفكري الذي يقود بالنهاية إلى الاختلال السياسي وإضعاف منهجية اتعامل مع القضايا الحساسة للأمة ؟ الذي نراه هو أن القوى العالمية تعمل جاهدة على التدخل في الحياة السياسية للعرب وتتحكم في ثرواتهم الاقتصادية والبشرية، بينما حكامهم يمارسون السياسة العمياء والعرجاء التي تقود إلى التخلف والأمية والفقر والتدهور .




يا سلام!، عندما نستمع إلى ما يسمى زعيما سياسيا عربيا وهو يتحدث بإسهاب عن الديمقراطية والإصلاح، فكلامه في ذلك الوقت بالذات نتنسم منه رائحة العطر وحلاوة العسل وكأنه منقذ العرب مما هم فيه، ولكن مباشرة بعد انتهائه ونزوله عن كرسي الخطابة إلى مكتبه وحاشيته وحراسه ونظامه ينقلب ألف درجة إلى الأسوإ فيبدأ في إيداع الناس في السجن وتفقير الشعب وتفريخ الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في كل مكان وزمان، وفرض الجبايات والضرائب باسم الأزمات الاقتصادية وزيادة الأسعار في المواد الاستهلاكية ... وغيرها من الأمور التي تضرب كلامه الحلو بعرض الحائط، ليعود معه شعبه إلى نقطة الصفر والبدء من جديد في مطالبته بالعدل والديمقراطية .




في الجانب الآخر من العالم، أي عند الغرب نجد أن كل مشاكلهم وحروبهم يصدرونها إلى العالم العربي والإسلامي فيستقبلها هذا الأخير تحت الكثير من العناوين التي تجد ذاتها في عقول بعض النخب العربية فتعمل على نشرها ووضعها في قوالب فكرية وسياسية سرعان ما تجد نفسها قد أخذت مواقع في العقل العربي الجديد المليء بالكثير من المتناقضات الغربية . هذا الآخر الذي يعمل على نهج هذا السبيل للتخلص من كل المنغصات التي قد تذهب باستقراره وقوته ونفوذه، يدعم كل الأفكار العربية والنخب المثقفة في العالم العربي على استيراد هذه الأفكار والأحداث والابتكارات المدمرة بل والعمل على منحها صفة القداسة والقوة للتغيير والإصلاح الغربيين .




ما موقع العالم العربي في خريطة العالم اليوم غير موقع المستهلك النهم لمنتوجات العالم المتقدم وثقافته المادية الهجينة ؟ أليس حريا بالعرب أن ينهضوا من سباتهم الذي عمر كثيرا للبحث عن سبل الرقي والعمل على المشاركة في العلم والبحث والاكتشافات الفضائية الباهرة التي يقودها الغرب ؟.


إن الصعوبة في هذا الأمر تكمن في عدم وجود إرادات قوية لدي الكثير من العرب اليوم في طرق أبواب العلم والبحث، ولذلك فإننا نصطدم بعقليات متحجرة سياسيا ودينيا تدفعنا دفعا إلى الوراء، وهذا ما يمكن تسميته بالاختلال السياسي والديني في العالم العربي بامتياز ...



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الشيخ والبحر - لإرنست همنغواي : عندما يبدع المترجم :
- استباحة الحلم بالنفاق :
- ثقافة العنف ودوافعها الأساسية :
- سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة :
- تحذير
- المثقف المنافق وموته المحتم :
- الأنماط الروائية العربية كما يراها شكري الماضي :
- الوحدة العربية وإمكانية التلاشي :
- الإعلام العمومي المغربي : استقالة أم تجاهل لدوره ؟ :
- - شاهدة على يدي - لعلي العلوي : عودة الألم والمنفى والاغتراب ...
- فتح وحماس : النهاية الحتمية :
- عندما ينتصر المسلمون ثقافيا :
- أشباه المثقفين وزمن الفن الرديء :
- العدالة والتنمية في أولى خطوات التغيير :
- استقالة المثقف أم غفلة منه فقط ؟
- الاتحاد من أجل المتوسط وقضايانا العربية
- المجلس الاستشاري لحقوق الانسان والصحافة المستقلة :
- الاتحاد الاشتراكي من النضال إلى المداهنة
- الزواج الالكتروني عند المغاربة وغيرهم :
- جديد إعلامنا - أفلام . تي . في . متقدرش تفتح عينيك - :


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز العرباوي - العالم العربي واختلال الفكر السياسي :