أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عزيز العرباوي - - العدالة والتنمية - أو التنديد والوعيد :














المزيد.....

- العدالة والتنمية - أو التنديد والوعيد :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2564 - 2009 / 2 / 21 - 04:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


هل يمكن تعريف ما يقوم به حزب العدالة والتنمية المغربي وما يصرح به أعضاؤه يدخل في باب العمل السياسي المتعارف عليه في عالم السياسة ؟ وبسؤال أدق هل وظيفة أي حزب سياسي تتجلى فقط في ترصد السقطات الأخلاقية لهذا الفنان أو لهذا المبدع والبحث عن الأسباب الواهية وراء أي عمل فني وثقافي دون العمل على الدفاع عن حقوق الشعب الاقتصادية والاجتماعية ؟ وبسؤال أكثر دقة هل وظيفة أعضاء أي حزب سياسي سواء كان حزبا إسلاميا أو غير ذلك هي البحث عن منافذ مهترئة قد تتكسر في أي لحظة لركوبها من أجل الوصول إلى أهداف سياسية ؟ هذه ثلاثة أسئلة تعني سؤالا واحدا يطرح نفسه على أصحاب هذا الحزب الغريب العجيب والذي أصبح حزبا أخلاقيا بامتياز وابتعد عن العمل السياسي المتعارف عليه وأخذ دور الفقهاء والعلماء وأسس هيئة جديدة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على غرار تلك التي تعمل في المملكة العربية السعودية والتي تخصصت في قطع الايادي وذبح الناس وسجن النساء المعتدى عليهن ومنعهن من السياقة ومن مخالطة الرجل البعبع وهذم دور السينما وتجريم الممثلين والممثلات بينما أعضاؤها يرفلون في نعيم الجنس والأكل وكل همهم ما في البطن وتحت البطن .
يبحث أصدقاؤنا في المغرب أو إخواننا – لكي يبقوا على راحتهم – أن يدفعوا بهذه الهيئة إلى أخذ صك الاعتراف رسميا ومجتمعيا ، ويبحثون عن محاكمة الناس على نواياهم ودواخلهم بل يفكرون بعقول الناس وكأنهم قراء أفكار أو ملائكة مرسلون يعرفون ما ينويه هذا الفنان وما يسره هذا الكاتب وهذا المبدع من خلال إبداعاتهم المختلفة . يرسمون حدود التفكير والرأي والتعبير لأنهم تقاة ومؤمنون وغيرهم كفار ملاحدة مستغلون للمرأة والحرية استغلالا سيئا . يا سبحان الله وإذا ما بحثنا في واقعهم وفي شخصياتهم وحياتهمنجدهم كلهم عيوب ... الله يستر .
يركز هذا الحزب في عمله ( السياسي ) على الفلتات الأخلاقية التي تحصل في المجتمع دون البحث عن اسبابها وعن الدوافع التي كانت وراء هذا السقوط الأخلاقي داخل المجتمع المغربي ، فإما أنهم غير واعين بهذه الأسباب والدوافع أو أنهم يتجاهلونها لأنها ستدفع بهم إلى الأفول إذا ما بحثوا عنها وحاولوا محاربتها . أسباب الجريمة والانحلال الأخلاقي أيها السادة في حزب العدالة والتنمية هي الجهل والأمية والفقر والجوع والأمراض النفسية والاجتماعية المنتشرة بكثرة داخل مجتمعنا فهل تستطيعون محاربتها أو مناقشتها على الأقل داخل مؤسسات حزبكم ومؤسسات الدولة الرسمية ؟ هذا ما يجب عليكم فعله داخل حزبكم ، لا البحث عن خرجات إعلايمة مدينة لبعض الأفلام تحدثت عن الحجاب أو عن الصلاة أو عن الزواج بيهودي لكي تقولوا لنا أنكم فعلتم واجبكم تجاه الوطن والشعب . هذا ليس نضالا أن تطالبوا فقيرا معدما بالأخلاق والتدين وهو لا يجد ما يسد به رمقه بينما أغلبكم يعيش في بحبوحة . هذا ليس نضالا يا سادة أن تبنوا برنامجكم النضالي على منع صناعة الخمر وبيعها إلى المغاربة المسلمين ثم بعد فترة تطالبون برفع سقف الضرائب على هذا المنتوج . وهذا ليس نضالا شريفا أن ترفعوا عقيرتكم ضد مهرجان فني – رغم موقفنا من بعض المهرجانات وجدواها – ثم تأتون بعد فترة وتدافعون عن عضو من أعضاء حزبكم ثبت بالوثائق والمستندات تورطه في مخالفات إدارية ومالية في موقع مسؤوليته كما حصل مع عمدة مدينة مكناس .
إن الحزب السياسي الذي يترك النضال من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للناس الذين انتخبوه على الأقل ويناضل من أجل القشور والأمور السطحية هو حزب فاشل وحزب لا يستطيع التأثير في الناس مرة أخرى وسيأتي الوقت الذي ينتقمون منه ويعاقبونه ولكم في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أفضل مثال على هذا .
وإذا ما تحلى أصحاب هذا الحزب بالنباهة وقارنوا أنفسهم بحزب العدالة والتنمية في تركيا الذي يحكم دولة علمانية بينما هو حزب إسلامي دون أن يؤثر ذلك على مسيرته كيف استطاع أن يحقق الكثير من أهدافه السياسية ويقنع الشعب التركي ببرنامجه والتزم به في عمله الحكومي وغير من وجه تركيا إقليميا ودوليا ، وفرض عمله هذا والتزامه ذاك على الحكم لصالحه بعدم حله في المحاكمة الشهيرة التي تقدم بها أحد العلمانيين في البلاد ضده . هؤلاء الناس في الحزب التركي هم الذين يستطيع الناس أن يثقوا فيهم وينتخبونهم بكل أريحية دون مركبات نقص ، فلم يسبق لهذا الحزب التركي أن انتقد فيلما أو فنانا أو مبدعا أو قناة على ما يقدمونه رغم أننا نعرف أن تركيا فيها من الحرية ما يفوق ما هو موجود في المغرب بكثير . فهل يعتبر أصحاب الحزب المغربي بهذا أم أفضل لهم أن يغيروا اسم حزبهم إلى حزب " الأخلاق والتنديد والوعيد " لكي نعرف مع من نتعامل .... ؟ لله في خلقه شؤون ...



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساعات الإضافية : جريمة تربوية بامتياز :
- زيارة الأضرحة طريق يقود إلى الجاهلية :
- هكذا يكون الانتماء :
- في مديح الأقصى :
- التجمع العربي الغريب :
- هوغو تشافيز وأنظمتنا الرسمية الخانعة :
- المقاومة تدشن عهدا جديدا في مسار الأمة :
- تائه في وطن :
- العالم العربي واختلال الفكر السياسي :
- - الشيخ والبحر - لإرنست همنغواي : عندما يبدع المترجم :
- استباحة الحلم بالنفاق :
- ثقافة العنف ودوافعها الأساسية :
- سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة :
- تحذير
- المثقف المنافق وموته المحتم :
- الأنماط الروائية العربية كما يراها شكري الماضي :
- الوحدة العربية وإمكانية التلاشي :
- الإعلام العمومي المغربي : استقالة أم تجاهل لدوره ؟ :
- - شاهدة على يدي - لعلي العلوي : عودة الألم والمنفى والاغتراب ...
- فتح وحماس : النهاية الحتمية :


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عزيز العرباوي - - العدالة والتنمية - أو التنديد والوعيد :