أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - التعديل الوزاري واستحقاقات المرحلة














المزيد.....

التعديل الوزاري واستحقاقات المرحلة


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاردن - اجري الدكتور نادر الذهبي- بعد انتظار- تعديلا وزاريا على حكومته, ادخل بموجبه عشرة وزراء جدد, لم يحمل التعديل أية مفاجآت, فقد جاء ضمن الرؤية التقليدية المتعارف عليها في التشكيلات الوزارية, باستبدال وزراء بوزراء جدد, إما بسبب ضعف الأداء او لعدم انسجام الفريق او تبادل الحقائب الوزارية, رغم ان التعديل جاء ضمن ظروف سياسية واقتصادية مختلفة تماما عن الظروف التي كانت سائدة عند تشكيل الحكومة في أواخر عام ,2007 الا ان أحدا لم يلحظ تغييرا ملموسا بالشكل او المضمون يستجيب للمتغيرات.
كان يفترض ان يخرج التعديل عما هو مألوف, أولا : لإخفاق النمط السياسي السائد من معالجة المشاكل التي تواجه البلاد, وثانيا مراعاة للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تطورات إقليمية ودولية, ما يستدعي ضرورة تحقيق اختراق سياسي على طريق الإصلاح للاضطلاع بالمهام الكبيرة, بإحداث تعديل وزاري نوعي يضفي على الحكومة نوعا من الجدية في مواجهة الأزمات المتعددة أبرزها الأزمة الاقتصادية التي تواجه البلاد وتحتاج الى إجراءات غير عادية, وبتدقيق عينة من النمط السائد تلقي الضوء على الصورة المقلقة لما يجري, ففي ظروف »النمو والانتعاش الاقتصادي« وما قبل انفجار الأزمة الاقتصادية العالمية, قامت الحكومة بزيادة الإنفاق العام بحوالي 27% خلال الشهور الأحد عشر الأولى من عام 2008 قياسا بعام 2007 مسجلة ارتفاعا مقداره (1039) مليون دينار, وقد تم تمويل هذا الإنفاق بالاقتراض, مما سبب ارتفاعا ملحوظا على صافي رصيد الدين الداخلي مقداره 1923 مليون دينار منه تسنيد 800 مليون دينار من حساب الخزينة المكشوف.
كيف يمكن مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية ضمن هذا النهج الاقتصادي في البلاد, فالحكومات المتعاقبة بعد ما أغرقت البلاد بالأزمات نتيجة ما يسمى بسياسة الاصطلاح الاقتصادي, وتخلي الدولة عن ممتلكاتها لصالح الشركة الأجنبية باسم التخاصية, وزيادة الاعتماد على الإيرادات الضريبية والقروض في تمويل الإنفاق وتحميل الفئات الشعبية ثمنا باهظا لهذه السياسات, أضف الى ذلك تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تلقي بظلالها على الاقتصاد الأردني, سواء بانخفاض معدلات النمو الاقتصادي المتوقع وفقا لتقديرات خبراء صندوق النقد الدولي, او انخفاض الصادرات الوطنية, وتفاقم عجز الميزان التجاري, واحتمالات عودة قسم من العاملين في دول الخليج العربي, وعدم توفر فرص عمل لهم الى جانب حاجة البلاد لأكثر من خمسين الف فرصة عمل جديدة للعمالة المحلية من خريجي المعاهد والجامعات سنويا عدا عن المتسربين الى سوق العمل, كل ذلك يترك اثارا سلبية على الاقتصاد الوطني وعلى المجتمع الأردني, سواء بزيادة عجز الموازنة, او انخفاض تحويلات المغتربين, او زيادة عجز الحساب الجاري في ميزان المدفوعات او ارتفاع المديونية, الامر الذي يقتضي اجراءات غير عادية لمواجهة الازمة الاقتصادية, والتقدم ببرنامج اقتصادي على اسس جديدة.
الولايات المتحدة الأمريكية أسقطت السياسات الاقتصادية الليبرالية وتمارس الآن سياسات اقتصادية اجتماعية, منها تأميم البنوك وشراء المؤسسات, ومنها تخفيض الضرائب على الفئات الدنيا والمتوسطة لمواجهة الازمة, هل تملك الحكومة الاردنية الامكانيات المادية للقيام باجراءات مماثلة, باعتبار الوصفة الامريكية هي »العلاج الشافي« بنظر الحكومات المتعاقبة.
الخطوة الاولى لمواجهة الازمات تحقيق اصلاح سياسي حقيقي يسهم بتطوير الحياة السياسية وزيادة مساهمة القوى الحية في المجتمع الاردني باطلاق الطاقات والكفاءات الواسعة واطلاق الافكار والاراء التي تسهم باعادة بناء الاقتصاد الوطني على اسس جديدة, وتعبئة الامكانيات كافة للتصدي للتحديات التي تواجه البلاد, وهذا يتطلب توسيع الحريات العامة وإعادة النظر في بعض القوانين وبشكل خاص القوانين المتصلة بالعمل السياسي ومنها قانون الانتخابات وقانون الاجتماعات العامة وقانون الأحزاب, بما يسهم بتطوير الحياة السياسية والحزبية, وتشكيل الحكومات مستقبلا على أسس برامجية تنطلق من المصالح العامة للبلاد بعيدا عن الاعتبارات الشخصية او الاملاءات الخارجية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة العقار والرؤية الرسمية لمعالجتها
- معدلات التضخم تحافظ على مستويات مرتفعة
- المؤامرة الكبرى ...
- عجز الموازنة يفاقم المديونية
- الموقف العربي الى اين..! ؟
- اوقفوا حرب الاباده ...
- انهيار السياسة الاقتصادية الليبرالية يستدعي طرح البديل
- عام 2009 عاما للزراعة...
- رغم فشل السياسة الليبرالية الحكومة ماضية بخصخصة القطاع الصحي ...
- ازمة النظام الراسمالي في موتمر العشرين
- اعادة قراءة لمشروع قانون الموازنة
- مشروع قانون الموازنة في ضوء الازمة العالمية
- الزلزال المدوي الذي هز النظام الرأسمالي
- ملاحظات اولية على موازنة 2009
- لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية
- هل سقطت الليبرالية الجديدة ...؟
- قضايا الفساد
- للخروج من النفق
- الملتقى الوطني الاقتصادي
- الازمة الاقتصادية والاجتماعية وبرنامج البديل الديمقراطي


المزيد.....




- غموض كبير يلفّ زواج جيف بيزوس ولورين سانشيز.. فهل انكشف أخير ...
- مخزونات اليورانيوم المخصب.. إيران تعلن انفتاحها على نقله لكن ...
- كان يُعتقد أنه قُتل.. ظهور قائد إيراني رفيع بمراسم التشييع ف ...
- هل يمكن أن تعالج العقول الاصطناعي العقول البشرية؟
- نقص حليب الأطفال يهدد حياة أطفال رضع في غزة
- ترامب ينفي تقارير عن مساعدة إيران في برنامج نووي سلمي
- ترامب يدفع لهدنة في غزة.. ما الشروط الجديدة لوقف إطلاق النار ...
- إنجلترا تحت لهيب الصيف: موجة حر جديدة قد تحطم الأرقام القياس ...
- تشييع قادة وعلماء بطهران وترامب ينفي دعم نووي إيراني سلمي
- ناجون من جحيم غزة، باحثون فلسطينيون يحاولون إعادة بناء حياته ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - التعديل الوزاري واستحقاقات المرحلة