رغم فشل السياسة الليبرالية الحكومة ماضية بخصخصة القطاع الصحي ...!

فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 07:55
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

اعلن وزير الصحة الدكتور صلاح المواجدة في مؤتمر صحافي ان الوزارة ستقوم بتعميم تجربة النظام الخاص لمستشفى الامير حمزة على كافة المستشفيات الحكومية في المملكة, مؤكداً ان على كل مؤمن يراجع مستشفى الامير حمزة دفع 20% من تكلفة علاجه بما في ذلك الحالات الطارئة, علماً ان المستشفى سوف يتقاضى تكاليف المعالجة من المواطنين على أسس تجارية مع خصم نسبته 15% عن تسعيرة القطاع الخاص, بعد ما قررت الوزارة اخضاع مستشفى الامير حمزة الى ما يسمى بالتسيير الذاتي والمتضمن تشكيل مجلس ادارة مختلط من القطاعين العام والخاص بميزانية مستقلة على ان تتم تغطية نفقات المستشفى من ايراداته, وكخطوة اولى لخصخصة القطاع الصحي. واوضح الوزير انه لم يتم تحويل المرضى المؤمنين في وزارة الصحة الى مستشفى الامير حمزة الا في حال عدم وجود اسرة شاغرة في مستشفى البشير. ورغم كل ذلك تنفي وزارة الصحة انها بدأت بخصخصة هذا القطاع..!

من جانبه حذر الدكتور زيد حمزة وزير الصحة الاسبق من السير على خطى النظام الامريكي, حيث حرمت الخصخصة اكثر من 100 مليون انسان امريكي من الحصول على علاجات وادوية نصفهم مؤمنون صحيا, واكد الدكتور زيد ان هناك محاولات لخصخصة هذا القطاع بطرق مختلفة, مؤكداً ان التوجه لخصخصة الصحة يتناقض مع مبادئ الرعاية الصحية كما اقرتها منظمة الصحة العالمية ووافقت عليها جميع الدول الاعضاء منذ عام 1978 في مؤتمر الماآتا.

كل ذلك يتم على الرغم من الفشل الذريع الذي شهده العالم لسياسة الخصخصة وآلية السوق وتخلي الدولة عن دورها في الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية, وضبط نشاطات القطاع الخاص وحماية المواطنين من الاستغلال والحفاظ على التوازن الاجتماعي, وعلى الرغم من اتضاح الرؤية لدى رئيس الوزراء الدكتور نادر الذهبي حول الاسباب التي ادت الى الازمة المالية والاقتصادية العالمية كما تناولها في لقائه مع النواب. الا ان الخطوات العملية لا تسير باتجاه معالجة اثار هذه الازمة محليا فهي ماضية بتمرير اخطر مرحلة من مراحل الخصخصة والمتعلقة بالخدمات العامة للمواطنين, بعد فشل هذه السياسات لدى اصحاب النظرية, فمن المتوقع ان يجري تغيرا على توجهات صندوق النقد والبنك الدوليين عبر اجراءات الاصلاح المطروحة على اجندة مؤتمر العشرين في نيسان المقبل. وذلك بعد اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بفشل سياستها التي عممتها على مختلف بلدان العالم وبعد توريط العديد من حكومات الدول النامية يتبني هذه السياسات التي جلبت الويلات لشعوبها, فهي تقوم الآن بشراء مؤسسات ضخمة من القطاع الخاص ما يتنافى مع ايديولوجيتها الرجعية, وقد حملت فرنسا والمانيا وروسيا الولايات المتحدة الامريكية مسؤولية الازمة الخطيرة التي تواجه النظام الرأسمالي والتي ادخلت النظام الرأسمالي مرحلة ازمة فيض الانتاج حيث من المتوقع فصل ملايين العمال من العمل, وتخفيض الاجور الامر الذي سوف يؤدي الى تفاقم الازمة الاقتصادية العالمية.

ونحن في الاردن على الرغم من التحذيرات المتكررة للحكومات المتعاقبة بضرورة وقف هذه السياسات الضارة والتي ادت الى اضعاف الاقتصاد الوطني وافقار الفئات الشعبية, وبدلاً من ان تقدم الحكومة على حزمة اجراءات تتناسب مع الظروف والاوضاع الجديدة وذلك انطلاقاً من المصالح العليا للبلاد, وبعيداً عن تعليمات صندوق النقد والبنك الدوليين المسؤولين عن الفشل الذريع للسياسة الليبرالية التي نفذت في البلاد منذ ثمانينيات القرن الماضي, فبدلا من ذلك تواصل وزارة الصحة النهج الليبرالي بخصخصة قطاع الصحة الذي سيفضي في نهاية المطاف الى حرمان اوساط واسعة في المجتمع الاردني في الحصول على خدمات صحية تتناسب مع امكانياتهم المادية, وقد عكس مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2009 هذه التوجهات بتخفيض النفقات المتعلقة بالخدمات العامة للمواطنين وزيادة نفقات لا تحتل اولوية, كما اوضحنا في تحليل سابق للموازنة نشر في مقالين في هذه الزاوية.0

#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل