أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فهمي الكتوت - انهيار السياسة الاقتصادية الليبرالية يستدعي طرح البديل














المزيد.....

انهيار السياسة الاقتصادية الليبرالية يستدعي طرح البديل


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 2503 - 2008 / 12 / 22 - 08:31
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لم تصمد كثيرا تصريحات وزير المالية المتكررة حول عدم تأثر الاقتصاد الاردني بالازمة, ولم يعد مهما النقاش حول هذا الموضوع بقدر ما هو مهم البحث عن السبل والوسائل الكفيلة لتجنيب البلاد آثار ونتائج هذه الازمة, خاصة بعد ما كشفت مصادر رسمية عن تراجع الايرادات العامة للخزينة للعام الجاري ما بين 200 الى 300 مليون دينار نتيجة انخفاض ايرادات ضريبة المبيعات وايرادات دائرة الاراضي بسبب التباطؤ الاقتصادي, ومن المتوقع ان يواجه الاقتصاد الاردني مزيدا من الضغوط الاقتصادية, وسبق وحذرنا من تجاهل الفريق الاقتصادي للآثار الناجمة عن الازمة العالمية على الاقتصاد الاردني, وكان على الحكومة ان تتعامل بجدية اكثر قبل اصدار موازنة عام 2009 بالتخلي عن السياسات الاقتصادية التي فشلت في مهدها, ووضع سياسات جديدة تتوافق مع المستجدات وتراعي التطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم.

معظم بلدان العالم اقدمت على مجموعة كبيرة من الاجراءات تتعلق بالسياسات المالية والاقتصادية, بدءا من اعادة النظر بالسياسات الرأسمالية المنفلتة واعادة الاعتبار لدور الدولة في الاقتصاد الوطني, وانتهاء بوقف الانفاق المظهري غير الضروري واعطاء الاولوية لمشاريع استثمارية تنموية.

ان التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد تفرض على الحكومة اجراء اصلاحات اقتصادية وطنية, فالهزيمة التي لحقت بالليبرالية الجديدة لا تعني انتصارا للسياسة البيروقراطية التي سادت في البلاد قبل تغول الليبرالية, لذلك لا بد من التقدم بخطوات سياسية تكفل نجاح اصلاح اقتصادي جوهري, باعادة النظر في القوانين كافة واصدار التشريعات الضرورية من اجل تحقيق مشروع تنموي اقتصادي اجتماعي يشارك به القطاعان العام والخاص بتوجيه من الدولة نحو استثمارات انتاجية لاستغلال الثروات الوطنية الغنية في البلاد, ووقف المشاريع المظهرية الواردة في الموازنة كافة تحت باب نفقات رأسمالية, من شراء اراض ومبان وانشاءات باستثناء احتياجات وزارتي الصحة والتعليم, مع وقف سياسة الاقتراض او زيادة الضرائب لتمويل الانفاق, كما لا بد من اجراء مراجعة جدية حول ربط الدينار بالدولار, والتفكير جديا باتخاذ قرار ملموس لحماية الدينار من المخاطر التي تهدد الدولار.

ان مجموع العوامل المتصلة بالازمة سوف تشكل ضغوطا ملموسة على الاقتصاد الاردني والمجتمع عامة حيث من المتوقع انخفاض الايرادات العامة, وتراجع النمو الاقتصادي, وتراجع معدل الصادرات, وارتفاع نسبة البطالة بسبب انخفاض الطلب محليا وعربيا على العمالة نتيجة الازمة, وعودة بعض المغتربين الى البلاد وانخفاض التحويلات من العملات الاجنبية. الامر الذي يتطلب توجيه الايرادات المتحققة للخزينة نحو المشاريع الانتاجية المولدة للدخل, والتوجه نحو مؤتمر وطني بمشاركة اصحاب الرأي الآخر من احزاب وهيئات وشخصيات وطنية لاوسع حوار وطني بهدف الخروج من الازمة باقل الخسائر, وتحقيق مشروع وطني بابعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وهذا يتطلب اتخاذ اجراءات ملموسة نحو توسيع الحريات العامة وتحقيق اصلاح سياسي عبر آليات محددة تكفل الوصول الى نظام ديمقراطي حضاري يوفر الشروط الاساسية للتطور الاقتصادي والتقدم الاجتماعي, وتوفير الشروط والعناصر الضرورية لتحقيق الشفافية باصدار القوانين والتشريعات الضرورية التي تسهم بمكافحة الفساد ومعاقبة الفاسدين.

خاصة ان الازمة الاقتصادية العالمية اخذة بالاتساع والتفاقم بعد ان اصبحت تهدد العديد من الفروع الاقتصادية بالانهيار وفي مقدمتها قطاع السيارات, ان ما يشهده العالم حاليا ازمة فيض الانتاج التي تتمثل بعدم مقدرة المستهلكين على شراء السلع المكدسة في المخازن, نتيجة التضخم وفقدان القيمة الشرائية لدخل الفئات الوسطى والدنيا في المجتمعات الرأسمالية, اضافة الى الازمة المالية الناجمة عن استفحال مظاهر الفساد في المؤسسات المالية, وهيمنة القطاعات غير الانتاجية على الاقتصاد, ومن المنتظر ان تتعمق الازمة المالية والاقتصادية بشكل واسع خلال المرحلة المقبلة, فالامريكيون امام خيارات صعبة اما ادارة الظهر للدول الصناعية والاستمرار بطباعة عملات من دون غطاء من اجل توفير المال لمواجهة عجز السيولة ما يفقد الدولار مكانته في العالم وقد يعرضه للانهيار, ويضعف المساهمة العالمية في مواجهة الازمة, او الاستجابة للضغوط الدولية وتحقيق اصلاحات ملموسة في النظام الاقتصادي والمالي وتشديد الرقابة وتوفير الضوابط الضرورية على المؤسسات المالية وحماية العملات المحلية, الامر الذي سوف يحرم الولايات المتحدة الامريكية من استخدام ماكينة الطباعة لتوفير السيولة.0



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام 2009 عاما للزراعة...
- رغم فشل السياسة الليبرالية الحكومة ماضية بخصخصة القطاع الصحي ...
- ازمة النظام الراسمالي في موتمر العشرين
- اعادة قراءة لمشروع قانون الموازنة
- مشروع قانون الموازنة في ضوء الازمة العالمية
- الزلزال المدوي الذي هز النظام الرأسمالي
- ملاحظات اولية على موازنة 2009
- لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية
- هل سقطت الليبرالية الجديدة ...؟
- قضايا الفساد
- للخروج من النفق
- الملتقى الوطني الاقتصادي
- الازمة الاقتصادية والاجتماعية وبرنامج البديل الديمقراطي
- محمود درويش
- معالجة التجاوزات بدلا من الاعتداء على الحقوق المكتسبة
- حالة المديونية بعد تنفيذ اتفاقيات نادي باريس
- اسعار وضرائب...وحكومة
- مطلوب سياسات اقتصادية واجتماعية جديدة (2)
- مطلوب سياسات اقتصادية واجتماعية جديدة
- العداء الامريكي لم يبدأ بمرشحي البيت الابيض


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فهمي الكتوت - انهيار السياسة الاقتصادية الليبرالية يستدعي طرح البديل