أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - عودة سيندي- قصة قصيرة للصغار والكبار















المزيد.....

عودة سيندي- قصة قصيرة للصغار والكبار


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 04:06
المحور: الادب والفن
    




بعد أن غسل ابنها أسنانه و أوى إلى فراشه سمعت همهمة كلب على الباب ، همهمة ليست غريبا عنها .. أسرعت تفتحه لترى كلبتها التي هربت منذ أشهرمع كلب الجيران الشـــرس .. كانت يومها عذراء باكر .. وكانت صغيرة و كربوجة ..
ضمتها إلى صدرها ، قبلتها ، عانقتها ، عاتبتها : " أهكذا تتركيني يا حبيبتي وقرة عيني .. ؟؟ " .
نادت طفلها ، أيقظته من نومه ، قالت له : تعال .. سيندي عادت ، كبر بطنها .. صارت أجمل .
أضاءت جميع غرف البيت .. فتحت أبواب الحمام ، والمرحاض والمطبخ ..
أدخلتها الحمام لتريها صندوق الرمل المعد لبرازها ، كانت قد تركته في مكانه على أمل عودة سيندي ، ثم أدخلتها غرفة خلف الباب الرئيسي فيها مفرش صغير الذي كانت تنام فيه عندما كانوا يعتبروها من أهل البيت .. ..
قالت لها بلكنة حنونة : هنا ستنامي ياحبي ، ياكنزي ، ياحلمي الجميل ..
سنخرج نتجول مرتين في اليوم ..
ستبولين هناك في الحمام تحت المغسلة ..
شكرا ؟ً لك أيها الرب الذي أعدت إلي كلبتي ..

تركتها في المفرش ودخلت المطبخ لتعد لها طعاما فكانت الكلبة أسرع منها ، قفزت قبلها إلى الطاولة التي كان أفراد العائلة يلتموا حولها .. يأكلوا ، ويلعبوا ألعاب أطفال مع إبنهما الوحيد ..

خطفت قطعة لحم وعاد ت .. لامست قدمي المرأة برأسها ، لحست فخذها ، نظرت إليها ثم حمحمت ثانية : وووو ، قفزت ثانية إلى الطاولة ..
بسرور بالغ فتحت السيدة علبة سردين ، صبت سمكة في صحن وقدمته للكلبة التي نست اسمها الأصلي ، ولم تتعود على اسمها - الجديد بعد .
اتصلت السيدة بصديقاتها تبشرهن أن الكلبة قد عادت ، عادت وقد كبر بطنها ، تنبئت أنها ستلد كلاب كثيرة ..
في المساء جاءت صديقتها وزوجها وابنها ليروا الكلبة ، فســت الكلبة فأصدرت رائحة كريهة ، توسطت الغرفة رفعت رجلها ، ضغطت على نفسها ، بالت على مخدة ..

في اليوم التالي جاءت جارتها العجوز " المرأة والرجل " سألاها عن حل لكلبتهما ، مالعمل ؟
أنها تبول في المكان الذي يحلو لها ، وتبرز هنا وهناك ، ولها رائحة كريهة .. أجابتهما الجارة يجب أن تصبرا .. الصبر
تحليا بالصبر ..

أصبحت رائحة البيت كريهة ، حتى الثياب المعلقة في البيت أصبحت روائحها كريهة ..
اتصلا بالطبيب البيطري ، حددا موعدا معه ، وفي اليوم التالي زاراه وسألاه عن الحل .. فكتب للكلبة حبوب فحم .
ركب الرجل دراجته وذهب المدينة ليبحث عن صيدلية مناوبة واشترى لكلبتهما الدواء .
ما أن تناولت الكلبة الدواء حتى انتفخت أوداجها وطالت أظافرها .. خاف الرجل على ابنه الوحيد ، أمسك بالكلبة وحاول إخراجها من البيت ، لكن جارتهم الجدة .. باور رأته من خلال العين الساحرة المحفورة في الباب يزجرها ، فأسرعت واتصلت بشرطة الطوارئ في الحي .
لاحظ أنه مراقب .. أعادها إلى داخل البيت .. وضع لها صحنا من الكيت كات .
لم تمض خمس دقائق إلا وسيارات شرطة وطوارئ واسعاف تحيط بالمنطقة من كل جانب ، رجل في الأربعينات من عمره ذو شعر منسدل ومفروق ، ويظهر أنه مصبوغ تقدم مجموعة الاقتحام رن جرس المنزل ، فتح الطفل الباب وبجانبه الكلبة وقد بدت لطيفة إلى أبعد الحدود .
أين أبوك ؟ ضابط الأمن سأل الطفل . أومأ الطفل أن بابا في الداخل ..
دخل الضابط أمسك به وجره إلى الخارج .. إلى المدخل حيث تراه الجارة العجوز من فتحة عين الساحرة ، حذره من مغبة إزعاجه للقطة .. أمره بالعناية بها وإلا سيدفع مبلغا كبيرا ، فالبلد بلد قطط وكلاب ..
نظر الرجل إلى الكلبة فوجدها حيوان لطيف مسكين .. سكت ، هز رأسه بالايجاب ، من أين يأتي بالمبلغ المخالف وليس معه مايكفيه غل الجوع للشهر التالي ؟!!
وقـّع على عدة أوراق تلزمه بذلك ، نظر إلى العين الساحرة تكلف بابتسامة مصطنعة دلي رضاه ، أدخل الكلبة أمامه وأغلق الباب .
عادت فكشرت عن أنيابها ، نظرت إلى أفراد العائلة شزرا ً ، إلتفتت إلى الطفل ، نبحت ، خاف الطفل وبكى ، فما كان من الرجل إلا أن فتح باب الشرفة المطلة على شارع المدينة المجاورة لمدينته ، وأمرها بالخروج ..
لم تخرج سندي ..
عاجلها وأمسكها من رقبتها ، وجرها نحو الشرفة ..
عادت إلى وضعها الطبيعي وكأنها لم تشرب من ذلك الدواء !!
هزت بذيلها ، زجرها .. وعاد إلى الصالون ليتصل بحماته التي هربت مع صاحب متجر للحبوب كان جارهم في الوطن ، قال لها :
إما أنا ، وإما سندي ، لم أعد أحتمل هذا البلد الذي يفضل تلك الكلاب الشرسة على بني آدم ..
َهدّأت حماته من روعه ، طلبت منـه الصبر والتريث حتى تتعود على وضعها الجديد .
عاد ليفتح لسندي الباب تفاجئ بشرطي آخرمعه رجل إطفاء صعدا إليه بسلم مركب على سيارة اسعاف .
جرّاه إلى الشرفة ، صاح أحدهما : أو تزجر كلبة ؟
قال : هلا سألتماني لماذا زجرتها ؟
قال لأنها أرهبتني ، وأرهبت الطفل وأمه .
هذا لايهم ، جيرانك رأوك تزجر الكلبة ، هل زجرتها أم لا ؟
نعم ، ولكنها أرهبتنا ، كشرت عن أنياب مخيفة .
نحن لا يهمنا ما تعتقده أنت ، الجيران قالوا أنك زجرتها ، وأنت تعترف بذلك ، ولهذا فقد حكمنا عليك أن تدفع راتبك الشهري بالكامل ، مع إلزامك بالتوقيع على وثيقة عدم تعرض لها ولا بأي شكل كان .

أرجوكم ! خذوها معكم ، أنا لا أريدها في بيتي ..قال لهم صاحب البيت .
تابع الشرطي غير مهتم بما سمع : هذا لا يهمنا أبدا ً، نحن لسنا موظفي مأوى أيتام الحيوانات ، أنت بالذت عليك أن تأخذها إلى مأوى أيتام الحيوانات ، وتدفع عليها مصروفها الشهري طول العمر .. أطال الله عمرها ، وعمرك .
في اليوم التالي وصله من المحكمة قرار حكم يقضي أن يدفع راتبه الشهري ، والسجن لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ ، ووجب عليه أن يشتري لها لحما ً ، وألعاب ، وأدوية ضد الهلوسة ، وفرض الحاكم عليه أن يبدو لها بشوشا ً لا يزجرها ، ولا يشتمها ، ولا ينهرها ولا يتكلم عنها إلا بالخير..
وأمره الحاكم أن ُيفسّـح سندي مرتين يوميا ً ، مرة عند الصبح كي تبول في أحضان الطبيعة ، ومرة في المساء لتلعب مع أقرانها الكلاب .
اتصل بحماته وخاطبها : " إما أنا ، وإما الكلبة .. "
زمجرت الكلبة .. خرج الرجل يستطلع في الشرفة فوجد سيارة شرطة ، وسيارة لأحد لجان أو فروع الأمن ، ومحافظ المدينة ، وممثلون عن أحزاب البرلمان ، وقيادات جمعيات حقوق الحيوان ، وممثلين عن هيئة الأمم و جمهور غفير من الناس ..
أنهى مكالمته مع حماته بسرعة ، اعتذر لسندي ، وخرج مع زوجته والطفل ..
هاموا على وجههم في الشتات .. .

خرجت سندي إلى الشرفة ، نظرت إلى سيارات الأمن والشرطة والمحافظ وقادة الجمعيات التي حمتها ، رَفت عينيها بغنج ، هزت ذيلها ..
ودخلت إلى الصالون .
=================



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة سيندي
- هل من المفروض تجاهل مبدعين وقادة اكراد لأنهم كانوا في أطر حك ...
- رحم الله شهداءنا لم يوفهم التاريخ حقهم ، وفاء
- ما الذي ينتظره الفلسطينيون من أنظمة ذليلة ؟؟!!لماذا العرب لا ...
- هذا الجهاز ، جهاز الأمن ومشتقاته مصيره مصير المملوك جابر
- يا صديقي وشريكي ..الوطن بحاجة .. لنا
- الوليمة
- ميكي - لك في القلب حسرة و لوعة
- حمودة تاب .. وما شاء الله شو صار مرضي ..!!
- النظام السوري يشارك في مؤتمر يعني بحقوق الإنسان !!
- طاقة ورد أهديها لكم .. وباقة حب
- الكرد في سوريا مثيري مشكلة أم أصحاب قضية
- الشاعر وديع العبيدي يكتب عن الوطن ، وللمرأة حضور
- الرجل الذي لوّن رأسه
- وسواس .. ومفتوق
- لقاء في حديقة الشعب
- مامد في جنة ليست كالجنة
- قمامة ، وكلاب ، وديمقراطية .. ومفاهيم أخرى ..
- لابد لهذا القيد أن ينكسروعقبى لكل معتقلي الرأي في سوريا
- فليكن الخامس من آب ، يوم وحدة واتحاد حقيقيين لفصائل اليسار ا ...


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - عودة سيندي- قصة قصيرة للصغار والكبار