أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - الشاعر وديع العبيدي يكتب عن الوطن ، وللمرأة حضور














المزيد.....

الشاعر وديع العبيدي يكتب عن الوطن ، وللمرأة حضور


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 06:35
المحور: الادب والفن
    


في قصيدته الأخيرة “ :وأذكر أني عراقيُّ.. فأبكي ! " . . يرسم لنا الأستاذ وديع العبيدي في صورة شعرية رائعة ما يجول في خاطره عن الوطن ً من منفــاه البريطاني البعيد ، فيكتب معاتبا إياه :

ضاقتْ دروبُ الخليقةِ
لا مسكنٌ يحتويني ..
ولا خلّةٌ..
العبيدي يبكيه كما بكيته عندما كتبت :
هل من العيب أن يبكي الرجل وطن ؟
ولو لومضة من الزمن ؟
أنا بكيته .. وأجهشت بكاء ..
يقول العبيدي :
" .. ضاقتْ بيَ الأرض..
ضاقتْ دروبُ الخليقةِ
لا مسكنٌ يحتويني
ولا حدقةٌ.. ترتويني
ولا خلّةٌ..
ويتابع .. ، يسأل نفسه عجبا :
لماذا أحبُّ البلاد التي عذبتني
احبّ الدماء التي شرّدتني
الليالي التي لم أرتوي من سناها..
لماذا إلى الآنَ أكتبُ في لغة..
ترفعُ السيف ضدّي..
وتدهسني ملامحُها..
فأشاركه في حب الوطن .. الوطن الرمز الذي أرى بأني لم أفهِ حقه كما يجب في قصيدة " نخب الوطن" والتي نشرها لي في مجلته " الساري" :
" .. والله يا صاحبي ما كنت عاقا ً لا لله ، ولا لوالديّ ، ولا للوطن ..
لكن الأخير حمله ثقيل .. والثمن غال .."

وللمرأة في شعر الأستاذ العبيدي حضور فهي مثال َصدّقه فآمن به ، ولما جفاه الوطن عاتب المرأة لأنها علمته عشقا اكتشف أنه كذبة .. كذبة حكومات توالت على حكم بلده فقال :
" .. ولكن النساءُ جميعاً..
تمنعنَ حلف حجاب الحكوماتِ..
و كلّ النساء وكل الحكوماتِ والكهنةِ
والمستعمّين والمستعمّاتِ..
.. كل البلادِ سواسيةٌ في ناظري..
كلهم.. كلهنَّ..
كذبوا.. كذبْنَ عليّ.." السافلينَ..
أما أنا فلم أجد أحلى من نساء بلدي ، فكتبت ردا على سؤال طرح علي : " " " وهل للجمال من مجال ؟؟ " :
قلت :
• لاتذكرّني ياصاحبي بتلك الديار ..
اتركني أتناسى الجمال " ..
وأصبح " أبو علي " غريبا ً منفيا ً ، يناجي وطنه من خلف البحار والمسافات الطويلة ، إنها الغربة :
" ..ما زلت غريباً..
وحيداً..
حزيناً.."
يرى الأستاذ العبيدي أن الحكومات المتعاقبة تكذب على شعوبها فيصورها بمن يحب ، ألا وهو "المرأة" التي لم يعد يثق بها رغم أنها تعيش كيانه وذاته كما لم يعد يثق بالحكومات التي توالت على ريادة السلطة في بلاده :

لماذا أحبُّ البلاد التي عذبتني
احبّ الدماء التي شرّدتني
الليالي التي لم أرتوي من سناها..
لماذا إلى الآنَ أكتبُ في لغة..
ترفعُ السيف ضدّي..
وتدهسني ملامحُها..

ومهما حاول العبيدي التخلص من بلده ومن صفته الوطنية فهو متعلق به لا يفارقه :
بعد عشرينَ.. ثلاثينَ..
أو خمسينَ..
ما زلت غريباً..
وحيداً..
حزيناً..
أحاولُ أن أنزعَ الجلدَ واللونَ..
أن أقلعَ أظفري..
أذبحَ القلبَ والذكرياتِ
أخرج من شرنقة الموتِ..
لأصبحَ شخصاً جديداً..
خارجَ كلِّ حدودِ الوقتِ والأمكنة..
أعود، يذكرني سائق الباصِ أني عراقيّ..
ثم يعود يذكرّنا بعشقه .. حبه الذي تركه في الوطن :
تركتُ فؤادي هناكَ وراءَ الحدودِ
تنهشهُ الجندُ والكلابُ السلوقيّة
في النهاية يحذرنا ، ينبئنا أن كتابته , كتابتنا هي الرصاصة التي تقتلنا :
توقيعك الذهبي
مركزك الملكي
صك عبوديتك..
تقرير موت محتـّم..
لا تهمّ الشظية..
لا تكترث للرصاصة..
هذا الشاعر والكاتب الإنسان لم ينس همه .. حبه ، لم ينسى الوطن .
لذلك قال في قصيدته " الشحاذ" :
في الهايد بارك
كان كثيرون يخطبون
وكثيرون يستمعون بعيونهم..
في داخلي كان صراخ بعيد..
من منكم قتل وطني.

بالمناسبة فإن الأستاذ العبيدي من مواليد ديالىفي العراق 1960 ، حاصل على بكلوريوس علوم اقتصادية من جامعة البصرة 1982.
أصدر في النمسا مجلة الساري.. كما أصدر ضفاف أيضا ً باللغتين العربية والألمانية .. .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الذي لوّن رأسه
- وسواس .. ومفتوق
- لقاء في حديقة الشعب
- مامد في جنة ليست كالجنة
- قمامة ، وكلاب ، وديمقراطية .. ومفاهيم أخرى ..
- لابد لهذا القيد أن ينكسروعقبى لكل معتقلي الرأي في سوريا
- فليكن الخامس من آب ، يوم وحدة واتحاد حقيقيين لفصائل اليسار ا ...
- حسنان وحسن
- حمو يحكي بأصله .. إنه مجرد عبد
- روزا ياسين حسن كاتبة ابداعية رائدة
- فليعقد عقد شراكة .. الوطن سيبقى لنا- عربا ً وأكراد -
- أدعوا أحزاب جبهة النظام إلى فرط العقد أو إدانة جرائمه
- عنما تضيق مساحة البحر
- بقية حكاية
- ردا ً على مانشر مؤخرا ً باسم قيادة حزب الاتحاد الشعبي الكردي ...
- في عشية يوم الطفل العالمي سأحدثكم عن جنكو ..
- فلتذهب أنظمة المساومة إلى الجحيم، أما نحن فسنبقى أوفياء لمبا ...
- الأول من أيار - عيد وسيل من القوانين والمراسيم - تختص بمصادر ...
- سلطة ، حزب عشيرة ، ثلاثة أقانيم في اقنيم واحد
- نظام قمع وشعب أعزل، تعديه يصل حد الجريمة .. يقتل أبناء الوطن


المزيد.....




- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - الشاعر وديع العبيدي يكتب عن الوطن ، وللمرأة حضور