أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ربحان رمضان - مامد في جنة ليست كالجنة














المزيد.....

مامد في جنة ليست كالجنة


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 02:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ثلاثة سيارات للبوليس تتقدمهم امرأة أحاطوا بمامد ، مامد الكردي المهاجر من كردستان .. إلى فيينا .
فيينا التي غنت لها أسمهان ووصفتها بقطعة من الجنة..
أحاطوا به وهو مستلق على رصيف لونه أزرق ..
لم يأبه بهم ، بقي مستلقيا وقد لف رجل على رجل رغم أن المرأة الشرطية وقفت بمواجهته وفي يدها بطاقة معدنية تثبت انها من (نساء) الشرطة النمساوية المحترمات ..
انتشله زميل لها ، وطلب منه ابراز بطاقته الشخصية فأبرز لهم تذكرة استـئجار البارك لمدة نصف ساعة ..
استغربت الشرطية المرأة من الموقف فأجابها حمو : المكان موقف للسيارات ، أليس كذلك .
ولأن أصحاب السيارات يحجزوا المكان بمثل هذه التذكرة ليتسنى لهم توقف سياراتهم هنا فقد اشتريت التذكرة واستلقيت فترة الظهيرة بالإيجار .. أنا أعلم أن لاشيئ مجاني هنا ، لذلك دفعتُ إجرة وقوف سيارة ، هل لديكم مانع ؟
لقد دفعت مايجب دفعه عن المكان ..

مامد يبحث عن مكان لائق في هذه المدينة منذ ثمانية عشـــر عام دون جدوى ..

مامد لما كان لايزال مرشح للجوء هو وزوجته الطاجيكية التي قدمها على أنها كردية مثله ، كان يشتري لها تذكرة الحافلة التي تنقل سكان المعسكر إلى المدينة ويتبادلا استعمالها بدهاء ، كان عليه في كل مرة أن يمحي رقم بطاقته المخفضة المكتوب على التذكرة ليكتب رقم بطاقة زوجته المتشابه .. فهما يقيما معا في معسكر للجوء .. ويعملا معا في مطعم صاحبه سوري مثله و كحتوت مثله .
كان مامد ينظف الصحون ، وامرأته تنظف الأرض والمرافق بأجرزهيد ..
إنها الغربة التي لم يكن يحسب لها حساب ، فقد كان يعتقد بـانه سيعامل معاملة تليق بالمتعلمين أمثاله فأصبح يلم ذروف الرسائل من قمامة معامل الورق والذي يملكه كما يملك كل معامل الورق في النمسا الملياردير السوري مأمون الكزبري ..!!
ولأن مامد كان يشك في حصوله على قرار لجوءه فقد اعتمد أن يبني صلات اجتماعية ودينية بالنمساويين .. بكافة أطيافهم ، عدا الشيوعيين لأن شيوعيي بلده أخطئوا وأمنوا له منحة دراسية ليعود بشهادة علمية ( عليا!!) إلى الوطن فيخدمه ويساهم في بناءه ... ولأنه لايريد خدمة هذا الوطن فقد أصبح الشيوعيون أعداءه الحقيقيون..

من " قلة عقل" مامد أنه كان يعتقد " بأنه نمســــاوي" قبل أن يحصل على ذلك اللجوء اللعين .. وقبل أن يحصل على الجنســية أيضا ، وفي كل الأحوال بقي في عيون أهل البلد كما هو ، غريب عنهم رغم كل الموالاة والطاعة التي قدمها لهم ..

ذات مرة تطوع في زيارة موقوف كردي في مدينة قريبة من سكنه ، لكنه لم ينسى أن يأخذ ثمن البنزين ممن أسماه فيما بعد بالحية الرقطاء .. لأنه غير مستعد أن يضحي بوقته دون ثمن .. كالنمساويين تماما ..
ورغم ذلك بقي في عيونهم مجرد لاجئ .. وغريب ..
ذات مرة ساعد صاحبه فتكلم بدلا عنه بالهاتف .. سأل الاستعلامات عن فاتورة هاتف ، ولأنه يهاتف من هاتفه أماكن مشبوهة أبعدنا الله عنها في أيام رمضان الفضيل فقد جاءته فاتورة مرتفعة ، لذلك اتصل بصاحبه يطلب منه دفع الفاتورة لأنه ورد فيها أن المبلغ المرتفع جاء نتيجة الاستعلام ، (الانفرمانتسيون) ولكن لما راح صاحبه يستفسر عن هذا المبلغ المرتفع عرف أن صاحبه مامد أراد بغباء أن يغرمه المبلغ الذي تحدث فيه مع عاهرة على الهاتف متحججا أنه ثمن الاســتعلامات التي تخص ذلك الصاحب التعيس ..

مامد ورغم حقارة معيشته كلاجئ غريب عن الوطن يتحدث وكأنه نمساوي أكثر من النمساويين أنفسهم .. لذلك أصيب بحالة من انفصام الشخصية ، وأصبح ينام في الأماكن العامة .

يلبس رقع الثياب ويتفاخر أنه وزير ..
لم يعد أنيقا كما كان في مرحلة معيشته مع زوجته وأولاده ..
فأوربا هي أوربا .. ولكل حياته التي يختار ، لذلك تركته زوجته وراحت مع روماني مؤمن .. وتركه أولاده لأنه كان يريد أن يطبق قانـــون وزارته عليهم ..
ضاع مامد ولا يزال يفتخر بجنسية مكتسبة .. وبوزارة ليس له فيها نصيب ..
مامد نسي وطنه الذي يمكن أن يفاخر به .. لم يقتنع بما قال الدرويش محمود الذي غادرنا منذ فترة قصيرة عندما قال :
لن يصب النيل في الفولغا
و لا الكونغو ، و لا الأردن ، في نهر الفرات !
كل نهر ، و له نبع ... و مجرى ... و حياة !
يا صديقي !... أرضنا ليست بعاقر
كل أرض ، و لها ميلادها
كل فجر، و له موعد ثائر !

بقي مامد غريبا ً .. ليس له إلا رصيف يرتاح فيه ... لكنه رصيف بالإيجــار ..!!



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمامة ، وكلاب ، وديمقراطية .. ومفاهيم أخرى ..
- لابد لهذا القيد أن ينكسروعقبى لكل معتقلي الرأي في سوريا
- فليكن الخامس من آب ، يوم وحدة واتحاد حقيقيين لفصائل اليسار ا ...
- حسنان وحسن
- حمو يحكي بأصله .. إنه مجرد عبد
- روزا ياسين حسن كاتبة ابداعية رائدة
- فليعقد عقد شراكة .. الوطن سيبقى لنا- عربا ً وأكراد -
- أدعوا أحزاب جبهة النظام إلى فرط العقد أو إدانة جرائمه
- عنما تضيق مساحة البحر
- بقية حكاية
- ردا ً على مانشر مؤخرا ً باسم قيادة حزب الاتحاد الشعبي الكردي ...
- في عشية يوم الطفل العالمي سأحدثكم عن جنكو ..
- فلتذهب أنظمة المساومة إلى الجحيم، أما نحن فسنبقى أوفياء لمبا ...
- الأول من أيار - عيد وسيل من القوانين والمراسيم - تختص بمصادر ...
- سلطة ، حزب عشيرة ، ثلاثة أقانيم في اقنيم واحد
- نظام قمع وشعب أعزل، تعديه يصل حد الجريمة .. يقتل أبناء الوطن
- في آذار تضحك الدنيا .. إلا في بلدي ..!!
- كردي في بلد - قليل -
- نصيحتي إلى السيد الوزير
- تصريح أحمق ، سياسة خرقاء


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ربحان رمضان - مامد في جنة ليست كالجنة