الواصل (370) مليار دينار والطلب (489)مليار دينار

حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2564 - 2009 / 2 / 21 - 04:38
المحور: كتابات ساخرة
    

مجلس بل خرجيه

كنت قد اخذت عهدا على نفسي لا ألبي أي دعوه من الدعوات الكثيرة التي تأتيني لحضور المجالس والمؤتمرات حتى يبان الصالح من الطالح وتنتهي قضية الانتخابات في المحافظة ونرى المجلس الجديد لتلك المدينة الطيبة والتاريخية مدينة الفقراء والمحرومين ذالك المجلس الذي أعطوه صلاحيات كبيرة ومهمة من قبل مجلس النواب الموقر خلصنا الله منه كما خلصنا عز وجل من مجلس المحافظة وتكتمل الفرحة وتصبح فرحتين ...
صلاحيات كبيرة كما قرأتها في قانون مجالس المحافظات الغير منتظمة بأقليم وأهمها اقرار الاقاليم وبأغلبية مرتاحة او اعادة المناطق المقتطعة الى سابق عهدها وأمور كثيرة..
حقيقة كنت قد عزفت من الحضور وتلبية تلك الدعوات لا لشيء وأنما حفاظا على صحتي وخوفا من ان تطيح بي جلطة دماغية او سكتة قلبية او زيارة مفاجئة لمرض السكري ومأ أكثر تلك الزيارات للعراقيين وكل يوم نسمع احدهم قد وري الثرى وهو بعد لم يرى من الدنيا شيء والله الساتر...
بالامس وكنت على مكتبي اقلب في احدى الكتب لعلي اجد شيء اقراه ينسيني الانتخابات ومن فاز ومن خسر ومن سرقت اصواته وما الا ذالك كون اليوم الحديث كله منصب في تلك القضية والتي أنهاها الله لنا على خير ولم نرى سوءا الا الدعايات كما قيل لنا ان الكثير من اعضاء المجلس الخاسرين بالانتخابات قد نقل بعضهم الى المستشفى وبعضهم اصيب بما ذكرنا من الامراض رغم صغر سنهم على الرغم من البعض منهم صغير على هذه الامراض التي تفاجا وتفتك بالذي قد دخل على الخمسين لكن وبما ان الكثير من التسريبات والشائعات قد ملئت اجوائنا وارضنا الملوثة باليورانيوم المنضب بأن الحكومة ستمنع اعضاء المجالس من السفر خارج العراق او وكما سمعنا ان جوازاتهم ستسحب منهم خشية الهرب الى الخارج او دخولهم في حفر الجرذان كما حصل مع كبيرهم ...
وانا اقلب في ذالك الكتاب رن الهاتف الموبايل واذا بأحدهم يخبرني بان احضر مؤتمر ليس موسعا للجنة الاستثمار في المحافظة واللجنة ستعقد مؤتمرها هذا في احدى أقضية المحافظة وان لي مكان سيبقى شاغر اذا لم احضر والحضور هم مدراء النواحي والقائمقامين وبعض المدراء العاميين ومدراء الدوائر في المحافظة اردت ان اعتذر خوفا على صحتي لأني قد تلوعت وتقلبت بعد انتهاء مثل تلك الترهات عفوا المؤتمرات لما فيها من إعلان بسوء التدبير والإدارة والغرض منها فقط للنشاطات ليس الا والتقاط الصور والدعاية اردت ان اعتذر لكن الفضول غلب علي فطلبت الزمان والمكان وقلت في نفس انه عن الاستثمار ,,,
يالله اليوم بدأنا نتحدث عن الاستثمار مثلنا مثل غيرنا من الدول التي كانت بالامس القريب تعيش عالم البداوة واليوم يقولون عنها كأنها فرنسا وفعلا وافقت وقررت الذهاب واسباب الموافقة كثيره..
في يوم الموعد حضرت ولو كنت متأخرا بعض الوقت ولم يستقبلني احد لأن المؤتمر قد بدأ لكن اشار علي زميل لي الى مكان فارغ عرفت انه مخصص لي وعرفت ان تلك الدعوه سببها ذالك الزميل جلست وبدأت استمع الى المسؤول الثاني عن دائرة الاستثمار وهو يتحدث بأسلوب لا اعرف لماذا ذكرني بالايام الخوالي للبعثيىة والمنعطفات والقضايا المصيرية وبدأت اخاف من ان يفجر ذالك المسئول قنبلة في القاعة شبيهه بما فجرها بعض من قادتنا المقبورين وفعلا سمعت مرة منه ان هذه السنة ليس فيها أي اعمار وأن مجلس المحافظة الجديد ليس له أي اموال لم اعر لتلك الكلمات أي اهتمام في المرة الاولى ولكن كثر التكرار لتلك العبارة وقوله يجب ان نركز على الاستثمار ونحن خير جاذبين للمستثمرين ولاننا ليس لدينا اموال نعمل فيها كما هو حال المجلس السابق هنا فعلا سمحت لكل جوارحي واحاسيسي ان تتوقف عن الانتباه للمتحدث ويجب علي ان افهم لماذا لا توجد اموال وكل عام يخصص للمحافظة مئات المليارات من ميزانية الدولة تسمى تنمية الاقاليم وتسريع الاعمار ولكن لماذا هذه السنة لا ؟ انا اجبت وبسرع بسبب اسعار النفط وتدهور الميزانية والامر لا يتعدى عند الحكومة فقط الرواتب والله كريم ولكن سرعان ماجاء الجواب بالخطأ من احدهم وهو يقاطع المتحدث...
اعتقد استاذ السبب الديون المترتبة على ذمة المحافظة ؟
كان الجواب فعلا فمجلس المحافظة المنتهية ولايته قد اعطى مشاريع مبالغها تفوق المبالغ التي قدمت للمحافظة
سألته كم استاذ هذه المبالغ التفت الى زميل له بجواره ليتأكد اعتقد (489)مليار دينار اليس كذالك استاذ وهو يسأل زميله
كم استاذ (489)مليار هاي شنوا من دين هذا بالله اشرحنا استاذ ولو خارج الموضوع
اجابني الرجل وكنت اعتقد انا الوحيد اللذي يستفهم فتبين وانا ادير بنظري الى الحضور فرأيت الجميع قد انتبه الى المتحدث وبجديه..
نعم نعم المحافظة مطلوبه للمقاولين هذا المبلغ لأن المجلس والمحافظة قد اعطت مقاولات الى الشركات والمقاولين بمبالغ تفوق المقرر واللذي هو فقط (370)مليار دينار منها (240)مليار الدفعة الاولى و(130)مليار من الموازنة التكميليه كلها قد حولت الى مشاريع بالاضافة الى المبلغ اللذي اخبرتكم عنه وهو (489)مليار ..
لذالك فالمبالغ التي تأتي من المركز الى محافظتنا اكيد وفي ضل تدني اسعار النفط لا تغطي الدين واعتقد ان ماياتي لا يتعدى ال(250)مليار وهذ يعني ان المجلس القادم سيبقى سنتين بلا اعمار ولا بناء ولا انشاءات ولمدة سنتين لذالك يجب ان نركز على الاستثمار ويجب ان نبدع في جذب المستثمر ....
لملمت أوراقي وجمعتها على عجالة وحملت معي علبة العصير وملفوفة من الكيك الراقي وقلت لنفسي لأهرب قبل ان تنفجر قنبلة أخرى ولأخرج بالعصير والكيك وأوراقي وانتظر واهل بابل مدة سنتين حتى نوفي ديوننا والميزانية لم تقر في مجلس النواب وهو بلا رئيس( وصاير لشعيط ومعيط ابكيفهم ايلعبون)
اذا كان هذا الكلام صحيح كما قال مسئول الاستثمار وهو فعلا صحيح كما تأكدت بعد ذالك من اعضاء مجلس المحافظة المنتهية ولايتهم اذا كان ذالك صحيح فهنيئا للمجلس القادم سنتين بلا اعمار ولا اعادة اعمار ولا تبليط ولا ملاحق مدارس ولا طرق للسرقة وعلى المرتب فقط...
ماذا سيخبر اعضاء المجلس الجديد لأهل بابل وكيف سيبررون تصرف من سبقهم ؟؟
اوليس لهم الحق ان يقيموا دعاوى قضائية على اعضاء وادارة المحافظة السابق لهدرهم المال العام ؟؟
ثم ماذا فعلوا بكل هذه المليارات ؟
واين اعمارهم ؟
ومن اعطاهم الحق بالتصرف هكذا؟
وكيف سيعمل المجلس القادم وهو بدون (مصاري) ولا (خرجية) ؟؟
الم اقل لكم كان من المفروض عدم الذهاب الى مثل تلك الترهات لأنها تتعب القلب والتفكير ولننتظر القادم وما سيجلبه لنا من مفاجئات وأمراض مستعصية .


حمزه ...الجناحي
العراق...بابل
[email protected]

#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل