أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حمزه الجناحي - لماذا اختار الموت اهل بابل














المزيد.....

لماذا اختار الموت اهل بابل


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 01:07
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لماذا اختار الموت اهل بابل
الماء والخضراء والمثوى الاخير

الماء والخضراء والوجه الحسن ...في بابل التاريخ في بابل الحضارة في بابل القانون والمسلة في بابل الفرات في بابل العلماء والأدباء في بابل المناضلين في بابل القصائد في بابل العشق في بابل العراق
وجوه تحتضر أمهات ثكلى آباء احتبست الدموع في مآقيهم أطفال لا تستطيع البكاء أعياها الردى الموت هنا في بابل التاريخ أسرة المرضى تعبت من الراقدين على ظهورها الموت يستوطن بين ردهات المرضى بين فينة وأخرى تقبض روح لتصرخ امرأة بابلية بعد رحيل فلذة كبدها واب يشيح بوجهه نحو الجدار ليسمح لنفسه بالبكاء بعد ان فارقت الدموع العيون عيون تنظر للقادمين علهم ينتزعونهم من هذا الوباء ليعلم التاريخ ان في بابل اليوم هجوم اخر غير هجوم المزنجرات ولا هجوم الطائرات ولا هجوم الملثمين قاطعي الطرقات هجوم من نوع اخر اختار اهل بابل ليطمس تاريخهم ويتحدى مسلتهم واسدهم القابع هناك بالقرب من شارع الموكب الموت على ابواب الفقراء والاغنياء كل ذالك يجري في زمن فارقت هذه الجيوش حتى الدول الإفريقية لتحط برحالها في بابل ربما هو التحدي بعينه والا لماذ اختارت تلك الجيوش اهل بابل ربما تريد ان تبني صروحها على صروح البابليين ربما تريد ان تبني مسلة تسميها مسلة الموت بالكوليرا ربما تريد ان تثبت للعالم انها من بابل ستبدأ غزو العالم ربما لأن بابل هي بابل الكتب والشط وصفي الدين الحلي ومزيد بن ورقة والهاشمية والقاسم والمسيب والشوملي من هنا من ارض بابل بدا هذا الوباء ينسج لحن الموت من نشيج وآلام الاطفال وحزن الامهات ربما لا يكفي ما حزنت تلك الام من سنوات الحروب والقحط لتبدا رحلة الحزن الجديدة رحلة احزان الكوليرا...
هذا مايجري في بابل في مدنه في قراه في قصباته تحت اشجار البساتين بعيني رايت نخيل الهاشمية يبكي على اطفال الهاشمية بعيني رايت الإمام الحمزة ابا يعلى يودع اطفاله نحو مثواهم الاخير بعيني رايت قبة الامام القاسم المذهبة تلوح للراحلين بعيني رايت شيوخ اهالي بابل يبكون ولم اراهم سابقا يكفكفون دموعهم بذيال اشمغتهم بعيني رايت اما تحمل طفلا تركض هاربة من الموت نحو الموت بعيني رايت شباب مدننا تهرول نحو المجهول علها تجد شيئا من نبتة الخلاص او ورقة من نبتة الخلود كل شيء توقف في بابل الساعة توقفت عند منتصف الليل بعد ان توقف قلب طفل غض من نبضه وشط الحلة خفف من وطئ المسير والجسور تلك الجسور لا تسمع بالسائرين العبور للضفة الأخرى لقد اهتمت بدموعها ومنعت الناس من العبور خشية من ان يعبر مع الفقراء جيوش القتلة من ذالك الوباء بالأمس عند باب المستشفى بكينا,, لأول مرة نبكي بصوت عال ونسمح لدموعنا ان تجري على وجناتنا لأول مرة خفنا من الموت وهربنا الى الموت لأول مرة نسمع ان الموت يسير الى البيوت يأتي به الماء والهواء ولايطرق باب احد ولا يستأذن احد لأول مرة ارى طبيب يخاف ويرتعد من الموت ...
كل ذالك يجري في زمن قالوا عنه انه زمن الخلاص قالوا عنه انه زمن الحرية زمن الأفراح زمن التحضر زمن استنشاق هواء غير مشبع بأنفاس الشرطة السرية زمن قهقهات الأطفال وأفراح الشباب وضحكات الفتيات وهمس العشاق كل ذالك بدا من ارض بابل لينطلق الى باقي مدن العراق بدأ من بابل ليخيف الآخرين لأن في ارض بابل ولدت الشجاعة فاراد ان يقتل الشجعان أمام أنظار الجبناء الذين يزايدون على حياة البشر رايت في بابل اليوم العجب رايت الناس تسخر الموت لمصالحها رايت الناس هنا تبكي كذبا على نعوش الاطفال رايت الناس تقهقه بقدر بكاء الثكالى رايت بعضهم يشتري هواءا معقما وبعضهم كمم وجهه وعينيه خوفا من ذالك الوباء...

يالله
انها مدينتي تستباح تفض بكارتها جيوش الغرباء
ياثورة في عمق الصمت
في يد عشتار سوط الجلاد
يعزف لحن الموت
ويسير بهودج هذا الليل الساري
ويمر فرحا تحت ضلال نخيل ميت
ياكل الكون المتأرجح في نهاية ...
خصلة شعر لطفلة لا تعرف البكاء
استغفر الله من جور التاريخ الاسود
واقرا حتى السحر...
سورة من كتاب الله
فأرى في بابل ارض الله تحتضر
أراها تجمع فُتاة دموع ام
من أفواه جراحها
وألمي في تلك اللحظة يهرب نحو الموت
يفتح فمه...يمد صواريه
إلى آخر جهة من هذا العالم
وهناك يضيع في عالم الله المترامي



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رمضان كيلو العدس ب(65)مليار دولار أمريكي
- الحق يقال ...الكهرباء الوطنية توفر فرص عمل للعاطلين وللشركات ...
- العكس هو الصحيح عدم الذهاب الى الانتخابات خطأ جسيم يتحمل مسؤ ...
- إذا نجحوا في كركوك سيقضمون الموصل وديالى وتكريت
- كركوك مدينة عراقية لا تجعلوها تذرف الدموع وتشتكي ظلمكم إلى ا ...
- الحوار المتمدن.. هو المدعو شكرا والى أمام
- من لا يفهم لا يفتي حتى لو كان عدنان المفتي
- تركيا الذئب النائم بعين واحدة
- الموت على قارعة الانتظار
- احذروا..كركوك القشة التي ستكسر ظهر العراق
- العراقيون ينطلقون خارج السرب العربي
- إلى إعلاميي العراق
- من هل المال حمل جمال ... احدهم هدد العراق بإيقاف ضخ النفط من ...
- زيارتان وزيارة
- آخر زيارة لبغداد بعد خمس من الجفاء
- عودة الكهرباء الوطنية من المنفى وفرحة عدنان ولينا في الحلقة ...
- لا يهم اذا لم يأتي الملك الاردني
- العراقيون تنتهك حقوقهم وحرماتهم على الحدود وفي المطارات العر ...
- العراقيون يشترون السموم لقتلهم
- كل شيء مقابل النفط...وأخيرا الماء


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حمزه الجناحي - لماذا اختار الموت اهل بابل