أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمزه الجناحي - آخر زيارة لبغداد بعد خمس من الجفاء














المزيد.....

آخر زيارة لبغداد بعد خمس من الجفاء


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 08:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وثلاث ملاحظات لعشاقها فقط
قبل عام من الان كانت بغداد عصية لا على الاعداء بل عصية على اهلها اللذين هربوا منها ومنعوا من الدخول اليها قبل عام من الان قتل شباب بغداد ووجدت جثثهم على المزابل وعلى قوارع الطرقات قبل عام من الان كان كل شيء في بغداد مستباحا وحلالا على الخارجين عن القانون كانوا هم من يضع القانون وهم من يصدر الحكم بعد ان غادرت دور القضاء الى مكان اخرقبل عام من الان لا يحق لعالم ان يمارس علمه ولا على الاستاذ والطبيب الاستمرار في عمله ولا يمكن لفتاة ان تذهب الى الجامعة وغير مسموح للحلاقين العمل يجب ان تبقى الشعور طويلة واللحى مطلقة حتى لو عاشت فيها مخلوقات الله من القمل والاوساخ المهم ان كل شيء متوقف في بغداد الا بعض من المجاميع التي تفرض سطوتها وهيمنتها لا بعلمها وثقافتها بل بقوة السلاح وبقوة الدولار المرسل من بعض الاخوة الاعداء للعراق حتى صارت بغداد مدينة مشهورة في العالم ليس بناظمها المروري او بمصانعها او بتاريخها العريق او بمتاحفها او بجامعاتها بل صارت محتلة من قبل الإرهابيين كأول مدينة بحجم بغداد محتلة في وقت واحد مرتين من القوات الاجنبية ومن القوات الضلامية الملثمة ومن ينسى بغداد في محنتها تلك ولم يبكي عليها اكيد ينساها في فرحها قلا تنسوا بغداد قيل اليوم وسأذكركم ببغداد اليوم بعد ان زرتها بالأمس القريب عندما عرفت انها حررت من احدى الجهتين المحتلتين والتي كانت اشرس واشد فتكا من الاخرى وبقيت الاخرى تجول بعجلاتها وبهمراتها ولا تمتثل تلك الجهة للقوانين ايضا فلا تعترف بحكومة ولا بشعب ولا برصيف ولا بحديقة ولا بشرطي مرور انها ضلامية ايضا ولكن بعصرية دخلت بغداد وكان مرافقي يخبرني عن الاحداث التي حدثت في الشوارع والازقة التي نمر بها فهنا كانوا الافغان يتجمعون وهنا كان السوريين يقتلون الابرياء وهنا كان العراقيون يذبحون ومن هنا مر مصري ومر من هنا تونسي لا يحمل جوازا ويقال كان هنا ألزرقاوي وجدت بغداد تاريخ لا يمكن تصفحه في يوم وليلة تاريخ كتبت حروفه بلغات لم استطيع فك طلاسمها وجدتها عبارة عن صناديق (كنتونات)وثكنات على السطوح ومعسكرات متحركة وقوات لاتعرف اسماءها تجوب الشوارع مختلفة اسلحتها وزيها فلا تستطيع ان تقف عند اسم واحد لها …وجدت بغداد امراة عجوز عبثت بوجهها الايام وتركت على وجهها تجاعيد قاسية وجدتها مدينة لا تعرف الضحك ولا تستقبل احد ولا تحب احد حتى عشاقها القدماء اللذين ناموا معها على فراش واحد لا تعرفهم وجدتها كعاهرة جالسة على بابها تحسد العاهرات الجدد وجدتها امراة قاسية بشعة ليس لها والجمال صلة الغلمان تعبث بحرماتها الناس فيها يسيرون الى دروب مغلقة دون دراية وهم يعلمون انها مغلقة…
سالت مرافقي الذي شاهد دموعي تنسكب على خد بغداد هل انت متأكد انها بغداد ؟
المصيبة انه يؤكد لي انها بغداد ويزيد تأكيدا هذا شارع الرشيد وهذا المنصور وهذا السعدون وهذا شارع النهر وهذا شارع المتنبي وهذا ابو نؤاس وهذه دجلة وهذه المستنصرية القديمة وهذه الجديدة نعم نحن في بغداد ياصديقي اؤكد لك نحن في بغداد ..بغداد لبست السواد ليس لها اي معالم للجمال عدت بأدراجي الى مدينتي بعد هذه الرحلة التي ارادت ان تسرق من ذاكرتي ذكرياتي عن بغداد الجميلة …
سمعت وأنا في طريق العودة شخصا جالسا بجانبي يتحدث عن الانتخابات وستجري في بغداد انتخابات وسيذهب الناس الى صناديق الاقتراع لينتخبوا قادة لهم سالته وهل من الممكن ان تجرى الانتخابات وبغداد والعراق في هذا الحال ومن يضمن انها ستكون نزيهة وكيف يعرف المواطن ان الذي سينتخبه يحب بغداد ويعشق العراق ليبني ويزيل التجاعيد من وجهها ويعيدها الى سابق عهدها بغداد التي كانت لا تنام قبل ان تنام كل مدن العالم …
قالوا لي ان بغداد اليوم التي تراها الان تختلف عن بغداد قبل عام الذي كان الناس يموتون فيها كل يوم والاطفال لايلعبون الكرة في أزقتها والسيارات لا تسير في شوارعها والاسواق لا تفتح لزبائنها ..
كيف كانت بغداد اذن قبل عام من الان اردت ان ارسم لها صورة قبل عام وضعت صورتين صورة بغداد قبل عشرين عام وصورة بغداد الامس وانا زائر لها بعد خمس من الجفاء وضعت الصورتين لأرسم لبغداد صورة باءت كل صوري بالفشل باءت كل الواني بالفشل باءت كل محولاتي بالفشل تركت الفرشاة وقررت ان لا ارسم صورة بعد اليوم الا لبغداد حتى ولو بعد عامين او عشرة اعوام علها تكون صورة مثلما كانت.

ملاحظة (1)
لعشاق بغداد الذين غادروها قبل احتلالها من قبل قوات صدام وهولاكو شديد اعتذاري وأسفي لنقل هذه الصور عن عشيقتهم لكنها الحقيقة.
ملاحظة(2)
للعشاق أنفسهم لا تزوروا بغداد الآن خوفا على قلوبكم فالحب العذري يبقي القلوب نابضة .
ملاحظة(3)
ليس الذنب ذنب بغداد بل الذنب ذنبنا لقد تركناها في محنتها وحيده.



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الكهرباء الوطنية من المنفى وفرحة عدنان ولينا في الحلقة ...
- لا يهم اذا لم يأتي الملك الاردني
- العراقيون تنتهك حقوقهم وحرماتهم على الحدود وفي المطارات العر ...
- العراقيون يشترون السموم لقتلهم
- كل شيء مقابل النفط...وأخيرا الماء
- فوجئنا وتفاجئنا.... الشيخ جلال الدين الصغير والخدمات في البص ...
- وزير الكهرباء ..استضافة في بيتي (24)ساعة
- ليست المرة الأولى ولا اعتقد إنها الأخير
- سبقكم حمورابي بستة آلاف سنة ... بعد خمس عقيمات... تمخضت بخمس ...
- 200.000 ألف عائلة مهجرة داخل وطنها
- إلى الأسير باسم الخندقجي...
- قبل السفر ألأخير
- محطات المغتربين
- ( نصف عاشق ....نصف إنسان )
- العراقيين أحوج لها ياسيادة ألنائب..!
- ألمواطن العراقي بين سندانة ألاحتلال وطموح السياسيين غير المش ...
- قصص من أدب ألاحتلال(4)
- قصص من أدب ألأحتلال (3)
- قصص من أدب ألأحتلال(2)
- قصص من أدب الإحتلال !


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمزه الجناحي - آخر زيارة لبغداد بعد خمس من الجفاء