أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حمزه الجناحي - نساء الطابوق ليست المهنة الأصعب التي مارستها المرأة العراقية














المزيد.....

نساء الطابوق ليست المهنة الأصعب التي مارستها المرأة العراقية


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 10:18
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لعل البعض إصابته الدهشة والاستغراب المؤقت عندما رأى على شاشة التلفاز بعض من النساء وهن يعملن في معامل الطابوق ونحن العراقيين نعطي من اصابته تلك الدهشة المؤقته الحق وما اهاله من منظر تلك النسوة وهن متلفعات بالسواد ويمتهنن تلك المهنة القاسية والتي يجب ان تكون محصورة بمهن الرجال والرجال الأشداء فقط فليس كل رجل يستطيع العمل في تلك المهنة...
لكن هل أصابت تلك الدهشة العراقيين من الرجال والنساء والذين شاهدوا تلك اللقطات على شاشة التلفاز ؟؟؟
الجواب كلا وأقول كلا ان العراقيين عندما رأوا تلك المشاهد لم ينفعلوا ولم يعتريهم الاستغراب وربما حتى انهم لم يلتفتوا لذالك الخبر وتلك اللقطات والتي ادت الى صنع الانفعالات عند البعض وربما حتى ان بعضهم قد جافاه النوم وفارقه الهدوء وقضى ليلته وقد اصيب بالأرق الليلي واعتقد ان ذالك ادى الى خروجه الى شرفته ليستنشق الهواء النقي وبعد ان غزاه هواء ابراج الدخان الاسود المنبعث من ابراج تلك المعامل ...
اكيد ان اللذي لم يرى النساء في مثل هذا المرأى يصاب بالذهول فالذي قضى عمره يرى النساء وهن في احلى حلة ويلبسن الاحذية العالية والملابس الراقية ويرتدن الحفلات ويرقصن مع الرجال وهن يشبكن ايديهن على خصورهم واكتافهم اكيد يصاب بالذهول من يرى تلك اللقطات الهوليودية وهو اللذي لم يرى وحياته قد افنتها الايام الى نساء يأكلن بالشوكة والسكين ولايعرفن الجلوس على الارض بطريقة جلوس بعض المخلوقات الحيوانية كما هو حال نساء العراق عندما يجلسن بطريقة(التربيع)وهن يأكلن دون ان يغسلن أيديهن لأن الوقت لديهن من الذهب وفرصة العمل في معامل الطابوق هذه هناك من يتمناها من النساء ويتمنى بعض من النساء خارج المعامل ان تموت احدى النساء العاملات لتحل محلها فالطابور طويل والأيدي العاملة النسائية الجاهزة رخيصة ..
اعتقد ربما ان نقدم نحن العراقيون اعتذارا لشعوب العالم الأخرى ونيابة عن تلك الفضائية التي اخرجت تلك النسوة للعلن بسبب ما أحدثناه من الم وحزن وتهيج للمشاعر المؤلمة لعرض تلك النسوة الفضائيات...
العراقيون مرت عليهم تلك الصور مرور لقطات افلام كارتون (توم وجيري) او مرور لقطات افلام كارتون (كاسبر)لأنهم قد ألفوا مثل هذه الصور ليس على شاشة التلفزيون بل على شاشة الواقع اليومي .
ففي العراق هناك مهن لايمكن لك ان تتصورها ولايمكن لك ان تتحدث فيها لأنها لا تليق بالبغال والحمير والبعير ولكن يمارسها النساء من اجل تلك اللقمة الزقوم التي لابد لتلك النسوة جلبها لأفواه مشرعة كانها ابواب المساجد لاتغلق ابدا وبما ان الرزق قد شح والجوع سلطان فلا خيار لتلك النسوة اللواتي عافهن الرجال بسبب الحروب والمجازر الصدامية او بسبب الديمقراطية وقناصيها ومفخخاتها ومقابرها والعراق الجديد اللذي اغتال الرجال لتبقى النساء يعملن من شروق الشمس حتى نومها بأعنف الإعمال فالتي تخرج منذ الصباح الى مساطر العمال لتعمل في البناء او تلك التي تعمل في جني الملح من البرك الاسنة او التي تعمل حمالة بضائع في الاسواق المزدحمة او قل تلك النساء اللواتي يقفن في التقاطعات وهن يمددن ايديهن للتسول وهناك من استسهلن مهنة البغاء ففيها المال الوفير وشهوة فراش فارقة الزوج او البعض منهن قد امتهنن مهنة السرقة والسجون البولانية او من وجدن ان الهجرة الى دول الجوار بعيدا عن الأهل والأقارب لتعمل بمهن لايمكن لها ان تعملها في العراق كفتياة ليل تخبرنا بذالك ولا ابتعد كثيرا اذا ادرجت مهن غريبة على العالم مثل مهنة التهريب والقتل واستغفال المغفلين الى دروب حبائل النساء ومن ثم التهديد بالشكوى عليهم او دفع ماتجود به السمعة من دنانير حقيرة لتذهب تلك النسوة العراقيات الى بيتهن فرحات مما قد انجز وحصلن على مايسد رمق جوع اطفالهن...
ان العنف المجتمعي اللذي يحصل اليوم في العراق اوصل الرقم للأرامل والعوانس الى اكثر من مليون امراة يعشن شغف العيش ويعملن في ارذل الاعمال وافحشها واغلب تلك النسوة يعيلن اطفالهن اللذين مات معيلهم الوحيد وبقيت الأم وهي تعتاش على فتاة موائد علية القوم ,,
لذا نرى ان محنة النساء العراقيات هي محنة ومشكلة قومية يجب ان تتصدر اولويات الحكومة العراقية ووضع الحلول السريعة والناجعة لتلك المشكلة التي لها اثارها السلبية الرهيبة على بناء الوطن فالام كما تصفها الوقائع هي المدرسة والمعلمة والمربية فالأجيال الخارجة من امهات يعملن مثل تلك الاعمال او المتسولات او السارقات,, تلك الاجيال هي الانعكاس الحقيقي لذالك الواقع المتردي والذي بالتأكيد سيكلف المجتمع والعراق ثمن باهض تدفعه الاجيال من راحتها وتطورها ...
لابد ايضا ان تلتفت المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان الى ما تمر فيه المرأة العراقية من مآسي خلفتها الظروف المأساوية التي مر بها العراق ...



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنياتنا بطول العمر والله وفيتوا وكفيتوا
- العراق ليس ملك لحكومة او مكون بعينه
- أي امرأة في العالم مرت بمثل ما مرت به المرأة العراقية ؟؟
- فؤاد سالم وكريم منصور ...
- ثاري ألحجي خيطي ..بيطي
- التضمين هو التطمين
- الكوليرا تطيح بالعراقيين وكتابنا يتباكون على الالوسي
- تعتيم مع سبق الإصرار والترصد غزو الكوليرا لمدينة بابل مسالة ...
- لماذا اختار الموت اهل بابل
- في رمضان كيلو العدس ب(65)مليار دولار أمريكي
- الحق يقال ...الكهرباء الوطنية توفر فرص عمل للعاطلين وللشركات ...
- العكس هو الصحيح عدم الذهاب الى الانتخابات خطأ جسيم يتحمل مسؤ ...
- إذا نجحوا في كركوك سيقضمون الموصل وديالى وتكريت
- كركوك مدينة عراقية لا تجعلوها تذرف الدموع وتشتكي ظلمكم إلى ا ...
- الحوار المتمدن.. هو المدعو شكرا والى أمام
- من لا يفهم لا يفتي حتى لو كان عدنان المفتي
- تركيا الذئب النائم بعين واحدة
- الموت على قارعة الانتظار
- احذروا..كركوك القشة التي ستكسر ظهر العراق
- العراقيون ينطلقون خارج السرب العربي


المزيد.....




- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...
- “توزيع 25 مليون دينار عاجلة هُنــا”.. “مصرف الرافدين” يُعلنه ...
- طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا يعتصمون دعما لغزة
- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...
- تِلك هي خطوات تسجيل في منحة البطالة 2024 للحصول على مبلغ 15 ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حمزه الجناحي - نساء الطابوق ليست المهنة الأصعب التي مارستها المرأة العراقية