أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - خطبة الوزيرة!














المزيد.....

خطبة الوزيرة!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2561 - 2009 / 2 / 18 - 09:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا أحب – فى العادة – حضور الجلسات الافتتاحية للندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية، وبالذات التى يحضرها وزراء.
وأسبابى فى ذلك متعددة ليس من بينها النفور من الوزراء وكبار المسئولين لا سمح الله.
لكن المشكلة ان الكلمات التى تقال فى هذه المناسبات تكون فى معظم الأحيان كلمات مجاملة أو علاقات عامة وليس لها قيمة حقيقية أو افكار تستحق الرصد أو التأمل.
والمشكلة الثانية ان هناك "محترفين" يحرصون على حضور هذه الجلسات الافتتاحية والتصوير مع الوزير، ثم يلوذون بالفرار بمجرد مغادرة المسئول الكبير، وتجد القاعة التى كانت عامرة بالحاضرين وقد أصبحت خاوية على عروشها ومقاعدها خالية اللهم الا من عدد قليل جدا من المهتمين والمهمومين فعلا بالقضية المطروحة للنقاش.
لكن الوزيرة عائشة عبد الهادى جعلتنى أقلع عن هذه العادة وأجبرتنى على الاستماع باهتمام وانتباه كامل لكلمتها فى افتتاح ورشة العمل التى نظمتها منظمة العمل الدولية بالتنسيق مع نقابة الصحفيين عن "دور الإعلام فى تعزيز العمل اللائق ونشر الوعى بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية".
فقد تحدثت الوزير بتلقائية، وتدفق، دون أن تعود إلى أوراق مكتوبة لها سلفا كما هو مألوف. وكان حديثها العفوى أفضل مائة مرة من الخطب سابقة التجهيز.
والسبب فى ذلك أن عائشة عبد الهادى تتحدث من واقع تجربة عملية بالغة الثراء ، جعلتها تشارك فى أعمال منظمة العمل الدولية، مرات باعتبارها ممثلة للعمال (عندما كانت إحدى القيادات النقابية المرموقة)، ومرات باعتبارها ممثلة الحكومة (عندما أصبحت وزيرة).
وبمعايشتها لمشاكل العمل من هاتين الزاويتين المختلفتين اكتسبت رؤية "شاملة" إذا جاز التعبير.
وربما ساهم فى تكوين هذه الرؤية الفريدة أيضا، الطابع الخاص جدا لمنظمة العمل الدولية، التى تتميز – عن دون باقى المنظمات الدولية- بأنها ليست منظمة حكومات فقط، وإنما يوجد فيها إلى جانب الحكومات ممثلون عن العمال، وممثلون عن أرباب العمل أيضا.
وبالتالى فانها تعودت النظر إلى الصورة من زواياها الثلاث واضعة فى اعتبارها هدفا محددا هو الوصول إلى "تسوية" أو "مساومة تاريخية" لا غالب فيها ولا مغلوب.. أو هكذا يظن الأطراف الثلاثة.
ولان يدها ليست فى الماء البارد فإنها تعلم أن القضاء على النزاعات مهمة مستحيلة، فطالما هناك عمال وأصحاب أعمال لابد أن تكون هناك نزاعات. والمهم هو تسويتها بصورة ترضى جميع الأطراف .. ولو مؤقتا.
وربما كان هذا هو أحد أسباب "شعبيتها" الواضحة، رغم ان الكثيرين استقبلوها استقبالا باردا، إن لم يكن معاديا، عند تقلدها منصب الوزارة.
لكن هناك بعدا آخر.. اكتشفته أثناء كلمتها فى نقابة الصحفيين أمس، ألا وهو "الوفاء" . فقد أعجبنى جدا أنها تذكرت السفير المخضرم منير زهران وأعطته بعض حقه من التقدير على الدور الرائع الذى لعبه أثناء عمله كممثل دائم لمصر فى الأمم المتحدة بجنيف، حيث كان مدافعا صلبا عن حقوق مصر وبلدان العالم الثالث قاطبة، فى كل المفاوضات الصعبة والشائكة التى جرت فى منظمة العمل الدولية، وغيرها من المحافل الدولية، والتى دأبت الدول "الكبرى" على استخدامها كمنابر للدفاع عن مصالحها الأنانية على حساب افتراس بلدان العالم الثالث.
وهذه اللفتة من جانب الوزيرة عائشة عبد الهادى فى حق محامى الشعب المصرى، وشعوب العالم الثالث، السفير المحترم منير زهران، تستحق عليها الوزيرة الوفية تحية مقابلة وتعظيم سلام.





#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعصار دولى .. وزلزال إقليمى .. وبينهما طاقة نور
- من النعجة دوللى إلى الريان الجديد : الاستنساخ الممل!
- قمة الكويت (6)
- قمة الكويت (7)
- الصحفى الذى لم يفقد عفته
- بعد أفولها فى دافوس: الشمس تشرق على مدينة المانجو
- قمة الكويت (1) .. الاقتصاد فى بئر النسيان
- قمة الكويت (2) .. المدخل الإنتاجي بديلا عن المدخل التجاري .. ...
- قمة الكويت(3) .. حقوق الإنسان .. والاقتصاد
- جرس انذار .. صحافة الميكروباص .. وميكروباص الصحافة!
- أخيراً .. بصيص من الأمل
- إسرائيل تريد إلقاء مسئولية أمن غزة على »الناتو«.. وعبء الاقت ...
- التحرر من الأوهام
- التوافق الوطنى المفقود.. فى مواجهة زلزال غزة
- مفارقات دبلوماسية!
- إزالة آثار عدوان غزة
- يا رجال الإعلام العرب.. اتحدوا
- إعادة النظر فى كعكة «السلطة» المسمومة
- نحن أفضل من أمريكا وأحسن من الغرب .. ولو كره الكافرون!
- فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - خطبة الوزيرة!