أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد حمودي عباس - ألعراق لم يكن رحيما بأبنائه !














المزيد.....

ألعراق لم يكن رحيما بأبنائه !


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 07:15
المحور: حقوق الانسان
    


اقتبست عبارتي هذه عن الكاتب العراقي سعيد حيدر وهو يتحدث عن وافاة الفنان المسرحي عبد الخالق المختارلتكون عنوانا لمقالي ، حيث امتدت بي التداعيات الذهنية الى أن أقر وبنفس أتعبها الاستذكار بأن العراق فعلا لم يكن رحيما بأبنائه ، فكل ابناء العراق عدا المتمترسين وراء كراسي الحكم وعلى امتداد كل العهود قد تلقوا الظلم تلو الظلم من وطنهم ليكونوا خير مثال لابناء شعب نعتوا بالغنى وهم أشد فقرا وأقسى ظروفا وألعن مصير .
حتى حكام العراق .. لم يكونوا بمنأى عن الوقوع في ذات النهاية المحزنه ، فمنهم من سحلت جثته في الشوارع ومنهم من قضى رميا بالرصاص ومنهم من خنقتهم حبال المشانق .. والذين سلموا من همجية الانتقام وحضوا بموتة هادئة على يد ملك الموت هم فقط اولئك الذين حوصروا في بيوتهم وانتهت حياتهم خلف جدرانها ولم تودعهم مواكب التشييع ولم تعزف على قبورهم موسيقى الحزن ولم تطلق على توابيتهم مدافع التوديع .
ألعراق كان عبر تاريخه الطويل ولا يزال عبوسا بوجه محبيه .. ناعما مع من ينهب خيراته ويظلم الخيرين من ابنائه ، أرضه شربت ولم ترتوي بعد من دماء ذرفتها مئات الامتار من الشرايين الآدمية دون رحمة تذكر ، وحين لا يكتمل مشهد ذرف الدماء هذا يخرج من يتمم تلوين اللوحة المعتمة شاهرا سيفه ليضرب به هامته كتعبير عن الحزن على شهيد هو الاخر مات مقتولا على أيدي ابناء جلدته وضمن أخزى اصطفاف للشر وأقسى صورة عبرت عن الفحش لدا أعراب الجاهلية حينما جسدوا قساوة الصحراء وهتكوا أعراض معارضيهم في الرأي وعرضوهم للسبي والتنكيل ، أو هكذا تنقل لنا الصورة ممن يتولون أمر فضحنا أمام الامم واظهارنا على أننا قتلة مجرمين وسفاكي دماء لا نأبه بمشاعر الرفق ضمن سلوكنا العام .
لم يحدث أبدا أن خلد العراق عضامه من مواطنيه ، ولم يقم لهم التماثيل بعد موتهم الا القله ، وان حدث واقام هذه التماثيل فمصيرها الهدم لا محاله حينما ينقلب الحال الى حال اخرى ، ولم يحتفل بهم الا بالكاد وعلى استحياء وداخل القاعات المغلقه .. كل شعراء العراق الكبار منفيون تطاردهم المخابرات وتحصي اسمائهم وعناوينهم وزارات الاعلام لا بهدف تكريمهم بل لضمان نجاح اغتيالهم وايقاف عطائهم الفكري المتميز ، وكل الفنانين من رسامين ومغنين وموسيقيين عراقيين تجدهم مبعثرين على أرصفة ومقاهي البلاد الغريبة ، وكل الاطباء الافذاذ تفيض نفوسهم بالحسرة وهم يوظفون قدراتهم لاشفاء غير ابناء وطنهم ولا يعرفون لغربتهم من نهاية معلومه ، ومن بقي منهم متشبثا بمكانه وأرضه أسكتته رصاصات الهمجية وهي تصرخ بوجهه .. اخرس وهذا ثمن وطنيتك وعمق غرسك في الارض .
أعطني اسم شاعر ملهم من العراق أو قاص أو فنان مسرحي أو نحات أو موسيقي ... طبيب حاذق أو مهندس شهير قد ضمه عراقه بحنان ووفر له ما توفره بلدان الاعاجم لابنائها ؟! .
لقد حز في نفسي سماع خبر طيرته وسائل الاعلام العراقية مؤخرا يقول بأن مكتب هندسي يديره كادر عراقي عائد من الخارج قد تم استبداله بشركة ايرانية تدعى الكوثر لتنفيذ احدى المشاريع الحيوية في محافظة النجف بعد أن نال ذلك المكتب الافضلية في التنفيذ لتمتعه بكافة الشروط الفنية المطلوبه ، ومن المؤكد بأن الكادر الهندسي العراقي سيظطر وبشعور مرير من الحسرة الى أن يعودوا ثانية الى أحضان بلد اخر غير بلدهم ولخدمة شعب غير شعبهم .
ان الزمن مهما كان ممتدا الى اللامحدود ، غير أنه بحساب الاعمار له حدود ، سيما حينما يتعلق الامر بعمر الاجيال والشعوب .. فمتى يتاح لاجيالنا في العراق أن تستريح ؟؟ .. متى يمكن للالام أن تتوقف ؟؟ .
ومتى يستطيع الفرد العراقي ممارسة طقوسه الخاصة جدا بسلام ؟؟ .. كيف ومتى تنجلي عن رقابنا هذه القوانين القسرية العتيده ؟؟ .. متى تعود الانوار الى نفاذيتها فتدخل كل بيت وكل حارة وكل كيان
متى يتوقف هذا السيل الكريه من الكذب المتعمد واستمراء اللعب بمقدرات المساكين وسرقة لقمة عيشهم وتقصير أعمارهم ؟؟ .. متى يعود لنا العراق وطنا وليس مشروعا للدمار؟؟



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت ... وصدى
- ألفضائيات ألعربية ليست لتسويق ألاعلام وبناء ألوعي .. بل هي ل ...
- أفكار حول تراجع أسهم الحزب ألشيوعي ألعراقي ضمن ألانتخابات أل ...
- قصيدتان من وحي ألانوثه
- ألخزي وألعار وألمصير الى مزابل ألتاريخ اولئك الذين قتلوا دعا ...
- طيارة ألموت
- ألحياة و ألموت .. بين ألحق وألباطل .
- ليسمع وعاظ ألمنابر وفقهاء ألفتوى ... قتلت ابنتها خوفا من ألط ...
- ثنائية ألسياسه ألغير عادله بالنظر لقضية ألاكراد في تركيا .
- أيها ألفقراء عامكم مبارك .. لقد حل عام جديد .. ألا تعلمون ؟؟ ...
- احتفلوا بالعام ألجديد .. ولن يدخلن أحد منكم ألنار .
- غزه تحترق ضمن لعبة لن تنتهي قريبا .
- عبد العال ألحراك صوت وطني يهدف لعراق حر وشعب سعيد .
- تحية للشاعره جمانه حداد .. ودعوة لمناصرة مجلتها ( ألجسد ) .
- ألحوار المتمدن هو مركز للاشعاع ألفكري الرائد في مجال الوعي ا ...
- دعوة ألكفاءات العراقية المهاجرة للعوده .. هل هي فخ لموتهم أم ...
- سعاد خيري ومأزق الخلط بين ألشخصي وألعام .
- ألعنف ضد المرأة في حوار بين الوزيرة العراقيه ورئيس جمعية اصد ...
- ألعنف ضد المرأة وضروة التوحد الفكري والنضالي للتصدي له وبحزم ...
- ألمعتقلات العراقيه في العهد الحاضر هي مراكز اختبار للمصداقية ...


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد حمودي عباس - ألعراق لم يكن رحيما بأبنائه !