أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حامد حمودي عباس - ألمعتقلات العراقيه في العهد الحاضر هي مراكز اختبار للمصداقية في وصف ظلم العهد السابق














المزيد.....

ألمعتقلات العراقيه في العهد الحاضر هي مراكز اختبار للمصداقية في وصف ظلم العهد السابق


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 03:49
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


بلغني عن طريق احد معارفي بأن اثنين من أقاربه وهما استاذين جامعيين قد تم اعتقالهما اثناء قيام القوات العراقيه بتطهير أحد المناطق من قوى الارهاب ، ولم يكن الامر يحمل غرابة امام المهمات الصعبه والتي تتصدى لها القوات المسلحة في العراق لاستأصال شراذم التخريب وحماية البلاد من اثار الجريمة وقتل المواطنين الابرياء ، غير ان الغريب فعلا وما يدعو للشعور بالحزن هو طبيعة التعامل الفض والذي يتعرض له المعتقلين بعد عملية احتجازهم في سجن من السجون بانتظار اجراء محاكمتهم والتي يطول امدها في العاده أو أنها لا تحدث بأية حال من الاحوال .
وحسب رواية صاحبي والذي اثق به جدا انطلاقا من وطنيته الخالصة لبلده وانتمائه النظيف لقضية شعبه وسعيه باتجاه مباركة العملية السياسية الهادفة الى الانتقال بالعراق الى مراحل متقدمة من النهوض والازدهار على انقاض عهود اتسمت مظاهرها بعوامل القهر والحروب وعدم احترام حقوق الانسان .. حسب تلك الرواية فان الاستاذين الجامعيين واثناء تواجدهما في المعتقل لم يحظيا بأية مقابلة مع ذويهما رغم تقديم عدة طلبات بذلك .. فضلا عن اصرار حراس المعتقل على اهانتهما بالركل والالفاظ النابية وامام والدتهما المسنه حينما استطاعت الحصول على اذن خاص بالمقابله بعد طول عناء ، الى الحد الذي جعل احد الضباط الحاضرين اثناء تلك المقابلة القصيرة جدا أن يسلب شريط من حبوب ألم الرأس المزمن ( الشقيقه ) كانت الام قد جلبته الى احد ابنائها واتهمها علنا بانها اركتبت جريمة جلب المخدرات لولديها !! .
انني لست بصدد الدفاع عن متهمين من حق الجهات المسؤولة عن امن البلد ايداعهما التوقيف لاغراض التحقيق ، ولكنني ابقى اسيرا لمشاعر محزنة حقا حينما تتوارد دوما اخبار ذلك العسف سيء الصيت والذي يتعرض له المعتقلين في السجون العراقيه حيث اصبحت تلك السجون بمثابة مراكز اختبار حقيقية لطبيعية التغيير الحاصل في العراق منذ عام 2003 .. والا فما معنى أن يبقى المعتقلون لاي سبب كان عرضة للتعذيب والقتل العشوائي وعدم المحاكمه لفترات طويله ومنع الزيارات من قبل الاهل في حين نتحدث عن تغيير جذري لعهد أول ما نلقي عليه من تهم هو التعرض لكرامات الناس ونفيهم وسجنهم وتغييبهم بلا وجه حق ؟؟ ! .. لقد اعتقلني النظام السابق لاكثر من مره وفي دوائر تعرف بقساوتها في التعامل مع من يعتقلون فيها ، ولكنني تمكنت في احدى المرات ان احصل على اذن بجلب حليب الاطفال الى ابني الصغير والمعتقل معي مع امه في نفس المكان ، وفي مرة اخرى تمكنت زوجتي وبقية اطفالي من زيارتي ولم يحدث أن قام الضابط المرافق لي اثناء الزياره أن أخذ مني امام زوجتي أي شيء جلبته لي وان كانوا قد اخذوا قسما منه بعد خروجها .. وان كانت هناك تجارب مغايره لحالتي راح ضحيتها أناس غيري غيبتهم المعتقلات وتعرضوا للموت دون محاكمات فهذا لا يعني اننا الان يجب أن نتشبه بعهد القينا عليه كل حممنا لنعرض سوءاته للناس وأولها هو عدم احترامه لحقوق الانسان وقتله الناس دون رحمه .
ان التاريخ معروف منه بانه لا يرحم حينما تمر مراحل يكتب لها أن يقيمها ويسجلها على لوح المسيرة الانسانية ، وأنا اخشى على أن سجل التاريخ سوف يحمل على لوحه حقائق مؤلمة تجعل العهد الحالي لا يحمل أي مصداقية في تصديه لرموز العهد السابق باعتبارهم طغاة أذاقوا شعبهم ويلات الظلم .. ويقينا بان اكثر التوجهات ايلاما لنا في الوقت الحاظر هي تلك التي تجعل الاصوات التي بدأت تترحم على الماضي
وبشكل مسموع بعد أن كان ذلك همسا في مرحلة من المراحل ، ولا يكفي التعذر بضخامة المسؤوليات وطبيعة التصدي لمهمات كبيره لتبرير مظاهر التتقصير بحق الالاف من المعتقلين نساء ورجال واطفال والذين يتوزعون الان على معتقلات اغلبها غير مسماة وغير خاضعه للرقابة من أي طرف ، حتى دعت بعض الاطراف الى استبدال السجون العراقية بالسجون الامريكية لانها اصبحت أكثر أمانا وأكثر مراعاة لمتطلبات الاعتقال خصوصا بعد فضيحة سجن ابو غريب وخوف المسؤولين على تلك المعتقلات من فضائح مما ثله .
ان الجهات المعنية بحقوق الانسان عراقية كانت أو عربية وأجنبية مدعوة الان وبسرعة فائقه لاحتواء الخطر المحدق بالاف المعتقلين العراقيين والكشف على ظروف اعتقالهم وطبيعة الحياة التي يعيشونها داخل تلك المعتقلات ، والمطالبة بتسمية السجون العراقيه والسماح لذويهم بتوكيل محامين عنهم والاسراع بمحاكمتهم وعدم التعرض لهم باخضاعهم لاية وسيلة من وسائل التعذيب او تسليط الاهانة الشخصية لهم .وبخلافه فليصمت أي متحدث عن ظلم العهد السابق من باب الحياء على الاقل .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ألطواشات وألطوافات .. قضية ألمرأة في العراق أسيرة أللاحل ...
- المرأة في بلادنا حرة .. ويكفيها ان حريتها كاملة في امتاع الر ...
- أحزان مهاجره
- انقلوا عهدة النساء العراقيات ألمعتقلات من السجون العراقية ال ...
- ألشخصية العراقية .. لماذا تتسم بالعنف في ألسلوك ؟. وهل حقا ب ...
- بين ألطلاق الكاذب للمرأة العراقية في الدنمارك .. وحالها في ا ...
- بعض من تداعيات ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمه
- الى متى تبقى حياة ألانسان في العراق ضحية للصراع من أجل ألمال ...
- من باب الانصاف على الاقل .. لو كان حريق البصره بسبب صفقة اسل ...
- لا بديل بعد اليوم عن تحرك الجماهير لاخذ زمام المبادرة واقتلا ...
- هل حقا أن ( فشل الحملات العلمانية وخاصة الشيوعية منها في مجت ...
- ارهاب وكباب .. وألمولود العراقي المنتظر !!
- ليتوقف فورا هذا ألاجحاف ألمتعمد بحق المرأة في العراق !
- ثلاث قصائد سطرتها امرأه
- حول بيان مركز الاتصالات الاعلاميه للحزب الشيوعي العراقي ردا ...
- ردود ألافعال على زيارة مثال الالوسي لاسرائيل هي عودة للخطاب ...
- لمصلحة من تنشط قناة المستقله لتأجيج نار الفتنة الطائفية بين ...
- مرثية متأخره للشهيد كامل شياع
- خانقين مدينة عراقية أم كرديه أم انها عربيه .. أين الحل ؟؟
- من أجل احياء حملة تضامنية عاجله مع سكان حي السعدونية في البص ...


المزيد.....




- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على عمل الأونر ...
- مسؤول إماراتي لـCNN: سفينة مساعدات للدولة في طريقها إلى غزة ...
- -لا حيلة ولا قوة لنا-: اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان و- ...
- يديعوت أحرونوت: بن غفير طلب قتل بعض المعتقلين بمجمع الشفاء
- أرادوا إدخال مساعدات.. اعتقال حاخامات ونشطاء على الحدود مع غ ...
- -ارتكب أفعالا تنطوي على خيانة وطنه-..داخلية السعودية تعلن إع ...
- -حماس- تبدى موقفها من التقرير الاممي حول -الأونروا-وتحذر
- تحديث بشأن التحقيق حول مشاركة موظفين بالأونروا في هجوم حماس ...
- اعتقال المتهم الـ12 بالهجوم الإرهابي على مجمّع -كروكوس- في م ...
- غزة.. فضحت -حرية التعبير- الغربية وسخّفت تهمة -معاداة السامي ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حامد حمودي عباس - ألمعتقلات العراقيه في العهد الحاضر هي مراكز اختبار للمصداقية في وصف ظلم العهد السابق