أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - ردود ألافعال على زيارة مثال الالوسي لاسرائيل هي عودة للخطاب القومي المتطرف















المزيد.....

ردود ألافعال على زيارة مثال الالوسي لاسرائيل هي عودة للخطاب القومي المتطرف


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 03:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة اخرى تختلط الاوراق على طاولة البحث والتقصي في غرفة العمليات السياسيه في العراق .. ومرة اخرى تأخذ الاحداث مسارا يبتعد عن هموم العراقيين ليشكل ملهاة جديدة تنسيهم مرارة العيش بلا كهرباء ولا ماء صالح للشرب والهيضة بدأت تفعل فعلها هي الاخرى مستغلة فراغ الطريق لها من كل حاجب .. ولا ادري كيف يخدم الحظ اللاعبين على وتر الحياة في بلاد الرافدين حينما يخلق بين الحين والاخر حدث ( جلل ) يفسح لهم المجال ويوفر لهم العذر في قلب طاولة اتخاذ القرار ليحرفه عن مساره الطبيعي ويذهب به صوب العراك حول نوافل الامور وترك الاصل دون حل .
ففي الوقت الذي لا زالت الاسر العراقيه تأن من عذابات ملت الاقلام من امر سردها وتعبت العقول من امر ايجاد المبررات المنطقية لعدم حلها رغم توفر كل سبل الحل ، في ذات الوقت ظهرت علينا وكالعاده قضية ليست بالجديده تتعلق باسرائيل هذه المره ، وما حل بالبرلمان العراقي من هبة استثنائية لانقاذ العراق من طوفان حل به نتيجة زيارة قام بها احد اعضائه الى اسرائيل لا يوحي بتلك الصفة المستديمة من الخدر العام والذي نعرفه عن البرلمان امام كوارث حلت ولا زالت تحل بالشعب العراقي جراء فقدانه لكل سبل العيش الكريم .. لقد بان البرلمان باعضائه وكأنه يغلي بجدل محتدم ، و لولا وجود الصوت في عملية النقل التلفزيوني لاستبشرنا خيرا بان ما تتم مناقشته هو موضوع الكهرباء في البلد او توفير الماء أو ان البرلمان بدأ حقا بالالتفات للخطر الكبير القادم لحصد ارواح ما تبقى من العراقيين والمعروف بالكوليرا .
مثال الالوسي قام بزيارته الثانيه لاسرائيل فلماذا لم يحاسب على زيارته الاولى وما هي مبررات الانتظار ولحين تكرار فعلته للمرة الثانيه ؟ .. وهل كانت الاولى خفيفة والثانية ثقيله ولماذا ؟ .. ثم من أين لنا الان تلك الاعراف والقوانين التي تحدد ما هي الاسس الثابته في تحصين حركة اعضاء البرلمان ومحاسبتهم عما يفعلوه أو يجعلهم تحت المجهر الدقيق في كل ما لديهم من ارتباطات تبدو لابسط المراقبين بانها غير صافية التوجه ؟
ان الزيارة التي قام بها الالوسي لاسرائيل مع ما تحمله من مضامين غير سليمه من حيث التوقيت وعدم الركون الى جس نبض القوى المؤثره في ادارة نظام الحكم ، الا أنها لا ترقى ابدا الى الحد الذي يجعلها قضية الساعه في وسط تتزاحم فيه الاف القضايا المركزيه والمتعلقه بمصير جماهير واسعه من ابناء شعبنا يتهددها الموت والمرض والجهل وتقطع اوصال العوائل فيه نظم متهرئة من القوانين غير الكفوءة لانقاذ الناس من وطأة ثقل انعدام الخدمات العامه . هذا اضافة الى ان الحدث برمته كان يمكن مناقشته بعد توظيف كل المعطيات الواقعيه المحيطة به وعدم عزله كحدث منفرد ومن ثم اتخاذ القرار المناسب كرد عليه وليس بهذه الصورة المنفعلة المتسرعه ، حيث ان ردة الفعل التي اعقبت الزيارة الثانية لاسرائيل من قبل السيد مثال الالوسي تذكرنا بذلك الخطاب القديم والمنطلق من قوى التوجه القومي العتيد والذي اشبعنا صراخا وعويلا على القضية الفلسطينية والدعوة لمقاطعة اسرائيل ، في حين كانت تلك القوى هي المهرولة الرئيسيه باتجاه الالتقاء بالعدو التقليدي بعد حين . لقد ذهب الرجل الى اسرائيل بدعوة من مؤتمر عام يعنى بموضوع محاربة الارهاب كما قال ، ويبدو بانه ادلى بدلوه هناك من خلال محاضرة ساهم فيها في المؤتمر ، بل وذكر في تصريحاته بانه على تركيا والكويت والعراق ان تساهم في ايجاد تحالف لصد الارهاب ، ويقال بانه ذكر الجارة ايران بسوء !! .. وكل هذه الدعواى انطلقت ولا زالت تنطلق مثيلات لها وباتجاهات مختلفة وفي محافل عديده من قبل احزاب ومنظمات وشخصيات مختلفه دون ان يصحبها هذا الضجيج وتثور ثورة احد وبهذه الحده .
ويبقى الامر حاملا لوجوه يمكن تحديدها بهدوء والبناء على اساسها ردة فعل متعقله وغير متشنجه بعيدا عن تلك النبرة المكروهه والقديمه والمنطلقه من الاتجاهات القومجيه صاحبة الباع الطويل في تدمير كل فكر تقدمي ينزع لايجاد حلول واقعية لقضايانا القوميه .
واول هذه الوجوه هو ان نقرر اصلا هل ان القيام بزيارة الى اسرائيل الان من قبل شخصية عراقية معينه يعتبر جريمة نكراء يترتب عليها اتخاذ القرار بسحب الحصانة البرلمانية عن الفاعل ، في الوقت الذي تقوم شخصيات بارزه في الحكومة العراقيه بزيارات متكررة الى الدولة الراعية الاساسيه لدولة اسرائيل وهي الولايات المتحدة الامريكيه ؟ ... ولو اسعفتنا الجرأة للقول وبطريقة ثانية اليست الولايات المتحدة الامريكية هي المتسبب اصلا ببقاء اسرائيل كدولة محتله وهي التي تقف دوما ضد اي قرار تقدم عليه الامم المتحدة لصالح الشعب الفلسطيني ، فكيف نجيز التعامل مع الدولة الام ونستنكر التعامل مع الابنة غير الشرعية لتلك الام ؟.. أليس من المنطقي ان تقوم الدولة العراقيه كنتيجة سليمه لسلوكها القومي المتجانس مع توجهات مجلس النواب وهو اعلى سلطة في البلاد بعدم التعامل مع اية دولة عربية لها تمثيل دبلوماسي مع دولة اسرائيل ؟ .
انني ارى بان القضية لا تتحمل كل هذا التعنيف والحكم باحكام متجنية على موقف اصبح في هذا الزمن يحمل تفسيرات غير التي كان يحملها ايام زمان ، يوم كانت النعرة القومية البذيئة تأكل الناس وبكل قسوة ، ويوم كان الانسان يساق الى مذبح الشهادة بمجرد ان يوصم بتهمة الاممية والابتعاد عن ( المشاعر القوميه ) .. ويوم كان الشعار المدمر
( فلسطين عربيه .. فلتسقط الشيوعيه ) يكسح امامه كل فكر شريف منتمي لصف الكادحين ومنتصر للتوجه الحقيقي للقضية الفلسطينيه على الضد من كل التوجهات الفوضوية سيئة الصيت والتي راح ضحيتها الالاف من ابناء شعبنا وشعوب المنطقة برمتها .
فلا الشعور القومي المتطرف ولا التوجه الديني الاكثر تطرفا ولا تلك الاصطفافات المشبوهه لحساب دولة بعينها كافية لتبرير كل هذه الضجة المفتعله على زيارة مثال الالوسي لاسرائيل ، وكان من الممكن معالجة الموقف باتزان اكثر بعيدا عن التأثيرات الشخصية والفئوية وحتى المذهبيه ، وكان من الممكن ايضا محاسبة الرجل وبطريقة اكثر عدالة داخل البرلمان لسماع رأيه وتفسيراته لتصرفه الشخصي قبل ان يعمد لصدور قرارات هي من اختصاص جهة قضائية متخصصه .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمصلحة من تنشط قناة المستقله لتأجيج نار الفتنة الطائفية بين ...
- مرثية متأخره للشهيد كامل شياع
- خانقين مدينة عراقية أم كرديه أم انها عربيه .. أين الحل ؟؟
- من أجل احياء حملة تضامنية عاجله مع سكان حي السعدونية في البص ...
- ألاقتصاد العراقي المتين هو الحل لبناء علاقات دولية متينه
- ألتظاهر اليومي واعلان العصيان المدني هما الحل الوحيد لتحقيق ...
- المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي عطا الدباس وعلي ا ...
- الشيوعيون وكافة التقدميين العلمانيين في العراق مدعوون للتحرك ...
- معاناة الطفل في العراق .. ومسؤولية قوى اليسار
- ايها المثقفون العراقيون .. لا تنتظروا ان يقول التاريخ فينا م ...
- أيها العراقيون .. اسحبوا البساط من تحت كراسي المسؤلين عن افق ...
- سهيل احمد بهجت .. ألانسان ألاثمن رأسمال
- الى متى يبقى الشعب العراقي أسيرا للصراع على المناصب وضحية لل ...
- عزيز الحاج بين السياسة والادب ... محاكاة مؤثره
- أحموا الكاتب رضا عبد الرحمن علي من شيخ الازهر
- حرب المياه على العراق .. بين الفعل ورد الفعل
- الى متى تبقى المرأة جدارا للصمت وبؤرة للخطر حينما تتكلم ؟
- منعتم بيع الخمور .. فابشروا بسوق رائجة للحشيش
- بين معاشرة الزوجتين معا ورذيلة زواج المتعه والمسيار - قضية ا ...
- وماتت بهيه .. بعد ان خنقها عرف غسل العار


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - ردود ألافعال على زيارة مثال الالوسي لاسرائيل هي عودة للخطاب القومي المتطرف