أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهى محمود - مفاوضات مع الجنون














المزيد.....

مفاوضات مع الجنون


نهى محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 03:02
المحور: الادب والفن
    


من عاداتي السيئة الكثيرة التي أحافظ عليها ضد التعديل
هي تكراري أخطائي نفسها والوقوع في نفس الحفر التي مررت بها من قبل
ومن عاداتي السيئة التي أحافظ عليها كطقوس دينية هي تعنيفي لنفسي ومحاسبتها والبكاء
سنوات على اللبن المسكوب قبل أن اكتشف انه لم يكن لبن وإنما مشروب السوبيا الذي
يدوخني ولا احب طعمه .
ومن عاداتي السيئة التي أحافظ عليها كأكثر المقتنيات اعتزازا في هذا العالم هي
فوضاويتي وعشوائية مشاعري
انا اتعامل بدناءة مع العقل .. وكحيوان لا يعرف فكرة عن الترويض أمارس الحب

أنا اكل الفول والأرز بالشوكة ، ولا استخدم الملعقة إلا مع الشوربة والملوخية
وأمارس الحب كغجرية لم تعرف معنى أدوات الطعام من قبل
بنهم سحلية .. مخبولة ..

أنا أشرب كوب اللبن الدافئ وأنام في الفراش
أنا مريضة وأهذي بشأنك وتختلط احداث ما بيننا وخلافاتي مع اخي الصغير وفشلي في
التواصل الإنساني مع صديقاتي هذه الأيام وهروبي منهم لاسباب كاذبة مخترعه لأني لا
احتمل رؤية احد ولا أجد لغة تواصل مع كل من احب فأكتفي بالصمت .. وارتباكي بشأن
صدور كتابي وتأخر روايتي ومجئ فتيات صغيرات للعالم تضعهن أمهاتهن بين يدايّ بعد
ساعات قليلة من مجيئهم .. ومشاكل العمل ووقوفي بباب الجريدة كل يوم اكثر من نصف
ساعه قبل ان افتح باب المدخل وامر وكأني طفلة ذاهبة للمدرسة على غير رغبتها ..
تسكنني الآن روح متشردة تفضل التسكع في الشوارع بدل ساعات العمل والجلوس على النيل
تلعب بالمصاصة داخل كوب حمص الشام وتصنع فقاقيع صوتها مبهج
متشردة لا تحتمل شئ لا الروتين ولا الفوضى ولا غيابك ولا وجودك .. المشي كمتشرده
منذ ساعات الصباح الاولى حتى المساء أحدق في عمارة ريش قبل ان يلعب المالك الجديد
في روحها القابعه هناك منذ سنوات وادندن باغنيات منير – تحديدا شجر الليمون التي
نقلتها لي سهى بالبلوتوث عندما أطفأنا نور الحجرة وتركت الأباجورة السفينة تشع نور
اخضر يشبه إضاءه المراكب الماتور على النيل التي ينادي عليها بان النفر ب اتنين
جنيه – وأن عائلات عائلات – المركب الذي ركبته مرة واحدة مع هالة عندما طلبت مني
خالتي ألا احضر فرح عمرو لأن ذلك سيغضبها وطلب مني عمرو ألا اتركه لأني أخته وحلا
لذلك قضيت ساعات الليل كلها في الشارع وحتى لا اغير رايي في اللحظة الاخيرة ركبت مع
هاله المركب وظللنا عالقين هناك في دوار مميت ما يقرب الساعة .
ضوء المركب الاخضر الذي يشع من ركن حجرتي يسمح لي ان العب لعبة الظلال بيدي إذا
وقفت في منتصف الحجرة ويسمح لي ان ادخن سيجارة محشوة قبل ان اغرق الحجرة بمعطر الجو
واضع في فمي حبات النعناع التي أكرهها حتى لا يعرف احد اني مدخنة – خاصة وانا افعل
ذلك الآن في السر ...
أنا اخلط كل ذلك بالروايات الأربعه التي اقرأها كلها الآن في وقت واحد في محاولة
للتملص من ثقل العالم الحقيقي كله على روحي
يختلط بطل كينزابورو في الصرخة الصامتة بكل شدة وثقل المآسي التي ينقلها الادب
الياباني .. أدب يقدم الابهار الوحدة والموت والحب والجنس بوقار الموتى

الفكرة التي تداهمني وأنا اقرا أدب اليابان هي الفارق الشاسع بين شخصياتهم وما
نكونه نحن
كيف ستختار فتاة شرقية إنهاء حياتها – الإنتحار - تتعاطي 10 حبات ريفو وتتصل
بأصدقائها المئة لتوديعهم قبل ان ينقذها احدهم بكوب ماء مالح
مشهد سخيف لكنه يلخص طريقتنا في التعامل مع الحزن .
بينما يختار اليابانيون ومنهم كاواباتا الإنتحار بقسوة من يودع الحياة غير آسف على
شئ
أي أدب سيكتبه شعب يقيم السيف ويسقط داخله ليودع الحياة !

أجل هذا هو ما اقرأه لأتملص من أجواء رومانسية الموت التي بيننا أنا وأنت
في الصرخة الصامتة اختار الصديق الإنتحار هكذا " في نهاية صيف هذا العام ، أغرق
رأسه بالطلاء القرمزي ، وتعرى وأدخل خياره في شرجه ، ثم شنق نفسه "
مشهد كهذا كافي لتشتيت إنتباهي بشان الحزن الذي يسكنني ويحوط بك

ما الذي يضيفه يوسا لي الآن يلزمني أن انهى كل يومين 100 صفحة من تلك التميمة
الملعونة التي مررها لي طه
نسخة من " شيطانات الطفلة الخبيثة- موقعه من صالح علماني نفسه
كيف اشعر وانا امسك بنسخة كتاب لمسها علماني بنفسه ذلك الرجل الشفاف كلغته كما قال
عنه عزت القمحاوي في مقال حي كتبه عنه !
يوسا وبطلته المراوغة الشيطانة الصغيرة التي قطرت الدماء في عروقي وسرعت خفقات قلبي
واصابتني بالحزن طوال الصفحات التي لم انهيها بعد
كانت كافيه تماما مع حبة مهدأ تعاطيتها اليوم أن تمرر مشقة وحدتي
كانت قادرة على التعامل مع شراك الحنين الواقعه انا بها كوطواط لديه مشكلة في أذنه
-

أنا متورطة مع إيزابيل الليندي اكثر مما تسع الكلمات .. لكنها كما تعرف أنت تخرج كل
ليلة من كتب الحكايات لتربت على كتفي وتخبرني بيقيننا
تخبرني ألا اغضب وان املأ العالم بالحب لانه وحده سيدلني ولأنه الشئ الأقرب لما
اجيد فعله في هذا العالم .. تدلني أن افعله كناضجة وأن أؤمن به واعانقه واوارب
شبابيك كياني لاستقبال أشعته القرمزية
أنا اقرا لها إحدى قصص العشق الواقعية حد الخيال وأظنها تساندني وتهون كل شئ

أنا اقرا مياس للمرة الثانية لأني تسرعت في المرة السابقة لاقتسم معك بهجة عالمه

ابتسم الآن وانا افكر ان كل شراكي التي انصبها لك بشان اقتسام الاشياء يرتد سحرها
وينقلب عليّ
أفكر أن كل ما افعله لمغادرة سفينتك يؤلمني وأفكر أني أصبحت ناضجة أحتمل اوجاع الحب
وافكر اني أعرف الآن أني أمارس الحب كغجرية وبنهم سحلية مخبولة . واعمل على تغيير
ذلك كله واظنني سانجح.

نهى محمود
كاتبة من مصر



#نهى_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا أيتها السماء
- طارق إمام وقاتله الهادئ
- في ثوب غزالة
- تعويذة منتهية الصلاحية
- وداعا ايها الملل
- على حافة العقل ربما
- لصوص حمدي أبو جليل
- أماكن في القلب
- المشهد السردي في الكتابة الجديدة لجيل الشباب في مصر ..
- صاحبات الاخرين
- سرد متقطع
- ندب
- من تعاويذ الاحلام
- بين نهر وبحر
- ولد.. بنت
- عن تجارب الحب
- التاريخ الدموي للأحلام
- كتابة
- عن الرحيل إلإفتراضي
- بين إرادة الموت والحياة


المزيد.....




- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهى محمود - مفاوضات مع الجنون