نهى محمود
الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 04:56
المحور:
الادب والفن
ينتابها إحساس أنها تقضي ايامها الأخيرة في هذا العالم .. ذلك البراح الذي تتنفسه طيلة الوقت
الذكريات التي تمضي متلازمة مع الحاضر الذي تحياه
طفولتها التي تلمحها امام عينيها
مدرستها الإبتدائية .. معلمتها الأولى
يد أمها وهي تطبق على اناملها تحفر معها تاريخها الاول " حروف الهجاء "
رائحة الموت التي تنتشر تحت وسادتها
تختلط بالدموع وحبات العرق الباردة بعد كابوس قوي يزلزل جسدها ويطبق على أنفاسها نوبة بكاء محموم ولطم لخدودها ثم هدوء وإسترخاء ..
ذلك الحنين القوي لرائحة الفصول
تودع الربيع بيقين عبثي داخلها انه أخر ربيع يزور الأرض لن تحملها نسمات ربيع جديد لعالم وردي تحبه وتألفه
إرادة الموت تطغي على رغبة الحياة تصرعها وتلقيها بلا رجاء
اشتياقها المفاجئ للجميع للأهل والأصدقاء
زيارتها المكثفة للأعمام والخالات
هوسها بقضاء أجازة أخر الاسبوع هناك بين المقابر بداية بالسيدة عائشة وانتهاءا بالدراسة
حوارات طويلة بينها وبين الأموات .. هؤلاء الراحلين في كوميديا سوداء حيث لا ندرك يقينا جدية من بقى ومن رحل
شريط العمر الذي يمر أمام عينها بعنف وبتفاصيل يفزعها أنها تذكرها
تثق في حدسها دوما فهل تنساق وراء مشاعر الموت تلك أم تقاوم إختلاط الهوس باليقين
هل تنفض عن روحها عبء رهبة المجهول أم تدخل بإرادة مكبلة بالجنون ساحة الإنتظار!
#نهى_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟