أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهى محمود - عن الرحيل إلإفتراضي














المزيد.....

عن الرحيل إلإفتراضي


نهى محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


أخيرا 00 تحرر مارد الحزن القابع في شرايين دمك أخيرا تحررت العبرات وشعرتي بها دافئة محرقة تكوي ذلك الجرح لتوصمه بالقدم وتضمن له حكمة الحياة الابدية بأن كل شئ يمضي حتى البشر.
بكيت فتحررت أو تحرر البكاء فأعادت الدموع تشكيل كيانك كنت في الأيام الاولى 00 تبكين لكنه بكاء غير الذي أردت غير الذي احتجت ان تبكيه 00 كان بينك وبين البكاء المنشود ألف سد وعندما انهارت السدود استسلمت الإرادة البشرية للطبيعه الأقوى وتدفق الحزن عنيفا فأزاح في طريقه كل ما وجد لمحتي نفسك تنتفضين من تحت الردم رأيت محاولات عديدة للنهوض راودك شعور بانك حتما ستنهضين لتحييّ كما علمتك " هي " ان تعيشي
شعرتي لاول مرة منذ الرحيل بحميمة القرب تلمحينها عندما تنظرين في المراة كل صباح تسمعين صوتها مدويا بكل ما علمتك وأنت تمارسين " حالة الحكي الفضفاضة الواسعه" تقرئيها فيما تكتبين تحتفظي بها ومضا مبهجا رغم الحزن القابع في اعماق القلب بستان من زهور وردية خلقها الله لتبعث في النفوس بهجة الرقة وقوة الضعف – واستبداد الإستسلام
الآن تشعرين بالقوة التي ظننت انها اسدل عليها التراب معها تشعرين بها تتسرب من تحت الارض لتعود وتملئك 00 كما يملئك يقين وجودها وإحاطتها لك يطمئنك هذا الشعور يحتويك ويذيبك حد التوحد مع كل ما تحبان وتشتركان وتقتسمان ميثاق صداقتكما الذي بدا على غير ميعاد " ويلح على ذاكرتك بكلماتكما الاولى معا " نتحرر من اوجاعنا فقط عندما نلتئم مع الحياة " نداويها فتبرأنا نتجاهلها فتقهرنا
تعبث أناملك في أوراقها تتناولين خطاباتها القديمة تقع عيناك على اسمك مكتوبا بين السطور تبدأين السطر من أوله" تخاطب أبيك 00 تقول انك ستذهبين قريبا إلى المدرسة تتسأل " كيف ستحتمل بعدك عنها طوال ساعات الدراسة" حزن يتدفق من كلماتها وهي تصف له مدى حبها لك تبتسمين وتسأليها دون جرأتك على العتاب " كيف ستقضين ساعات جلوسك في المنزل الان – وأنت تعودين كل يوم تفتشين عنها في الحجرات تشعرين ان وجهها وابتسامتها قد تطالعك وانتي تتقدمين نحو حجرتها ليصفعك ظلامها وبرودتها 00 تدركين ان الحجرة تبحث عنها هي الاخرى تفتحين دولابها وتتشممين العطر .. رائحتها الذكية في ملابسها تنفضين احد فساتينها بين يديك
تحاولين ان تريها داخله تحتضنيه وتمنعين تدفق دمعة من عينك تقبلين اشياءها وترحلين رحيل طويل 00 وغربة بعيدة كيف تعودين للبيت فلا تجديها كيف لا تحكي لها عما واجهت في يومك كيف لا تنامين جوارها في ليالي الصيف وقت الظهيرة وانت تحيطين بيدك خصرها لتطمئني نفسك بوجودها

وكيف تشاهدين فيلما جديدا او تقراين رواية لم تشاركك فيها
من بعدها قد يفكر معك فيما قد تكتبين ! من سيعلمك مفردات الحب التي دستها يدها في خلايا تكوينك !
في عيون من ستلمحين شغفها بك واعتزازها بانك قطعه منها !
00 تحارب لأجلك حرب لا يقوى عليها سواها ومن غيرها قد يعيدك جنينا مطمئنا لداخل الرحم
ومن سيملئك صوته بذلك اليقين الذي تمنحه لك
من غيرها سيكون زاد من إيمان لا ينفذ أسطورة من زمن اخر جاءت وإليه عادت 0

00
نهى محمود
كاتبة من مصر



#نهى_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين إرادة الموت والحياة
- إمرأة أبدية الطفولة
- حزن متنكر في زي مهرج
- بين تعاويذ الكتابة وقاموس الأرقام


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهى محمود - عن الرحيل إلإفتراضي