|
استمرارية الاصلاحات دليل تطور و تقدم اي بلد
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2556 - 2009 / 2 / 13 - 07:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثيرا ما نسمع من جهات عدة عن واجب فرض الاصلاحات في جميع المجالات الحيوية لاي بلد مستقر ، و بالاخص من الجانب السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ، ان كان البلد امنا و مترسخا للقوانين و محفوظة السيادة و مستقل و محكم الحدود و ذو نهج ديموقراطي تقدمي حداثوي و متبع للمؤسساتية و العلمانية في ادارة الدولة و هوصاحب تاريخ عتيدفي التطور الديموقراطي ، و يتبع الاصلاحات و التغييرات التي تفرض نفسها دون ضغط كبير ، الا ان الاعلام و الراي العام و المنظمات المدنية يكون لهم دورهم المعلوم و المشرٌف لخضوع السلطة للاصلاحات، و التي ربما تضرب مصالح خاصة للمتنفذين فيها . ان كانت هذه هي الحال في سير العملية السياسية في تلك الدول المستقرة الدائمة التطور ، و دائبة في العمل من اجل الاصلح و الاحدث لخدمة المواطنين ، فكيف يكون الوضع و ما هي واجبات اطراف السلطة و دور الشعب و الاحزاب و المنظمات المدنية والمؤسسات في دولة حديثة التحرر ، و هي ماضية في التقدم و خاطية نحو الديموقراطية و امامها عوائق كبيرة عليها تجاوزها بامان و سلام . منذ مدة و الاصلاحات و التغييرات الواجبة اصبحت مفهوما يدعو اليها الجميع من الحكومة و الاحزاب و المثقفين و المنظمات ، وهذا دليل صحة توجه البلد و تقدمه ، لان الركود و الوقوف على حالة واحدة دون تقدم لا يتطلب تغير و اصلاح و انما التطور يفرض التغيير و الاصلاح لانه ياتي بواقع اخر يستوجب تغيير الحال لتتلائم مع المستجدات ، هذه هي طبيعة الحال لاية عملية التي تسير و تتقدم نحو الامام سوى كانت سياسية او اجتماعية او اقتصادية او ثقافية ، فالمنتوج الحديث يتطلب واقعا و وسطا جديدا ليتعامل معه بشكل اعتيادي دون افراز شواذ يُذكر او شيء من السلبيات او من المضاعفات الجانبية . الوضع الصحي للبلد يتطلب هذا التوجه بعد عقود من الدكتاتورية المقيتة ، و التركيز على وجوب الاصلاح حاجة و ضرورة موضوعية ، و يكون ذو تاثيرات مباشرة على حياة المجتمع و سيظهر ثقله الايجابي بكافة المقاييس على مسيرة التطور الدائم للشعب بكافة مكوناته . و حتى في البلد الذي يسير بشكل متوازن ، يتطلب الاستمرار في تطبيق الاصلاحات ، فكيف ببلد غارق في فساد و احزابه منحرفون عن مبادئهم و تنظيماتهم هشة و تجمعهم المصالح الشخصية فقط ، و النظام السياسي يتخلله السلوك و الاساليب الخارجة عن اسس الدستور و القوانين ، والسلبيات المنتشرة في كل بقعة ، هي التي تفرض اعادة النظر و التوجه نحو الاصلاح و التصحيح و تدعمه كافة الفئات و شرائح الشعب ، لانه يعبٌر البلد من المرحلة المرفوضة الى الشاطيء المقابل ، و يفرض الحداثة و التوجه التقدمي في مسار العملية السياسية و يكون لخدمة البلد . و ليس بشرط ان تكون كافة الاحزاب و الشرائح والفئات المرتبطة بهم ان يكونوا مع الاصلاح والتغيير ، بل في بعض الاوقات يقفون ضده لتقاطع مصالحهم مع تلك الخطوات والاهداف ، ولكن كما نشاهد ، ان مصير الاصلاح و التغيير دائما هو النجاح و السيطرة على السلبيات و ازاحة العوائق من اجل الصالح العام . لكون الحالة الموجودة الان في العراق خاصة ، و تاريخ التجربة الديموقراطية ليست بطويلة ، لذلك يجب ان نتوقع طول فترة عملية الاصلاح ، و هذا ما يتطلب الاصرار و التركيز على الاستمرارية دون التوقف عن محاولات الاصلاح الدائم ، و هو الهدف، و حتما يجري ذلك وسط صراعات عديدة لاختلاف العقليات و المباديء و العقائد التي يعتمدها الكثير من الاحزاب و منتيميهم، و ربما الوضع الاجتماعي و المستوى الثقافي و الوعي لم يساعد بشكل قاطع و جذري في دفع العملية بشكل مطلوب و مامولو سريع ، و حتما يتطلب مراحل و ارادة و اصرار ، و هذا ما يفرض اليات متعددة و ملائمة لكيفية عمل المؤسسات لدفع مسيرة الاصلاح بوعي كامل و بنظرة و طرق و اساليب شاملة . و الوضع السياسي العام يفرض الخطط و ما يجب ان يجرى و يفرض من الجهات المعنية دون اخلال او اضرار بالعملية ، لعدم عودة الحال او اعاقة مسيرة التطور ، و عدم توقفها على حالة ما ، و الاستمرار في السير نحو الامام ، و لم نتضرر ان فكرنا و طبقنا و ابدينا استعدات ملائمة لتطعيم وضعنا ما ننويه من الاصلاح بتجارب العالم و الاعتبار منهم ، و الاستفادة من خبراتهم حكمة من هذه الناحية . اذن مفهوم الاصلاح و التغيير و الارادة الواقفة وراء ه و الالية المطلوبة لتطبيقه و العقلية التي يمكن ان تفرض نفسها في هذه الاونة على كافة الاطراف ، لضغط من اجل رضوخ المعنيين به، والصفة المطلوبة هي الحيوية للعملية السياسية أ والاصلاح و التغيير نحو الاحسن يزيد من رونق البلد و يدفعه للوصول الى المبتغاة لتحقيق الاهداف العامة . و ان كان الاصلاح من اجل التغيير و التقدم نحو الاحسن، و هو الهدف ، فيجب ان تكون هناك اولويات عند اتباع اية طريقة للاصلاح و تحقيق المهامات في هذا السبيل ،ومن الواجب ان يؤخذ وضع الطبقة الفقيرة المعدمة المسحوقة في نظر الاعتبار ، التي تزداد نسبتها يوما بعد ارخر ، و هي التي تفرض التفكير العميق في كيفية الاهتمام بها و تحولها من البؤس نحو الحياة الطبيعية ، اي التوجه الى تامين نسبة مُرضية من العدالة الاجتماعية المنشودة و الحياة الحرة الكريمة لها و لجميع الفئات ، وهوالهدف الاول للاصلاح في هذا البلد الان ، ان كان الفكر و العقائد و النظرات الانسانية هي الغالبة على الالتزام بالايديولوجيا و العقائد الغيبية ، و كانت حياة الانسان و مصيره و مستقبله و سعادته و رقاهيته فوق كل الاعتبارات .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اوجه التغييرات المحتملة بعد انتخابات برلمان كوردستان المرتقب
...
-
اوجه التغييرات المحتملة بعد انتخابات برلمان اقليم كوردستان ا
...
-
الدور التركي بعد حرب غزة و تلاسنات دافوس
-
دور النقد البناء في بناء الاحترام المتبادل بين السلطة و المو
...
-
مكامن عمليات اعداد القرارات السياسية و امرارها في العراق
-
تعتمد التحالفات السياسية على ظروف المرحلة و الوضع السياسي ال
...
-
من هم المعارضة و ما هي واجباتهم ؟
-
اوضاع العراق بعد تنفيذ اجندة الادارة الامريكية الجديدة
-
الاليات المناسبة لمشاركة الشباب في اداء الواجبات العامة
-
الفضائيات وسيلة عصرية لتمدن الشعوب
-
المحافظة على سلامة عقلية الاجيال القادمة من واجبات المخلصين
...
-
تقديس القائد من الخصائص السلبية التي يتصف بها الشرق الاوسط
-
الديموقراطية الحقيقية لا تحتاج الى رموز لترسيخها
-
صراع الاحزاب بحرية و سلام تنافس مقبول لقطف ثمار الديموقراطية
...
-
صورية تركيب ومهام برلمان اقليم كوردستان
-
الوعود الخيالية في خطابات وبرامج مرشحي مجالس المحافظات
-
سبل استنهاض الشعب العراقي من الاحباط الذي اصابه
-
الفساد فاض عن حده المعقول في اقيم كردستان (3)
-
عدم تاثير مواقف الاحزاب الصغيرة على سياسة اقليم كوردستان
-
الفساد فاض عن حده المعقول في اقليم كردستان (1)
المزيد.....
-
سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
-
بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية
...
-
شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات
...
-
عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
-
في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد
...
-
مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف
...
-
شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر
...
-
شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
-
واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق -
...
-
الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|