أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - كلُ شيءٍ يبدأ صغيراً ما عدى الأحلام فهي تبدأ كبيرة .














المزيد.....

كلُ شيءٍ يبدأ صغيراً ما عدى الأحلام فهي تبدأ كبيرة .


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2559 - 2009 / 2 / 16 - 06:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن كل شيء في هذا الكون يبدأ صغيرا ً ثم ينمو ويتطور ُ, ما عدى الأحلام ُ فهي تبدأ كبيرة ثُمَ تصغُرُ شيئا ً فشيئا ً حتى تبدو بحجم عُقلة ألإِصبعْ .
وهذا المقال ُ ليس عن تفسير الأحلام فالذي يرى مناما في الليل مزعجا ً أو سعيدا ً فإنني أنصحه بعدم قراءة هذا المقال , لأنني لا أفسرُ الأحلام , بل أعرضها للفشل , وأكسرها في الماءْ.
إن هذه الأحلام التي أتحدث ُ عنها هي أحلام ُ اليقظة :
وأحلام اليقظة هي الأفكار والطموحات عندنا حين نخلوا بأنفسنا ونبدأ بإجترار عمليات التفكير ,أو حين نمشي بالشارع ونحن نفكرُ , وهكذا نبقى , حتى نصتطدم بأرض الواقع , أو بإنسان ٍ يجعلنا نصحو على حالنا .
إنها حالة فكر إزدواجية , لذلك هي كبيرة ٌ جدا أكبرُ من حجم قدراتنا , ولهذه الأباب نجدها في كل يوم تتراجع وتصغر ُ أمام أعيننا .


مثلاً يبدأ المطرُ بالتساقط ...حبةً ..حبة ً..ثم يزداد ليغرق الجبال والأودية , وكذلك النار ُ تشتعل من إحتكاك ٍ بسيط ٍ ثم تكبرُ وتكبرُ ..وكل الأشياء ِ في هذا الكون من هذا القبيل حتى أن أعمارنا تبدأ من سن ثانية واحدة ودقيقة ٍ إلى عشرات السنين تمتدُ إمتدادا ً .
إن الأشياء جميعها تبدأ ُ صغيرة ً. المُخترعاتُ ..المُكتشفاتُ...الإنجازاتُ ..الحروبُ...إلخ.
ظاهرةٌ جد غريبةٌ !!كل شيء يبدأ صغيراً ما عدى الأحلامْ... من لحظة التفكير بها تبدأ فكرة كبيرة ً ثم تصغرُ مع مُرور الزمن .
ولو نظر كلُ شخص ٍ منا لحياته ولمشواره ولكفاحه لوجد أنه في كل يوم يصغرُ حجمه بدل أن يزداد ..ولوجد أنه يتناقص َ تدريجياً.


في هذا اليوم بالذات إلتقيت ُ بصديقة ٍ لي قديمة ٍ كُنتُ أنا وهي في مؤسسة ٍ ثقافية ٍ , وكانت على قدر كبير ٍ من الجمال والإبداع الأدبي , وكان لا يُعجبها شيئا ً , والمهم في الموضوع أن أحلامها كانت بحجم أحلام الدول...! والإمبراطوريات....! وحين إلتقيتُها اليومَ إستنتجتُ أنها تبحث ُ عن زوج ٍ ولو كان هاويا ً للأدب وليس مُحترفا ً ..مع أنها كانت تحلم ُ بنجيب محفوظ راجيا ً خطبتها أو أي رجل ٍ المهم أن يكون من فئة جائزة نوبل , واليوم َ تُريدُه من أي فئة ٍ حتى لو كان بدون أي جائزة ٍ عالمية ٍ يعني (ظل راجل ولا ظل حيطه).
المشكلة ليست في صديقتي القديمة ُ بل أيضا ً في ولدي (علي) هذا الولد الذي فاجأني مساءا ً أنه يريدُ أن يُصبح ً...ما بديش أحكي ولكن كل أحلامه كبيرة جدا .
والمشكلة أيضا ً لا تنحصرُ بولدي بل أيضا ُ بي أنا , فأنا كانت عندي أحلام ثقافية كبيرة جدا ًجدا ًجدا ً, ولكن ما الذي جرى لأحلامي ؟
أحلامي اليوم صغيرة ٌ جدا , بحجم رأس دبوس , وإذا زاد حجمُها فهي لا تخرجُ عن مستوى إتساع جيبتي وليس خيالي .
أما في الماضي فقد كانت بحجم الخيالات والوساويس , وهذه ليست مشكلتي ولا مُشكلة صديقتي أو أهل حارتي بل هي طبيعة عالمية متعارف ٌ عليها لها قياساتٌ عالميةٌ مُحددة ٌ, ولها قوانين ثابة ٌ .
وعند الأحلام تتوقف ُ كل ُ المنقاييس والأوزان والأحجام لأن علم الأحلام له مقاييسه ومبادءه , هكذا هي الأحلام , عالم ٌ متسع ٌ من الأخيلة , يبدأ بحجم القارات والمجرات الفضائية وينتهي بحم رأس دبوس .

هل هي مشكلة ٌ عربية ٌ ؟
أو إسلامية ٌ؟
أعتقدُ أن هنالك نوع ٌ من التآمر على المثقف العربي ...ولكن ما دخل غير المثقف ؟
في الحقيقة الموآمرة تطول يدها يد ُ الجميع

الأحلام تبدأ كبيرة ثم تصبح ُ صغيرة ً جدا ً بحجم حبة جوز هند , وتبدأ كبيرة لأنها في البداية تنتجُ عن الخيال والأوهام , ومن المعروف أن الأخيلةَ والأوهام َمهما صَغُر َ حجمُها فإنها تبقى أكبرُ من الفضاء ِ الخارجي الذي يحيط بالكُرة ِالأرضية ِ.
أحلام ُ الناس تبدأ بِحجم مجرة درب التبانة , ثم تصغرُ شيئا ً فشيئاً حتى تصبح بحجم 1000متر مربع .
أحلامنا جميعنا تبدأ كبيرة ثم تصغرُ وتصغرُ وتصغرُ شيئاً فشيئاً حتى تنتهي عند حدود النظر الطبيعي 6/6أو 6/12 يا لها من سخرية المعاني !!

أحلام ُ العباقرة والمكتشفين من أدباء وسياسيين وكتابٍ , وكُتابٌ صحفيون , كلها تبدأ كبيرة ثم تصغرُ .
إننا في الحقيقة لو قرأنا السير الذاتية ومقالات كبار الكتاب لوجدنا أن توقعاتهم لمستقبلهم ومطالبهم أيضا ً كبيرة ً جدا ً , وكُلما تقدم َ العمرُ بهم شيئا ً فشيئا ً فإننا سنلاحظ أننا نقرأ لأحلام صغيرة وليست كبيرة .
الكُتابُ حين نقرأ لهم في بداية حياتهم فإننا نقرأ ُلأقلام ٍ كبيرة ٍولأحلام ٍكبيرة ٍ , وكلما تقدموا في العمر ., نلاحظ عندها أن الضوء َ الذي إنطلقَ من مُخيلتهم ينكسرُ كلما تقدم بهم الزمن وكأنه شعاع ٌضوئيٌ, يمشي في أعماق البحار , ينتشر ُ في الفضاء وينكسرُ في الماء ْ.

وحياة الناس العادية هكذا هي أيضا ً, وهذا يعني أن الأحلام لها مقاييس عالمية .

إننا ونحن نحلم نكون فعلا ً في حالة شيزفرينيا , يعني فصام عقلاني , فُطِرَةْ عليها طبيعتنا الحيوانية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الرأسمالي الحيوان والمرأة الإشتراكية العادلة
- التعايش ُمع المقهورين 2
- القراءة بحاجة لإستثمار أوقات الفراغ
- وجه الشبه بين المرأة العربية والسيارة
- الفردية والجماعية في ضوء التطور , نسخة الكتاب النهائية , الط ...
- أحمد شوقي أمير الشعراء ,ماسح الأحذية
- ما فيش موضوع
- ما بدهمش يعملوا حفلة
- التعايشُ مع المقهورين1
- المسيحية في خدمة الإشتراكية
- ضيف بيده سيف
- الفساد الثقافي2
- ما هي وظيفة المخابرات في بعض الدول العربية ؟
- ما معنى أن تكون مثقفا أو مُثقفة ؟
- حين يصبح الأب أُما
- من هو المثقفُ؟
- أسطورة العشائرالممتدة الأردنية
- نشرة جوية يقدمها لكم : جهاد العلاونه
- وجه الشبه بين زوجتي والحكومة الأردنية 1
- 2600طريقة عربية للقمع والكراهية


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - كلُ شيءٍ يبدأ صغيراً ما عدى الأحلام فهي تبدأ كبيرة .