أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - وجه الشبه بين المرأة العربية والسيارة















المزيد.....

وجه الشبه بين المرأة العربية والسيارة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2579 - 2009 / 3 / 8 - 09:43
المحور: كتابات ساخرة
    


المرأة العربية تشبه السيارة التي يركبها صاحبها , فإذا تعبت السيارة يقوم بإصلاحها , وإذا لم تصلح باعها كقطع غيار أو تزوج عليها بسيارة أخرى يركبها ليلا ونهارا , وتكون مواصفاتها إقتصادية , وفحصها 4 جيد .
يعني المرأة والسيارة في بينهن وجه تطابق وهو : الركوب , الثنتين بنركبن .

وهنالك وجه إختلاف بسيط بين المرأة والسيارة , وهذا الإختلاف ليس كبيرا , بل هو بسيط جدا, بحيث من أراد أن يركب المرأة يركبها مباشرة وبدون مقدمات ثم يقوم بعملية الفتح , أما السيارة فهي تختلف عن المرأة لأن صاحبها يفتح الباب أولا قبل الركوب .

ولا تستغربوا ولا تستعجبوا يا أفنديه!!!, ففي عموم أرجاء الوطن العربي هنالك مثل يقول : السياره زيها زي المَره(الزوجه) ما بتنعارش للغريب.
يعني العربي ما بحب حدى ثاني يركب زوجته , وكذلك سيارته أيضا مثلها مثل زوجته , ما بحبش حدى ثاني يركبها .

على كل حال المرأة والسيارة لا يختلفان عن بعضهما في شيء , فالمرأة تريدُ من زوجها مصروفا يومياٌ , وكذلك السيارة تتطلبُ من صاحبها مصروفا يوميا .
وقديما كانت تُشبهُ المرأة بالفرسِ , وبالمُهرةِ , والزوجُ بالخيال , فكانت الناس حتى هذه اللحظة إذا أردوا أن يسألوا عن زوج المرأة يقولون : مين خيال هاي المُهره؟
وهذا يعني أن المرأة قبل المخترعات كانت تشبه بالحيوانات , وبعد المخترعات تشبه بالسيارات .
طبعاٌ مش كل النسوان طعمهن واحد , ولا كل السيارات ركبتهن زي بعض ...يعني مثلا إلراكب مرسيدس بنز 2006مثل الراكب مرسيدس قص 1976؟
-طبعاٌ لا .
عشان هيك الزوجه زيها زي السيارة إذا عتقت صاحبها خيالها بستبدلها بوحده أجدد.
طيب بدي أحكيلكم شغله صارت معاي أنا في المحكمة الشرعية :
إلتقيت بثلاث سيدات بدهن يرفعن قضية شقاق ونزاع على زوجهن الثلاثة ..وبإختصار للموضوع قلت لأول وحده :
إنت الزوجه الأولى, صح؟
وإنت الثانيه, صح؟
وإنت الثالثه ,صح؟
فقلن إنت ذكي كيف عرفت؟
- لالا أنا لا ذكي ولا زكي , بس المسأله واضحه زي عين الشمس ,إنت الأولى أكبر وحده سناٌ , وكذلك ألثانية , وأنت الثالثة أصغرهن سناُ , يعني مثلكن مثل السيارات , إنت السياره الأولى تزوجك سنة كذا وركب عليكي , وهذي السياره الثانية ركبها سنة كذا , وهذي السيارة الثالثة ركبها آخر موديل , والآن طلع موديل جديد , وفلوسه كثيره وهو الآن بده يركب آخر موديل , المسألة ليست بحاجة إلى الذكاء...ولا بدها إستدعاء المحقق كوربمو من محطة مولدي أفلام , ونجيب حمبوزه اللاوي بوزه هههههه ولا عزيزه الزيزه ههه.

وفي النهاية تؤخذُ السيارة التعبانة إلى المدينة الصناعية للتصليح فإذا صلحت , كان به , وإذا لم تصلح , يستبدلها صاحبها بسيارة أخرى.
وهنالك أيضاٌ وجه شَبهٍ كُبيرٍ بين السيارة والزوجة المُسلمة الطاهرة العفيفةُ وهذا الشبه هو :
- إذا مرض الزوج تقومُ المرأة بالصبر عليه , وإذا مات لا تتزوجُ عليه تمشيا مع مبدأ (من أجل الأولاد والعائلة) .
- والسيارة إذا مرض صاحبها لا تذهب السيارة إلى رجل آخر يركبها فهذه تعتبرُ سرقة أو خيانة .

ولم أرى في حياتي مسلما ملتزما بالإسلام وأصول الدين مثل هذا الجار المهذب الأخلاق والوديع , صاحب الوجه الملائكي ,عاشق السيارات الحديثة , فهو يمشي على سنة النبي محمد ودائما ما يتحلى بأخلاق النبي عليه السلام , ومنذ أن تزوج وهو يضربُ زوجته ضَرباٌ مُبرحاٌلأنها لا تمشي كسيارته التي يركبها , حتى تكاد أن يغمى عليها من شدة الضرب , وهو بهذا كلما ناقشته يقول أن الضرب للنساء وصية الرسول صلى الله عليه وسلم , فقلتُ له مرة :
-ولماذا لا تهجرها في المضاجع ؟
- قال هاي صعبه أبقدرش أنا أصبر عليها .
يعني ما بقدرش يمشي من غير سياره , وفي كثير من الناس هيك إعتادوا , إذا إعتادوا على السيارات ما بقدروش يمشوا على الأقدام .

ومرة قلتُ له : طيب يا زلمه حافظ عليها زي ما بتحافظ على سيارتك , ودهنها إدهان جديد فرنسي على الفرن, وشوف كيف بتصير .
فحكالي : أنا كندرتي إذا بتعتق ما بصلحها , برميها وبشتري وحده ثانيه .
فقلت بيني وبين نفسي :(يا حبيبي هذا تشبيه بلاغي حديث ) مستوحى من روح الإهانة .

طبعا جاري المسلم جدا يتخذ العنف ضد المرأة وصية وشعارا له بدعم محلي من شيخ الجامع الذي في حارتنا , وطبعا في كل حاره جامع أو إثنين أو ثلاثة على الأقل ومن المؤكذ أن بكل جامع مفتي عنيف كهذا المفتي الذي في الجامع , لذلك مجتمعنا الأردني به أكثر من مليون مفتي على هذه الشاكلة .

وكذلك لا ننسى أن المجتمع المحلي يدعم أيضا هذه الظاهرة ,وقلتُ له مرة : صدقني لو إنك كندره أو حفايه ما بجرها في إجري جر, ولو بجدل جدايل شعري بيض ,. ما بوخذ واحد مثلك , هذا مثلا لو أنني إمرأة ...وأتمنى لو أنني إمرأة , على شان أوريك شغل العوالم , أخ بس لو ...!!طبعا تشابكنا بالإيدي ورحنا مخافر وسين وجيم , ومحاكم ومن ثم إصطلحنا عشائريا .
المهم أن هذا الزوج الحقير تزوج زوجته سنة 1989م ومنذ أول إسبوع لها ضربها ضربا مبرحا حتى كادت البلدة كلها تفيقُ على صوت وأصوات الضرب , وكانت هي طبعا بدورها تقوم بعمليات إحتجاج مطالبة النجدة من الأهل والمجتمع المحلي , والأهل طبعا حتى يحفظوا كرامة إبنتهم كانوا دائما ما يلجأون إلى المحاكم لفض النزاع والشقاق بين الزوجين وطبعا الأهل يطالبون بالطلاق , أما الزوج والزوجة فكانوا يتراجعون عن الطلاق ويضعون اللوم على عائلة الزوجة وفي النهاية تعود الزوجة إلى عش الزوجية .
طبعا هو ليس عُشاٌ للزوجية بل سجناٌ للزوجية , تمارس به كافة أنواع العنف ضد المرأة والأطفال .
وبقريتنا في طاغي

بضرب مرته ليليهْ

وبعده بمارس العُنفْ

في فراش الزوجيهْ

يا يسوع خلصنا يارب

هللولي هللوليه ْ

إتأخرت علينا إكثير

إسلام ومسيحيهْ.

والمهم في الموضوع أن المشاكل تتكرر بينهم كل 6 ستة أشهر أو أقل من ذلك .
وفي كل مرة تقريبا نفس الإسطوانة , وتخرجت الزوجة من جامعة اليرموك , وكانت قد حصلت على تقدير جيد جدا , وعندما تخرجت كانت قد أنجبت تقريبا ما يقرب من 5بنات , جميلات كأمهن .
ومن المعروف جيدا أن المرأة إذا إقتربت من سن الثلاثين تبدأ لديها علامات الأمراض النفسية إذا كان لديها قابلية لذلك , وهذه المرأة من كثر الإحباطات والمشاكل الزوجية , كل هذه الأمور كانت بمثابة بيئة مناسبة للأمراض النفسية , وفعلا دب بها المرض النفسي أو عدة أمراض نفسية .
وأراد زوجها أن يطلقها أو يضربها فإختار على نهج الرسول , الضرب فكان يضربها لكي تكف عن الإكتئاب وشاهدته مرة في يوم عاصف شديد المطر يحملها بين يديه ويرميها في الشارع على جورة ماء .ولكن كانت الأمراض النفسية تزدادُ حدة وتطاولا .
ومن شدة الضرب أصبحت هذه الزوجة معتادة على الضرب , فلم تعد تهتم للضرب والمهم والأهم عندها هو : تربية الأولاد.
قالت لي مرة :
- أنا ماكنت بدي أتطلق على شان بناتي ما يعيشن بدون أب ...هسع بحكيلي إني صرت عار على أولاده .
- فقلت لها : والنتيجة كانت أنك أصبحت تعانين من أمراض نفسية جدا وفي النهاية تزوج زوجك عليك زوجة ثانية ...ويريد الآن التخلص منك بتهمة أنك عار على أبناءه, على شان يرضي الزوجه الوكاله إكثير .

- يعني شو بدي أعمل ؟...ولا إشي هيك وضع المرأة المهين في المجتمعات الإسلامية ...وهاي إرادة الله .
-لالا شو الله إنت الثانيه , إنت بتتصرفي هيك وبعدين بتصيري تحكي إرادة الله .

واليوم يقف زوجها على ناصية الطريق يريد أن يطلقها , تماما كالذي يقف على الطريق يريدُ أن يبيع سيارته العتيقة . بالرغم من أنه أراد أن يطلقها قبل 5 سنوات ولكن وظيفتها وما تحمله من راتب شهري يمنعانه من التخلي عن الراتب , يعني زي السيارة اللي بتجيبله دخل , ليش يبيعها طالما إنها بتجيب إفلوس ؟ صح كلامي ؟
وإذا تخلى عن الزوجة معنى ذلك أنه يتخلى عن الراتب .
وهو اليوم جاد جدا ويريد الطلاق النهائي ولديه الآن شعار عربي جذاب جدا وهو :
(جوزي وانا قويه واهلي وانا رميه)...يعني زي السياره , طالما ماشيه وكويس مليح , أما إذا تعبت شو بده فيها , والله العظيم ولأول مرة بحياتي أحلف , والله إنه صادق .
وهذا المثل يعني أن الزوجة طالما كانت بصحتها وعال العال وماشيه زي الساعه أو زي السياره , طالما كانت كذلك طالما كان الزوج بحاجتها , أما إذا مرضت أو إنتكست فإنه يتخلى عنها نهائيا , وبالتالي فأهلها هُم أولى بها منه .
وهذا هو الشعار الشعبي الوحيد الذي أسمعه دائما وأحاولُ البحث عن جذوره هو :(جوزي وانا قويه وإهلي وانا رميه).
طبعا هنالك في الحارة المجاورة إمرأة أخرى أو سيارة أخرى أصيبت بالسرطان فتزوج زوجها عليها بإمرأة أخرى , معها شهادة خلو من الأمراض , علما أن زوجته ما زالت في المستشفى أو بالتصليح , والأمثلة كثيرة , والمهم في الموضوع من عمق هذا المثل القائل زوجي وانا قويه واهلي وانا رميه ؟
هذا المثل أصبح ثقافة , متعارف عليها ولها علماء أصول دين وشريعة وفقه , ومؤرخين يستنبطون من التراث كثيرا من الحكايات لتتناسب مع طموحات الأزواج الأنذال .
هل هذه هي مواصفات الزوج المسلم : ضرب وعنف ..وحين تمرض الزوجة تصبح عارا على بناتها وأولادها , حتى أن إبنها يقول : كما يقول والده عن أمه , وأحيانا حين أخلو به يقول , بابا بكذب على ماما , صحيح هي مريضه بس مش بالصورة إللي بحكي فيها بابا .

أيضا في فروقات بين المرأة والسيارة , بس أحلى شيء أوجه التطابق.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفردية والجماعية في ضوء التطور , نسخة الكتاب النهائية , الط ...
- أحمد شوقي أمير الشعراء ,ماسح الأحذية
- ما فيش موضوع
- ما بدهمش يعملوا حفلة
- التعايشُ مع المقهورين1
- المسيحية في خدمة الإشتراكية
- ضيف بيده سيف
- الفساد الثقافي2
- ما هي وظيفة المخابرات في بعض الدول العربية ؟
- ما معنى أن تكون مثقفا أو مُثقفة ؟
- حين يصبح الأب أُما
- من هو المثقفُ؟
- أسطورة العشائرالممتدة الأردنية
- نشرة جوية يقدمها لكم : جهاد العلاونه
- وجه الشبه بين زوجتي والحكومة الأردنية 1
- 2600طريقة عربية للقمع والكراهية
- هزالة المتعلمين العرب وغير المتعلمين
- إمبراطورية الأميين
- قال يسار عربي قال!!!
- الحضارة هي القتل3


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - وجه الشبه بين المرأة العربية والسيارة