أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - أحمد شوقي أمير الشعراء ,ماسح الأحذية














المزيد.....

أحمد شوقي أمير الشعراء ,ماسح الأحذية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 08:29
المحور: الادب والفن
    


أمير الشعراء ..ماسح أحذية في قصور الملوك والخلفاء , وهو لا يختلفُ عن شخص أعرفه في بلدتي كلما مات أحد من الناس ذهب لأهله وقرأ عليه القرآن , وإذا لم يعطوه شيئا يطلبُ هو منهم حسنة وصدقة عن روح الميت , وهذا الشخص لا يختلفُ عن أحمد شوقي أمير الشعراء الذي كان يذهبُ لكل مأتم مادحا لقاء أن يعطوه مالا أو لقبا .

صدقوني لقد عاش أحمد شوقي ولم يكن يطمحُ بأن يكون أديبا عالميا بل كان كل طموحه أن يكون (باشا) أي ماسح أحذية وأخيرا حصل على هذا اللقب بعد أن مسح أكثر من 1000 حذاء في بلاط الملوك ...أمير العروض العربي والقوافي العربية يلبس على رأسه طربوشا ويمشي في الحارات وشوارع القاهرة يشحذُ من هنا وهناك متسولا متضرعا للباشوات لكي يلقوا إليه بالألقاب , ويلقي هو عليهم القصائد والأشعار .
ولو كنتُ أنا في زمانه لما قبلته عندي ناسخ ورق ولا حتى صديق وقت الضيق , ولو رأيتُ أحمد شوقي في زماني لرميته بالكندرة كما فعل منتصر العراقي مع بوش الإبن .

كيف بالأدباء العرب أن يقبلوا شاعرا بينهم مادحا لمصاصي الدماء وفاتحي النساء بالجملة والمُفرق ؟ كيف بالعرب يعدونه أميرا للقوافي والحروف والعروض وهم بنفس الوقت لديهم : نزار قباني والبياتي والجواهري ...إلخ .
إن إمارة شوقي للشعر العربي يجبُ أن تُسقطَ عنه في هذه الأيام لأننا اليوم أمام عصر جديد فيه فتوحات علمية جديدة لم يكن بها أحمد شوقي غير رجل متسكع في زوايا المترفين , والشعر والأدب والصحافة اليوم كله إنتقاد سلبي لحياة الماضي البعيدة , فلم يعد الشاعرُ الناجح مجرد مادح وماسح أحذية كأحمد شوقي , بل أن الشاعر الحقيقي هو الشاعر الذي ينتقدُ من كان أحمد شوقي يمسحُ الغبار عن أحذيتهم .
لقد حلت محل الباشوات اليوم باشوات غير مبجلة أخطاؤها أكثرُ بكثير من صوابها , والنقاد يعتمدون على كشف العيوب وخلع المزايا التي تحصنهم ضد العيوب والإنتقاد , وليس اليوم من أحد محصن أو مُرفعِ عن أقلالم الكتاب الأحرار.
إنتهى فعلا زمن الذين يدفعون للشعراء لكي يمتدحونهم وبدأ زمن جديد وفتوحات أدبية حديثة , يكتبُ بها الأديب والشاعر لنفسه وللجماهير وللشعب وليس للباشوات .

لقد كان مصرا أحد أعوان الخليفة الإسلامي ذات مرة على عدم السماح للعمال في الأسواق من شراء الزهور , وكان بإعتقاده أن خساسة العمال والشغيلة لا تسمحُ لهم بأن يمسكوا بالورود والزهور وهذه فقط للباشوات .
حتى أن الشعر كان كذلك , وبدل أن يكون أحمد شوقي أميرا للشعراء , يبجب أن يكون قبل كل هذا (ماسح أحذية )

صدقوني لم أكن أعرف الشاعر العربي الكبير أحمد شوقي حق المعرفة , ولكنني فوجئت بتفاهته حين أهداني أحد أصدقائي ديوان الشوقيات لأحمد شوقي , وإذا بهذا الشاعر مقرف جدا لدرجة أنني كدتُ أن أتقيأ من أشعاره وقصائده ومدائحه .

ولستُ أدري في الحقيقة كيف بهذا الشاعر المتكسب الإنتهازي , أن يصبح أميرا للقوافي الشعرية ؟
هذا ليس شاعرا !!!
ما قرأته في ديوان أحمد شوقي (الشوقيات) يصلحُ لأن يكون موضوعا إنشائيا لطلاب المراحل الإعدادية في المدارس , ويصل؛ أيضا لماسح أحذية السلاطين والباشوات .
إن شعر أحمد شوقي فيه كثير من الخردوات اللغوية , فكل أشعاره عبارة عن خردوات لغوية , وكل دواوينه أو إن صح التعبير 80% من أشعاره خردوات وأواني فخارية متكسرة بعضها على بعض .
أنظروا وإستمعوا ..أو إبدأوا بتقليب صفحات الديوان : قصيدة في مدح الباشا الفلاني ...قصيدة في رثاء الباشا الفلاني ...قصيدة في مولد أبن الباشا الفلاني ...وقصيدة أخرى عصماء في مدح الخيديوي يوم كذا وكذا .
وقصيدة أخرى في مدح إزعيط ومعيط ونطاط الحيط .

لقد كان الأدب أيام أحمد شوقي والشعر ومعانيهما تافهان فعلا , وكانت المواضيع الأدبية تطغى كثيرا على الصور الشعرية والجمل الشعرية , فيكفي أن تكون قصيدة عنوانها : مدح ورثاء الباشا أطال الله عمره , لنستنتج منها أنها تافهة جدا أكثر من الباشا نفسه .
أما ما بعد أحمد شوقي فإنهم هم وحدهم من يستحقُ أن يكون أميرا للشعراء وليس أحمد شوقي ولا حافظ إبراهيم , علما أن حافظ أبراهيم كان أفضل من أحمد شوقي أدبيا وسياسيا وإجتماعيا , غير أن أحمد شوقي كانت مناصبه السياسية ومركزه الإجتماعي ولسانه الأعوج يؤهلانه ليكونا أديبا وأميرا للعروض .

أحمد شوقي ماسح جوخ ..وهزاز ذنب ..مع أنني لا أنكرُ جماليات بعض قصائده المثيرة حقا ..ولكنه لا يصلحُ لعصر الديمقراطية , ولا يصلح لزمننا هذا في أي مهنة أخرى ما عدى مهنة ماسح أحذية وجوخ .
في زمن أحمد شوقي كانت الناس لا تشعرُ إلا بتفاهتها وأن الباشوات وحدهم هم البشر , حتى أنني سنعتُ قصة من رجلٍ طاعن في السن قال لي : في واحد كان يسمع بالباشا إكثير وكان بإعتقاده إنه هذا الباشا مش إنسان عادي أو طبيعي , كان يعتقدُ أنه فوق مستوى الجميع , ولكنه تفاجأ به حينما رآه , وإذا به يرى شخصا عاديا يمشي على قدمين ويأكل الطعام , فقال كنتُ أعتقدُ أن الباشا باشا وإذا بالباشا زلمه(رجل) وذهب قوله مثلا .

لقد كانت الحياة من حق الباشوات وهم وحدهم الأقوياء وكان التناسل من حقهم لوحدهم وكانوا وحدهم من يحصلُ على النساء الجميلات وكانوا لا يرون إمرأة إلا وحاولوا الحصول عليها , والأدب والشعر أيضا كان من حقهم لذلك جعلوا من أحمد شوقي ماسح أحذية , في بلاطهم يمدحهم ويمدح أبناءهم , لذلك قال نزار قباني بعد عصر أحمد شوقي :
"متى ياسيدي تفهم , بأني لستُ واحدة كغيري من خليلاتك .
ولا فتحا نسائيا يضافُ إلى فتوحاتك .
أيا متششقُ القدمين يا عبد إنفعالاتك .
ويامن يأكلُ الجذريُ منك الوجه والمعصم .
متى ياسيدي تفهم .
كهوف الليل في باريس قد قتلت مروآتك ."
إن هذه الفئة من السلاطين والتي يتحخدث عنها نزار قباني هي التي جعلت من شوقي ماسح أحذية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما فيش موضوع
- ما بدهمش يعملوا حفلة
- التعايشُ مع المقهورين1
- المسيحية في خدمة الإشتراكية
- ضيف بيده سيف
- الفساد الثقافي2
- ما هي وظيفة المخابرات في بعض الدول العربية ؟
- ما معنى أن تكون مثقفا أو مُثقفة ؟
- حين يصبح الأب أُما
- من هو المثقفُ؟
- أسطورة العشائرالممتدة الأردنية
- نشرة جوية يقدمها لكم : جهاد العلاونه
- وجه الشبه بين زوجتي والحكومة الأردنية 1
- 2600طريقة عربية للقمع والكراهية
- هزالة المتعلمين العرب وغير المتعلمين
- إمبراطورية الأميين
- قال يسار عربي قال!!!
- الحضارة هي القتل3
- الحضارة هي القتل 1
- نهاية الحضارة الإسلامية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - أحمد شوقي أمير الشعراء ,ماسح الأحذية