أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبتهال بليبل - الباب الشرقي .... سوق المشانق والظلام














المزيد.....

الباب الشرقي .... سوق المشانق والظلام


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إذن سيظلون ينظرون ألينا بالطريقة نفسها .... سوق من نوع خاص ، ذاك الذي يشكله مجموعة من الناس ، قوانين من نوع آخر ، محلاتهم تبيح لمالكيها كل شيء لبيعهُ ، واقفون بلا مقاعد ولا أبواب ولا حرمة ، و لهم حكومة خاصة بهم ، أنها أسواق بمكان واحد ولكن بلا مقر ، فالمقر موجود داخل ضمير أي من مواطنيها ...
المتسوقين كأنهم جمهورهاً ليسوا بمتفرجين حياديين بقدر ما لرأيهم من أهمية في تمشية سلع هذا السوق وإصدار الأحكام فيها ، ومن المطلوب منهم أن يتحمسوا ويتدخلوا ولن يأمر القاضي بإخراجهم أو منعهم من التدخل في أي شيء ، أما المشتري الحقيقي فهو دائماً متهماً ، ولن يقتاده أحداً إلى حضرة المحكمة مكبلاً ، وإنما سيظل متربعاً على كرسيه ، وكذلك بقية المتسوقين سواء أكانوا كباراً أم صغاراً ، سيتابعون أعمالهم حتى بعد أن يصدر الحكم عليهم بالإدانة ...
فسوق ( باب الشرقي ) متفرد بسمعتهُ النفاثة وشهرتهُ المرعبة حيث أنك أن حاولت الولوج إلى دروبه المتشعبة لوجدت ما لم تتوقعهُ من سلع محرمة و( كلبجات ) قنابل يدوية ورصاصات مختلفة الأحجام والأنواع ، وغيرها من الملابس العسكرية والأمنية بكافة الرتب ، وكل هذا ليس بالشيء الغريب أو الجديد ، فالشيء الغريب فعلا هو تلك العصا التي تدعى ( عصا الصاعقة الكهربائية ) وهي عبارة عن عصا في نهايتها إبرة واحدة أو أثنين يصعق بها الشخص المراد فتكون النتيجة أما إغمائه لبعض الوقت أو موته فحسب شدة الصعقة وهذا ما يتحكم بها حامل هذه العصا ..
أنهم يمارسون سلطة حقيقية ، ليفسحوا المجال لمن يرغب بشرائها أن يشكل محكمتهُ الخاصة والمنفصلة عن المكان والزمان والتي تتجاوز حدودهما إلى الأجيال وتتسع للعنف الإنساني ...
أنه هو الذي يحاكم الدولة والمجتمع وليس هي التي تحاكمهُ !!! ولأن الأداة في يدهُ ويبيعها بحرية متناهية الأبعاد ودون خوف أو وجل ، ولأن تفكيره ما زال حراً ومنفصلاً عن أوامرها الإدارية أو قراراتها القانونية والأمنية ، فأنه قادراً على أن يلطخ سمعة بلادهُ حينما تجرها المعادلات السياسية إلى اتخاذ تدابير تتناقض مع قوانينهم وحرياتهم المزعومة اللأنسانية ...
وحين تصدر الدولة أوامرها فمن واجب الشعب تنفيذها وخاصة فيما يتعلق بالقوانين الأمنية وتحريم ومنع مثل هذه الأمور وبلا مناقشة ... أن الشعب من هذه الزاوية كالموظف ، مطلوب منه أن ينفذ ، لا أن يخطط ويناقش ، ولا مطلوب منه أن يتخذ لنفسه محكمة منفصلة وقوانين أخرى ، فهنا صلب طبيعة عملهُ ، أن المفكر هو الذي يناقش فقط والمواطن يطرح مشاكلهُ عليه عن طريق الأعلام ليكون هناك صيغ وبروتوكولات واعية تخدم الجميع ، فالحرية هنا تكمن حقيقتها ، لكن !! مشكلتنا الأساسية هي أن كل منا لا يفهم دوره الحقيقي ، والكل يحاول أن يتخذ لنفسه الجانب الذي يريحهُ ويريح مصالحهُ ، وحتماً سيقولون ولما نحن فقط فالجميع يحدون نفس الطريقة والأسلوب ، أقول أن كنا نردد الجميع والجميع ، فنحن جزء من الجميع ، وعلينا أن نكون نحن أولاً ثم نفكر بالباقين ....
أنها مشانق تباع في الشوارع وبالذات في هذا السوق ( باب الشرقي ) ولو تعلمون بأي ثمن تباع ببخس الأثمان فباستطاعة الصبي الذي لم يبلغ عشر سنوات أن يقتني أي سلاح يرغب بحمله فسعر ( عصا الصاعقة الكهربائية ) لا يتعدى العشرين ألف دينار ...
أما التلاعب والغش فذلك مالا يمكننا الحديث عنه فهو متفشي كالسرطان بين الباعة فهم يقتنصون الفرصة لدخول أحدهم إلى هذا السوق ليهمز أحدهم للأخر عنه بطريقة كالشفرة تبين أنه زائر جديد لكي يتم إدخاله بعدة تجارب عسى أن يحصلوا على شيء منه ، وغيرها من طرق وعمليات النصب ليس فقط على المشتري بل على الجهات المعنية فتجد أحدهم يقف أمام ( جنبر ) لبيع الساعات اليدوية بينما هو في حقيقة الأمر يبيع الأسلحة بمختلف الأنواع والأثمان وعلى استعداد لتمويل جماعات وليس فرد واحد ، فالساعات المعروضة ما هي ألا واجهة لبيع الأسلحة ، والأدهى من ذلك أن لكل بائع واجهة شكل ونوع فالساعات توضح كشفرة لبيع الأسلحة وغيرها لبيع أمور أخرى ...
مشانق رمزية لن تتدلى من حبالها أجساد هامدة ، ولكن هل من الضروري أن تكون هنالك حبال ومشانق كي يكون هناك إعدام ؟؟؟
إعدام معنوي ، ولكن بأي حق ؟؟؟ بموجب أي قانون أخلاقي ودولي يدانون ؟؟؟ هل يدانون بتحريض الناس واستسهال العنف والقتل والتشتيت والضياع ؟؟؟ هل يدانون باستهتارهم للقوانين والمسؤوليات ؟؟؟
ففي بلادنا وبالذات في تلك البؤر ( فريق ) كفريق الكرة ، جعلوا من أجيالنا كرة لا يسددونها إلا في مصالحهم وعنفهم وأنانيتهم ، ليجرجروا أجيالنا نحو الفجيعة ...
يبدأ المواطن حياته بأكداس من القيم والمثل العليا والمبادئ والمقدسات والأهداف الكبيرة ، ليشعر أنه كبير بها ، لكنه بعد ذلك يطعن بظهره من فئة كبيرة كانت أم صغيرة ...
فهذه هي جولتنا في مدن وأسواق الظلام التي باتت أمام أعين الجميع وبمعرفة الجميع ، المطلوب ردم هذا السوق إذا كنا لا نستطيع السيطرة على تلك المافيات التي تحتلهُ ، المطلوب تنفيذ قوانين صارمة بحق كل من يتاجر بأرواح هذا الشعب الجريح ، المطلوب انتشالهم من بيننا فقد يأتي يوماً يصوبون هذه الأسلحة ألينا ، ولما نقول قد يأتي يوم !! ما قد كان وتذوقنا مرارتهُ .....



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيصنع المستقبل ؟؟؟
- الإنسانية محور وجودنا الأبدي
- لكل حدث حديث
- حقوق الإنسان ... الحلقة المفقودة
- اليوم ذاكرتنا مخدرة باليأس
- مظلمة للكاتب
- المرآة والأسطورة
- أيا من .. وشم روحي
- المرأة والأنتخابات
- هل ترغبين بأن أرشحك ؟؟؟ كم تدفعين ؟؟؟
- هل أنت سعيدة بضياعكِ
- أعدلني عن الميل نحوك
- هلوسة
- دعوة للمحبة
- ولاءهم وعداً بالكراهية لنا
- 2009عام المفاجآت الغير متوقعة من الشعوب العربية
- أحببتكَ وهماً وكم عشقت حياتي الأوهام
- ميتة تتظاهر بالحياة
- ثورة ضد التفرقة والفتنة سلاحُنا فيها الحب
- يا غزة يا قرينة وجعي الثالث ...


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبتهال بليبل - الباب الشرقي .... سوق المشانق والظلام