أحببتكَ وهماً وكم عشقت حياتي الأوهام

إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:14
المحور: الادب والفن
    

كم سيستغرق نومك ليلاً ليأتيك الفجر ؟؟ وأن آتاكَ هل ستصحو من ليلكَ ؟؟ وأن صحوت هل ستشعر بنوره أم أنكَ ستنهض مكبلاً وجهكَ نحو مداسكَ ؟؟ أيا من يبوح بما يخالجكَ من هموم وأوجاع على ذاك الشجن لتكتمل فيه مساحات حزنكَ ؟؟ أيا من يخرج فجركَ المكبل بالحرمان ، وروحكَ الممتدة بفراش ينهمر مطراً في رحلة عمر باردة ، فلا أنت ربان الزمان ولا أنت ملاحهُ ، فكيف وكيف لكَ من الغرق ؟ وسطح مركبك زلق وتملئه الثقوب .. لتمر أيام عمركَ المهاجرة كسحابة رمادية تبحث عن شاطئ ، و أحالني في سبات اللحظات أورق ، لو أن لي جناحين لحلقتُ بعيداً مع سحابة عمركَ المهاجرة بعيداً ، ابحث عن مساحة لي في قلبك لأجلس وأرتشف قهوة شوقي المُرة .. تتراقص ترانيمكَ الحزينة على معزوفة وجودي تمسح دمعة قديمة لتطرح دمعتين بدلاً منها ...وينتشلني الرحيل بسفينة أسطورية تُتقن مسارها ، تسرقني بخفة الابتعاد عنكَ لتصطدم بصخور جفاكَ وترجعني بالحنين إليك .. وها أنا أحتضن شوقي في كل حين من الوقت ، بحلم غريب يتجول من حولي ليستقر أخيراً في خاطري ، لأمدد حبال وجعي وأحاصره بها ، فتتكسر أجزائهُ ويتهاوى بناءها .. أنا الآن أراهن على خيبة أملي ، فقد طال الليل ومدد جسدهُ فوق انتظاري ولم يبرح من الوقوف عند خيوطي يلملم حروفي المنتحرة فوق تلك الوليمة المترفة التي تتقافز فوق الأيام والدهور في قلاع مهجورة ، وحارس الغياب يلتمس الأعذار لمن يسأل عنك من الحاضرين ؟؟ وكل الحاضرين يدخلون للسؤال عنكَ دون دعوة أو ميعاد ، ملامحهم متهالكة بتراتيل الفراق والألم ، تعانق ثلوج قدركَ مجبرة ، لترميها في جزيرة منفية من العالم ، جزيرة تضم الهالكين المبعدين من عدالة السماء ، نتلوا فيها دستور الأعمار المتسربة من بين أقدامنا ، لنعيش فيها حياةً أبدية أبعد ما تكون وأقرب ما تكون إلى الموت .. وها هو الموت أخيراً ، وها هي طقوسهُ كشوكة عجنت بمرارة مالحة ، بقسوة تطعنني بقسوة تضمدني بقسوة تبطش بي ، فيحسم أمري بتلك القسوة ولا تراجع لمواقفها ، ولا خيانة أو خلاص .. أعوام من تلك الأيام كأحجية صفراء سقطت من السماء ساعة الاحتضار ، تخبركَ بذكرى ميلادنا ، وساعة موتنا ، ليتجمد الهواء وتتساقط ثلوج الحروف مع هبوب صقيع نهايتنا ، وتضم حرف أسمي كقلادة في عنقكَ مكتوب عليها " أحببتكَ وهماً وكم عشقت حياتي الأوهام " ..

#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات