أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبتهال بليبل - ثورة ضد التفرقة والفتنة سلاحُنا فيها الحب















المزيد.....

ثورة ضد التفرقة والفتنة سلاحُنا فيها الحب


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مهما تمددت أنسجة الفتنة فوق تراب عراقنا ، ومهما حاولوا أن يمرقوا في ضلوع هويتنا كي تشكل وجهاً آخر ، وفتح سيول مياههم الآسنة لطمس معالمنا وملامحنا ، لن يستطيعوا لآن ملامحنا تأبى أن تغتسل بمائهم العفنة …
اليوم يعود سوق الضلالة ليبيع الفتنة ويفتح صدره لكل من يعرض إنسانيةُ وقيمهُ في ساحة العنف ، ليوقفوا فينا الحياة والحركة ...
دعونا ننظر أبعد من هذه الأحداث ونرجع إلى تلك اللحظات التاريخية التي جمعت أبناء العراق سنةً وشيعةً ومسيحاً وصابئةً ويزيداً ، بدأ الأمر كأنهم أسرة واحدة ، أذكر كيف كنا نذهب ليلة المولد النبوي إلى مسجد أبي حنيفة الكائن في الأعظمية ونحن نحمل ما نستطيع من قدور امتلأت بــ ( زرده النبي ) لنجلس هناك وعيوننا تعانق الحاضرين من أبناء شعبنا العراقي ( شيعة وسنة ) وكيف لي أن أنسى محرم وعاشور والملا لي والقارئات ، وشعائر محرم ورائحة كربلاء العبقة ، لم أذكر يوماً أن هناك طائفة سنية وأخرى شيعية ، ولا أعرف هل هناك من يؤمن بعلي وهناك من يؤمن بعمر ، اليوم أكتشفُ أن أبي شيعيُ وأمي سنيةُ ، أكتشف أن أخوالي سنة وأعمامي شيعة ، إذن وجب على أعمامي أن يقتلوا أخوالي ووجب على أخوالي أن يذبحوا أبنائي لأنهم شيعة وهكذا لنطمس هويتنا وننهي عرقنا ، وجَب علينا أن نهدم مساجد الله جميعها ، الشيعة يهدمون مساجد السنة ، والسنة يهدمون مساجد وحسينيات الشيعة ...
كنا نقرأ في طفولتنا أن أمرآة عربية حلت عليها مصيبة ونادت ( ومعتصماه ) ، اليوم من ننادي ولمن نصرخ ، وبما أن الفتنة تحاول بذر ثمارها مرة أخرى ، سأنادي ( وأسلاماه ) سأترك كل مذهب وطائفة وأصرخ يا أسلاماه .. يا دين الرحمة والتسامح ، هل لك يارب أن تبعثُ فينا محمداً ، هل لك يا رب أن تبعث فيها آل بيتهِ وأصحابهِ ، ليروا من دخل بيتنا ويحاول تدنيس هويتنا ...
يارب أنهم يدعون الإسلام والجهاد في سبيلك ويهدمون عتباتنا المقدسة ، يارب وما ذنب قرآنك يقفون عليه بأرجلهم النتنة ، وما ذنب علمائنا يقتلون ويشهر بهم ، هل يشعلون الفتنة من جديد ؟؟ لكن ، لم تجف دموعنا بعد يارب من تلك الأيام ولم تبرد دمائنا يارب ...
يا من توعون وتفهمون ما يدور وما بين يخطط لهدم وحدة هذا الشعب الصامد المظلوم ، أقدم إليكم هذه العبارات التي أرسلتها ألي نساء البصرة بالقول " وهاهي مرة أخرى تعود تلك المليشيات التي تعتاش على دماء العراقيين وتمزيق وحدتهم إلى هتك الحرمات والتعدي على المقدسات فهي لا تهتم لهذه المفاهيم المقدسة بل أن مليشيات القتل والتهجير والغصب والدمار لا تسمح لأي فرد أو جهة تسعى أو تدعوا أو تريد تحقيق الوحدة بين أبناء البلد ومكونات شعبه ولا تسمح بأي فرصة لذلك حيث تؤدها قبل أن تنشئ وتكبر فعادت هذه المليشيات لتهدم اليوم مسجد وحسينية الإمام السجاد عليه السلام في المحا ويل – محافظة الحلة - ولا ادري هل هدموها لأنها تدعوا إلى توحد أبناء العراق وقد امتلأت جدرانها بجميع صور العلماء فهي لا تفرق بين هذا وذاك ، أم لأنها جهود مشتركة من أبناء المنطقة رامية لعبادة الله وتوحيد الصفوف في حرمها ؟ أم لأن فيها طائفة من أتباع المرجعية التي دائما ودوما تدعو إلى توحد صفوف العراقيين مرجعية السيد الحسني دام ظله ؟ ولكن الأمر واضح لدى العراقيين الشرفاء حيث إن هذه الجهات المجرمة البغيضة المفسدة قد أرعبتها وحدة الصف والدعوة إلى وحدة الصف وتوحيد الكلمة نعم أرعبهم توحد الصفوف أرعبهم توادد العراقيين ودعوة الوحدة ولم الشمل فلذلك نراهم انهالوا على هذه الجهة الوطنية يستفزونها من هنا وهناك واغتصبوا المساجد والحسينيات فمسجد الناصرية ثم مسجد الشامية وأخيرا هدم مسجد وحسينية الإمام السجاد عليه السلام الذي احتضن جميع أبناء المرجعيات وصورهم الشريفة التي باتت ممزقة مهتوكة محزونة بيد الغاصبين المجرمين وكلمات ممزقة كانت بأحضان جدران مقدسة أضحت مهدومة متناثرة نعم للعراق نعم للوحدة نعم للمراجع كلا للاحتلال والفساد الإداري والمالي ....... يالها من كلمات وعبارات فاضت منها الدماء بين أشلاء ونثير الحجارة المقهورة المغصوبة المهدومة وكتب سماوية مقدسة مطهرة مباركة لم تحصل على حقها من وجوب احترامها وصون كرامتها وقدسيتها باتت ممزقة تحت أضراس الحجارة المتساقطة......... اليوم فرح الشيطان اليوم فرح أعداء العراق اليوم فرح من لا يريد الخير للعراق ووحدة شعبة وأمنه وسيادته اليوم فرحت قلوب المفسدين المجرمين اليوم فرحت تلك الجهات المجاورة والإقليمية وغيرها التي لا تريد الخير للعراق حيث زادها ومؤنه بقائها هو عدم توحد أبناء العراق واستقرار بلدهم.....
ولكن اليوم هل فرح النبي واله الأطهار ؟؟؟؟ أم أحزنهم ما يرون ؟ هل فرح المراجع الكرام ؟؟؟؟ أم حزنوا ؟؟ هل فرح أبناء العراق المساكين ؟؟؟ أم حزنوا وهم يرون كل هذه المآسي فبيوت الله بين مغصوب ومهدوم وكتابه العزيز القران الكريم ممزق بين أكوام الحجارة المكسرة بفعل التهديم ؟ وصور قادتنا وقدوتنا ومراجعنا مهتوكة ممزقة تحت الحجارة والتراب ؟؟ ومؤمنين قد طردوا من مكان صلاتهم وقلوب متلهفة إلى الجمع واللقاء بإخوانهم حرموا ملتقاهم ؟ وارض أضحت خربة خالية بعد أن كانت بيت من بيوت الله عز وجل ؟؟؟؟؟!"
اليوم أنا لا أدافع عن شيء معين ولا أكتب عن مجموعة أنتسب أليها ، وما هو معروف عني أنني أؤمن بوحدة أبناء شعبي من جميع الطوائف بعداً عن الدين والنسب أؤمن بوجود الإنسانية والأخلاق وجود العدالة والرحمة والتسامح ، أؤمن بقلبك يا بشر ، يكفيني وجعاً ، فقد ذقت المرارة وتهدم بيتي ، وعشت أنا وأطفالي كالأيتام بسبب تلك العصابات أو المجموعات الإرهابية ، وماذا حصل والى ماذا توصلوا ؟؟ هل غيروا شيء من معتقداتي وهل تغيرت ملامح هويتي ؟؟ نعم فعلاً غيروا أشياء كثيرة في قلبي ؟؟ غيروا القسوة فيه إلى رحمة ، وزرعوا انتمائي بذوراً تثمر زهوراً ومحبة على أرضهم المالحة ، بدأت بإرضاع أطفالي تلك الرحمة ، والأمل ، حتماً سيكبرون يوماً وسيذكرون أمهم التي دَست الحب فيهم ..
يا نساء العراق ، يا نساء العرب ، أناديكم من على هذه الصفحات الصماء أن تتحدن ولا تمنحن هؤلاء المجرمين يقيناً آخر وفرصة أخرى ، تذكرن أن الذي يوجع هو الغربة وفقدان الضنى ، لا تسمحن لأبنائكن تعاطي تلك السموم ، ولا تسمحن للغربة أن تعشش فينا ، فكم من آمراه ذاقت الوجع وحُرقتهُ ، وقمن لنقيم ثورة ضد التفرقة والفتنة ثورة سلاحنا فيها الحب وشعاراتنا ( نحن لها ) نعم نحن لها تلك الفتنة لسحقها تحت أقدام وحدتنا ...
اذكرن سيدة النساء وابنة رسول الله البتول ( زينب ) كيف جمعت الأمة الإسلامية بعد مصاب آل بيت رسول الله ، ها هي المرآة ، وهاهو عزمها ، فهي تستطيع دحر كل معتدي بقوة إيمانها وعزة نفسها ، حرٌضن أبنائكن على الصبر والرحمة واقتلن فتنة يحاولون إشعالها ...
الله أكبر .. ألله أكبر .. ألله أكبر يا ظلام ...أتركوا حجة الدين ، أتركوا حجة الإسلام ، الذي اتخذتموه سيفاً على رقاب المساكين الآمنين من هذا الشعب ، وكفاكم تعبثون بأرواحنا ودمائنا وسكينتنا غاية لمصالحكم ..
صبراً يا عراق صبراً ...
أتقدم بدعوة من هنا إلى جميع الشعب العراقي خاصة والعربي عامة أن ينتبهوا لما يحل بنا هنا في العراق الطاهر وهناك في باقي بقاع العالم ، أدعوكم وأنا التي لا أمتلك حولاً ولا قوة أن تكفوا وتكفوا ، فما بقي من العمر أن ينفك الوجع عنا ، وما بقي من الدمع مآقي تطرحها ، وما بقي في النفس هناء ولا راحة ...





#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا غزة يا قرينة وجعي الثالث ...
- لعبة الجروح
- دنياي
- سليلة الكهنة في الطقوس القديمة ... شجرة الميلاد .... وميض فر ...
- تحقيق /عالم المتسولين ....عندما تقسو القلوب وتتحجر المشاعروي ...
- التحرش بالفتيات سرطان اجتماعي وظاهرة خطيرة
- من على حدائق أبي نواس ملتقى كلواذى للثقافة والفنون خطوة رائد ...
- الحوار المتمدن شجاعة المواجهة والصدق مع الجميع ..
- تحقيق / ردود أفعال غاضبة .....على ( الموبايل ) من قبل إدارات ...
- نغمة ( المسكول ) !!! أحياناً تحدد ... ؟؟؟؟
- عندما يكون مرض الزوجة ... طريقاً لابغض الحلال عند الله
- تحقيق / لماذا يقبل شبابنا على تقاليع من هذا النوع/التاتو أخر ...
- أين مكرمة بطل عام 2008...لكمال الأجسام اللاعب ستار عطية
- في ذكرى وفاته يوم 17 تشرين الثاني عام 1949 /شاعر الأسى الروم ...
- الدولة المعنوية والعقلية
- نون النسوة
- لوحة الفنان الاسباني سلفادور دالي/ حرية الفكر وتخمة الأفكار ...
- الرؤيا الجدلية في لوحة الفنان التشكيلي حسين السلوان
- أنا كاتبة لا نجمة إعلان
- العنف وجذوره الجزء الخامس /نساء يجلدهن التخلف تحت غطاء زواج ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبتهال بليبل - ثورة ضد التفرقة والفتنة سلاحُنا فيها الحب