أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبتهال بليبل - الإنسانية محور وجودنا الأبدي














المزيد.....

الإنسانية محور وجودنا الأبدي


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2548 - 2009 / 2 / 5 - 10:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وكما قلت سابقاً وأقول أننا نعشق الحرية ولكن لا نعرفها ، ونعرف الوحدة ونجهل الذين نتحد معهم ، ونجهل كم الاتحاد معهم محتوم إذا أردنا البقاء ... سيدتي العربية أينما كنتِ أخاطبك ، أروي لكِ أمراً ـ إذا كانت هنالك حكمة يمكن تخليصها من قتل الأبرياء والذين أكثرهم أطفال ونساء باسم الجهاد وعلى حساب دماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم ، واستمرار الاستهانة بقوانين السماء وحقوق الإنسانية ، وتحويل مفهوم القتل والدمار لديهم إلى مفهوم الجهاد ... فإذا حاولت الاطلاع على حقيقتهم لوجدتهم لا يمتلكون أي صفة من ذلك ولأذهلتك ضحالة وضعهم وقدراتهم ومعلوماتهم عن مفهوم الإنسانية ، ولأذهلتك مفاهيمهم الوحشية ومعتقداتهم ...
وحين تكون المرآة هي الأداة فذلك شنيع ، فعندما تسيء استعمال غريزة الحب والعطاء وغريزة الاحتضان ، فهي بذلك لا تشكل ظاهرة بذاتها ، وإنما هي جزء من ظاهرة أعم وأشمل هي إساءة استعمال الإنسان لإنسانيته كلها ...
أن ذات المرآة هو جزء من إنسانيتها في الوجود ، وأن ما حصل لتلك المرأة المسماة سميرة أحمد جاسم ، الملقبة بـ"أم المؤمنين" والتي يعتقد أنها مسؤولة عن تجنيد أكثر من 80 امرأة لتنفيذ عمليات انتحارية في محافظتي بغداد وديالى، وعلى صلة بأكثر من 28 هجوماً بالمتفجرات ، ليس إلا نظرة محدودة وضيقة إلى المأساة الإنسانية الأبعد شمولاً ، أن قتل وتفجير المرآة نفسها ليس سبب شقاء هذا العالم ولا سبب حروبه التاريخية ولا سبب الجشع والقبح والبؤس الذي يغمر العالم ، ولكنه مجرد ظاهرة من الظواهر الكثيرة التي تعبر عن انحراف الفكر البشري وبالتالي شقائه ، أن وئد المرآة وجلدها أقل شراً في نظري من أن ترمي نفسها وهي مفخخة لتقتل عشرات من الأبرياء لا حول لهم ولا قوة ... وإذا كان لا بد من الاختيار بين وئد النساء ورجمهن على تفخيخ أنفسهن لاخترت الشر الأول ما دام هناك نساء بهذا الكون يحملن مثل هذه الأفكار !!! وربما اختلقت اختيارا ثالثاً .... ولكن ما هو هذا الخيار الثالث ؟؟ هل سيكون فيه الحل للمشكلة ؟؟
تستحضرني الآن دراسة طريفة كنت قد قراءتها سابقاً حول الثورة الروسية ـ تقول أن الشيوعية وجدت خصمها الأكبر في المرأة ، لان المرأة تكون ميالة بطبعها إلى أن تكون فرداً استهلاكياً يشجع الموضة وآخر صرعات العصر ، وحتماً أنا هنا لا أتحدث عن موضة الملابس والأزياء ولكن أتحدث عن طبيعة المرأة وبما أن العصر مودته الإرهاب والتفخيخ والقتل نجدها تحدو إلى كل جديد وتسير على مسارهُ ...
ورغم أن هذه النظرة في اعتقادي ضيقة الأفق وقاصرة وتحاول تجاهل حقائق أبعد غوراً في النفس البشرية ، ألا أنني أجد فيها بعض الحكمة لو قارنتها ببعض نساء اليوم ...
أن المرآة التي تنهج نهج الدمار والإرهاب والقتل ، لديها رغبة قوية للتفرد بذاتها ، فنجدها تعبر عنها بهذا الصدد ، فكل إنسان يظل فريداً بذاته وحتى أن جنح إلى الدمار .. وبذلك يتحول مفهوم بطولتها إلى انتصار رخيص للمرآة من أجل أثبات ذاتها ..
وبعد وهذا العالم الذي تنازعهُ قوتان ، الخير والشر ، فالأولى تحاول تطبيق قوانين العدالة الإلهية بتوحيد الفكر الصادق البناء وتعميم الحب الحقيقي في العطاء ، والثانية تحاول تحويل رغبتنا الإنسانية في الدمار أحياناً إلى سلع استهلاكية وأحياناً تحولنا إلى مهازل بهيمية ، وبين هاتين القوتين التي تتجاذباننا ، لا أعتقد أن على المرآة أن تختار ، بل يجب أيجاد حل آخر ينبع من أصالتنا وتاريخنا وحبنا للآخرين وبالذات حبنا واحترامنا لإنسانيتنا وخاصة في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا الحبيبة ....
ولذا رغم كل ما يحيط بنا من ظروف موضوعية مؤلمة قد تجرنا إلى اختيار النمطية كحل على كل الأصعدة ، تظل الإنسانية هي محور وجودنا الأبدي ...






#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل حدث حديث
- حقوق الإنسان ... الحلقة المفقودة
- اليوم ذاكرتنا مخدرة باليأس
- مظلمة للكاتب
- المرآة والأسطورة
- أيا من .. وشم روحي
- المرأة والأنتخابات
- هل ترغبين بأن أرشحك ؟؟؟ كم تدفعين ؟؟؟
- هل أنت سعيدة بضياعكِ
- أعدلني عن الميل نحوك
- هلوسة
- دعوة للمحبة
- ولاءهم وعداً بالكراهية لنا
- 2009عام المفاجآت الغير متوقعة من الشعوب العربية
- أحببتكَ وهماً وكم عشقت حياتي الأوهام
- ميتة تتظاهر بالحياة
- ثورة ضد التفرقة والفتنة سلاحُنا فيها الحب
- يا غزة يا قرينة وجعي الثالث ...
- لعبة الجروح
- دنياي


المزيد.....




- للمرة الأولى.. الدانمارك توسّع التجنيد الإجباري ليشمل النساء ...
- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبتهال بليبل - الإنسانية محور وجودنا الأبدي