أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري يوسف - الصراع الفلسطيني الاسرائيلي صراعٌ كوني















المزيد.....

الصراع الفلسطيني الاسرائيلي صراعٌ كوني


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 08:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


الشعب الفلسطيني .. الهوية والارض محور الصراع


"الأرض والوطن والهوية" هي العنوان الرئيسي للصراع الفلسطيني- الصهيوني . أن كل يوم من أيام هذا الصراع منذ بداياته حتى اليوم واسرائيل تحاول بكل الوسائل فصل الهوية الوطنية الفلسطينية عن الأرض والوطن. برأيك كيف يتم إنقاذ الهوية الفلسطينية من ضياع تسير إليه بسبب تغيرات دراماتيكية ومتسارعة دولية وإقليمية وفلسطينية داخلية؟ العرب اليوم تفتح باب الحوار حول الشعب الفلسطيني .. الهوية والأرض محور الصراع .

الكاتب والصحافي الأردني عادل محمود


ج. صبري يوسف:

الصراع الفلسطيني الاسرائيلي صراعٌ كوني، يرتكز على مصالح كونية عربية اقليمية سقيمة،

لا، ليست الأرض والوطن والهوية، العنوان الرئيسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، هناك عناوين ومحاور عديدة أخرى لا تقل حدّةً في الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، وهي أعمق بكثير من هذه الصراعات وهي التي أدَّت وستؤدّي إلى مزيدٍ من الصراعات والحروب، منها على سبيل المثال، صيغة وتفكير كل منهما تجاه الآخر!

فإسرائيل تعتبر هذه الرقعة الجغرافية التي تهيمن عليها هي أرض الميعاد، وعد بها الله نسل اسرائيل ولا يجوز التفريط بهذا الوعد الإلهي، وهي تعلم في قرارة نفسها انه وعد باطل ووهم لا أكثر، لهذا تسعى بشتَّى الطرق تحقيق وجودها على الأرض الموعودة، مستمدة قوتها من الغرب الذي زرعها ولهذا فقد حققت تفوقاً على الفلسطينيين والعرب جميعاً، من خلال دعم الغرب لها على كافة الأصعدة، لأن زرع اسرائيل في أرض فلسطين زرعٌ قائم على منهجٍ تجاري اقتصادي سياسي كوني، فيه تآمر غربي وشرقي وبه تشعبات وتفرعات لا يمكن حلها إلا بإعادة صياغة رؤى وتطلعات كلا الطرفين العربي والاسرائيلي من جديد، حيث من الواضح أن رؤى وتطلعات كليهما تصبان في طرق مسدودة وحروب مجنونة لا طائل منها.
والفلسطينيون لا يعتبرون فلسطين أرضهم فحسب منذ آلاف السنين بل هي كذلك في واقع الحال، كما يعلم الجميع، ويخطأ مَن يظن أن الصراع القائم بين اسرائيل وفلسطين ممكن حلَّه بالمفاوضات والسلام والحوار والقوانين الدولية، .. والخ، فهكذا صراع لا يمكن حله عبر ساسة وديبلوماسيين لا يفهموا أعماق السلام والوئام بين البشر ولا يحملون بين أجنحتهم جنوح السلام، بقدر ما يجنحون نحو المزيد من الحرب والعتمة والظلام، ولا يمكن حل هذا الصراع إلا عبر تغيير قناعات ونيات طرفي الصراع، ولا بدَّ من تغيير صيغة ومنهج تفكير كل واحد منهما تجاه الآخر، وهذا الأمر لا يتحقَّق لا بالمفاوضات ولا بالحوار الديبلوماسي ولا بالحروب ولا بالقوة ولا عن طريق هيئة الأمم ولا عن طريق أمريكا نفسها راعية السلام كما تزعم وكما يتخيل أو يتوهم البعض! لأن الصراع والتناحر العربي الاسرائيلي كما يبدو هو خارج عن إرادة اسرائيل والعرب معاً، وهو فوق طاقتيهما معاً، وقد دخل في متاهة وأروقة المصالح الدولية والعربية، وناجم عن كتلة من التشابكات التناحرية والغباء البشري المرتكز على الاقتصاد أكثر من التركيز على الإنسان كمخلوق سامي ونبيل، حيث تحوَّلت أنظار أكثر سياسات العالم إلى هذه القضية وقضايا عديدة أخرى مشابهة إلى حالة تجارية وصفقات ومصالح اقليمية وغربية وعالمية، وإلى تبادل أوراق مصلحية بين الأطراف الدولية والعربية والاقليمية وكل هذا على حساب دماء الأبرياء والفقراء العرب الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، وعلى حساب الرَّعب المعشش في قلب المواطن الاسرائيلي نفسه، لأن هناك توجّه كوني على تصوير المواطن الفلسطيني كأنه الرعب القادم والقنبلة الدائمية المفتوحة على رقاب كل مواطنيّ اسرائيل، فكل من الفلسطينيين والاسرائيليين يعيشون في حالة مرعبة، رعب مزدوج، وبرأيي أن كل اسرائيل والأراضي المحتلة والعالم العربي والغربي لا يعادل هذا الرعب الموغل في قلب المواطن الفلسطيني والاسرائيلي على حدٍّ سواء، ولا أظن أن هناك مواطناً على وجه الدنيا يريد أن تستمر الحروب في بلاده سنيناً وعقوداً، لا في اسرائيل ولا في الأراضي المحتلة، ولا في أي رقعة جغرافية أخرى من العالم، إلا إذا كان المواطن يعيش حالة مَرضيَّة زرعتها قياداته وإيديولوجيات قيادته المتحجِّرة حتى غدت كتلة جامدة تتحرك بدون مشاعر، ومن هنا أرى أن اسرائيل تتاجر بهذه الحالة القلقية المأزومة التي يعاني منها مواطنها، وهي التي صنعت هذه الحالة القلقيّة بالتنسيق مع الغرب وأحياناً تتناغم مع الشرق في بعض الجوانب المصلحية، وبرأيي القضية الخلافية لا يجوز أن تقود إلى كلِّ هذا الرعب وهذا الصراع وهذا الجنون الحربي، خاصَّة لو نظرنا إلى القضية وتبعاتها من منظورها الإنساني ككل، ولما تتركه من تبعات دمارية مشينة على الطرفين وعلى الكون برمّته.

والجميع يعرف أن تشكيل اسرائيل ككيان ما هو أكثر من حل لمشكلة أوربية، وقد حلَّها الغرب على حساب جماجم الشرق وأرض فلسطين والفلسطينيين، حتى ولو أدَّت النتائج إلى فتح باب الرعب في قلب المواطن الاسرائيلي.

السؤال المطروح إزاء هذه الحالة المشروخة، هل سيبقى الصِّراع مفتوحاً إلى أبد الآبدين؟!

الجواب نعم، طالما نيَّات الطرف الأقوى اسرائيل قائمة على استمرارية احتلال المزيد من الأرض الفلسطينية والعربية، واستمرارية الضغط والقمع الاسرائيلي على المواطن الفلسطيني، وهذا يعكس حالة عنف مضاد من الجانب الفلسطيني إلى أن وصل أصحاب بعض التيارات الفلسطينية إلى التفكير والتخطيط بإزالة اسرائيل من الوجود وإعادتها إلى أوربا من حيث جاءت، كي ترتاح من بلاءاتها وحروبها والدمار الذي يلحق بها كل يوم، وهكذا يكمن بين قطبي هذه المعادلة صراع مفتوح الأجل، لا حل له بين الطرفين بسهولة كما يخيل لبعض الساسة والمحللين والمتابعين، والسؤال المشروع، كيف سيغفو جفن المواطن الفلسطيني واسرائيل جاثمة على رقبته وروحه وكيانه ووجوده وحلمه ويومه وغده؟! وهكذا يرى هذا المواطن الفلسطيني المقموع في سماء أرضه وأهله وبيته أنه من الواجب عليه إزالة هذا الخطر ورميه في البحر، ولا أرى لا في المنظور القريب ولا في المنظور البعيد أيّ حل لهكذا رؤى تناحرية عقيمة من الجانبين، طالما لا يوجد هناك قوى ومنظمات دوليّة تضع حداً لهذا التناحر المفتوح، عبر قوانين مسنونة لهكذا نوع من الصراعات المفتوحة!

والحل يكمن في استنباط سَنّ قوانين تقرأ الواقع وتحلِّل وتحدِّدُ وتعدل في مستقبل الإنسان بشكل أعمق ممَّا تراه القوانين الدَّولية الشائخة حالياً، وغير العادلة على مدى قرون! ، بحيث أن تفكِّر كافة الجهات الدَّولية والعربية المعنية بهذا الأمر إعادة صياغة مناهجها وتوجهاتها وتفكيرها عبر سنِّ قوانين جديدة دولية عادلة وإنسانية تليق بإنسان اليوم، تجاه هذه القضية التناحرية الشائكة، وليس من منظور مصالح دولية ومحلية وإقليمية وسياسية واقتصادية، لأن مصالح الدول وسياسات الدول تأتي وتذهب وأمّا الإنسان فهو باقٍ على وجه الدنيا من خلال الأجيال المتوالدة تباعاً، ومن العار ونحن في القرن الحادي والعشرين نورث أجيالنا الكراهية والحروب والصراعات السخيفة التي تصب مصالحها في جيوب فئات سياسية ودول غربية وشرقية، ويدفع فاتورتها بشكل دائم الشعب الفقير المسكين، الذي لا حول له ولا قوة، فلا بارك في أيّ توجّه سياسي على وجه الدُّنيا لا يجنح نحو الخير والعدالة والحرية والمساواة، بعيداً عن الاستغلال والقتل والدمار، وقد حان الأوان كي يدخل القانون الدولي والمجتمع الدولي والدول العظمى والفقيرة والنامية على الخط، لصياغة وسنّ قوانين جديدة تناسب أبجديات العصر، وتخص النزاعات الاقليمية والدولية والدينية والسياسية الراهنة، وتضع حدّاً لهذه المهاترات والمتاجرات بدماء البشر، لأن هيئة الأمم وحق الفيتو، والدول العظمى والكثير من حقوق الإنسان ومنظمات العفو الدولية والقانون الدولي، تحتاج إلى تعديل بما يناسب حضارة العصر الآن، ومن العار أن تكون هناك مجموعة دول عظمى تتحكم بسياسة الكون برمته، والأكثر عاراً ان تستخدم دولة ما حق النقض/الفيتو في قضية كونية ولايحق لبقية الدول نقض الدولة الناقضة، هذا أسمه نفاق ودجل وارهاب يحميه قانون أعوج، واسمه مافيا منظمة دوليا تحت قانون دولي في غاية الاعوجاج، وهذا هو عين الإرهاب والقمع والاضطهاد، فإلى متى سيظل المواطن الفلسطيني يحمل حقيبته من مكان إلى آخر ومن دولة لأخرى ومن حي لآخر، ومن بيتٍ لآخر، يموت في حيّه وبيته وعلى قارعة الطريق على مرآى ومسمع العالم، وإلى متى سيرتعد المواطن الاسرائيلي ويرتدي الكمامات ويعبر الأقبية العميقة خوفاً من قنبلة أو صاروخ يسقط فوق سماء تل أبيت أو أية مدينة أخرى، معكراً صفو ليله الطويل، إلى متى سيبقى هذا الرُّعب معلقاً في قلوب البشر، إلى متى سينقسم البشر إلى دول مع ودول ضدّ، ولماذا هذا المع وهذا الضد؟! أليس عاراً أن يصنِّف البشر أنفسهم في هكذا خانات أقل ما نقول عنها انها خانات تصبُّ في بوابات الجحيم من كافّة الجهات! يا بشر يا ساسة يا كون يا قادة يا سادة يا فكر يا منهج يا رؤى، لماذا لا يتم التخطيط على مستوى سياسة كونية على سنِّ قوانين تحلُّ مشاكل الكون برمّته؟ وهذا الأمر يقع على مسؤولية الدُّول العظمى والنَّاهضة والفقيرة والنَّامية أيضاً، فها قد آن الأوان أن يسنَّ الإنسان الجديد قوانين جديدة ويحل مشاكل العصر ويسخّر وقتاً واقتصاداً لرفاهية الإنسان وحل مشاكل الإنسان البيئية والكونية ولاقتصادية والتنموية والجغرافية، فالموارد الاقتصادية تكفي للبشر كل البشر وتزيد، ومن حقِّ الجميع أن يتمتع بحياة هادئة، سوية، هنيئة، وطبيعية، بعيداً عن الحروب المجنونة، مسترخياً على ضفاف الأنهار معانقاً الهواء العليل في صباح باكر منتظراً عودة النوارس المهاجرة ليغني أغنية السَّلام المشبَّعة بالخير والوئام، أثناء هبوط الليل، أغنية صادحة منبعثة من ربوعِ الفرحِ المتناغمِ معَ إيقاعِ هديلِ اليمام!!!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى رئيس أمريكا الجديد باراك أوباما
- هل الرأسمالية بداية النهاية أم خلل اقتصادي عابر ؟
- حوار الأديان بين السياسة والإنسانية
- هل ينهى الكمبيوتر عصر الكتابة التقليدية؟
- الفساد
- ما هي مقوِّمات النهوض بتوزيع الكتاب في العالم العربي؟
- برأيك ما هي مقوِّمات نجاح الديمقراطية داخل الأحزاب العربية ؟ ...
- ستبقى روحُكِ معانقة جوانحي حتّى الأزلِ
- تنقّي أمّي حبّات الحنطة
- ضحكنا ثمّ عبرنا المروجِ
- أتوهُ في أعماقِ البراري
- شمسٌ حارقة تسلخُ جِلدَ الثَّورِ
- وجعٌ ينمو في رحيقِ الصَّباحِ
- زغردي يا روحي زغردي
- يعانقُ منجلي جبهةَ القمرِ
- أينَ سأخبِّئُ جموحَ الطُّموحِ؟!
- زنابقُ الرُّوحِ غافيةٌ فوقَ صحوةِ القلمِ
- بحيراتُ العمرِ مغروسةٌ بأعشابِ البراري
- خرافةُ التَّسويفِ تخرُّ فوقَ حدائقِ الحلمِ
- وئامُ البهائم أرقى من البشر


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري يوسف - الصراع الفلسطيني الاسرائيلي صراعٌ كوني