أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - ما هي مقوِّمات النهوض بتوزيع الكتاب في العالم العربي؟














المزيد.....

ما هي مقوِّمات النهوض بتوزيع الكتاب في العالم العربي؟


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2540 - 2009 / 1 / 28 - 05:56
المحور: الادب والفن
    


الكاتب والصحافي الأردني عادل محمود يتساءل عبر صحيفة العرب اليوم الأردنية التساؤل التَّالي:
ما هي مقوِّمات النُّهوض بتوزيع الكتاب في العالم العربي؟
ج ـ صبري يوسف:
برأيي من أهم مقوِّمات توزيع الكتاب في العالم العربي، هو تأسيس وبناء ثقافة نقيِّة صافية راقية خلاقة، لأنَّ الثقافة العربية هي ثقافة مبتورة من خاصرتها، بسبب الاختناق الكبير الذي يعاني منه المبدع الحقيقي، وبالتالي ينعكس على ما يظهر إلى النور، حيث الكثير ممَّا يظهر إلى النور من كتب تصبُّ في ثقافة مفصلة بحسب مقاسات الأنظمة الثقافية السياسية، لأن السياسة العربية هي سياسة فرض الثقافة الأحادية، ثقافة ما يناسبها حتى ولو كانت ثقافة هشَّة، ثقافة لا تحقِّق طموح المواطن/القارئ المتذوّق للثقافة المتفتحة الخلاقة، لهذا تتقلص ثقة القارئ بالكتاب وكأنه يعلم مسبقاً أن لا كتاب يروي غليله وإن وجِدَ كتابٌ هنا أو هناك يروي غليله فغالباً لا يسمع به، أو يكون غالياً جداً ممَّا يضطرُّ أن يقلب صفحته ولا يقرأه! أضف إلى هذا أن سياسة دور النشر هي سياسة ساطورية تجارية، لا تصبُّ بالهدف الثقافي، وهي بطريقة أو بأخرى تحت سلطة الرقيب السياسي، فهي في حيرة من أمرها، ناهيك عن كونها لا تحقق طموحات المبدع، فهي تنظر إلى المبدع كبقرة حلوب، فإن حلب لها كمية جيدة من الحليب تأخذه على محمل التجارة، وغالباً ما تنصب عليه، فتتصدَّع العلاقة ما بين المبدع ودور النشر، وكل هذا ينعكس على القارئ، فلا يصله الكتاب، والطريف بالأمر أن أفضل وألمع كاتب عربي لا يطبع بضعة آلاف نسخة، أي كل نصف مليون، أو ربع مليون مواطن له نسخة واحدة، فكيف ستصل هذه النسخ إلى ملايين القراء الذين ينتظرونها، وهكذا يجد نفسه القارئ، أنه لا يحتاج الكتاب طالما هو غير متوفر وإن توفَّر فهو غالٍ قياساً بمردوده الذي لا يكفي تغطية لقيمات الخبز، فكيف سيقرأ وهو يتضوَّر جوعاً؟!

من هذا المنطلق أرى من الضروري أن ننظر إلى القارئ/ المواطن نظرة إحترام، ونحرره من سطوة وساطور الغلاء، فهل من المعقول أن يشتري قارئ ما كتاباً بقيمة مئات الليرات وهو لا يملك قيمة صحن كباب؟! فالأولى به أن يشتري ثلاث وجبات لذيذة، ويضرب شراء الكتاب عرض الحائط!

لماذا أصلاً لا تؤمن كل دولة من دول العالم العربي الكتاب للقارئ عبر المكتبات الخاصة عبر الإعارة والمطالعة وعبر الشبكة الالكترونية، وهكذا أرى أن هناك جهود جبارة تنتهجها الأنظمة العربية لخلق مواطن جاهل، يهرب من القراءة ومن الكتاب ومن الثقافة، لأنه في حالة غير متوازنة مع عالمه كفرد، لأنه غير قادر على قيادة أسرة من نفرين! فكيف سيقود جمجمته التي تتسع لمئات الكتب ومئات بل ملايين الأفكار والرؤى؟!

فرنسا لوحدها تنشر أكثر من العالم العربي برمته من كتب سنوياً! وأحياناً تصل عدد النسخ لرواية جيدة ملايين النسخ، وهذا العدد غير وارد في قاموس العالم العربي حتى ولو حلمياً، ويبدو أن السياسي يغتاظ عندما يكون المبدع مشهوراً، لكنه لا يغيظه لو سخَّر الفضائيات ووسائل الاعلام الأخرى لمغنيات آخر زمن، جل مواهبهنَّ هو إبراز الجزء الطري من الإيقاع الأمامي الشامخ شموخ الجبال!

العالم العربي عالم أمِّي وجاهل، وهو يمرُّ في حالة عقم ثقافي، لأن المواطن لا يهمه القراءة ولا يهمه الكتاب ولايهمه سوى الهروب من واقعه لهذا ترى ملايين المواطنين على الدور ينتظرون فيزا خروج من عالمهم قاصدين دنيا الغرب، فلماذا يترك المواطن العربي شمسه وشرقه وأرضه وبيته وأهله ومسقط رأسه وتاريخ ذكرياته ويفكر ليل نهار بعبور البحار بحثاً عن الحرية ولقمة الخبز وبحثاً عن راحة وهدوء بعيداً عن الحروب والفقر والتناقضات والتناحرات والصراعات المريرة والعقيمة، حيث يجد نفسه محاصراً بألف عقدة وعقدة، فيجد نفسه أنه ولد في زمن غير زمنه وفي وطنٍ غير وطنه وفي واقع غير واقعه وفي أرض غير أرضه، فيبحث مرغماً عن طريقة ما يخرج عبرها من جلده، لعله ينام ما تبقى من عمره مرتاحاً بعيداً عن صراعات آخر زمن!

الكتاب، بالنسبة للقارئ/المواطن العربي هو نكتة، لأنه لا يعبر عنه ولا يترجم همومه أصلاً، الناشر في أزمة، لأنه في قلب الأزمة، أزمة أنظمة غير منظّمة!

وزارات الثقافة العربية ليس لها علاقة بالثقافة الخلاقة، الرقابة تقضي على الإبداع، والحديث يطول، يطول للغاية!

وأرى أن العالم العربي يمرُّ في عصر أشبه ما يكون بالعصر الحجري، فهل من المعقول أن يفكر السياسي أو الكاتب أو الفنان أو القائد السياسي أو المواطن العادي، بأن فلان شيعي وسنّي ومسيحي ومسلم وكردي ودرزي وتركماني وقيقاني وبناء على هذا التقسيم العقيم يتم بناء الدولة والرؤى والدساتير، فهكذا رؤى لا يمكن أن تبني أكثر من قرى فاشلة لها مخاتير فاشلين، فكيف ستبني دولة كعراقة العراق، بلد الحضارات، أقدم حضارة في الكون؟!

كيف سيثق المواطن/ القارئ اللبيب بهكذا حالة سقيمة وعقيمة وبهكذا رؤى تقود إلى هاويات التحجُّر الفكري وإلى بوابات الجحيم! وهاكم العراق مثال حي لما أقول ومن قبله لبنان وغيرهما كثير من العالم العربي!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برأيك ما هي مقوِّمات نجاح الديمقراطية داخل الأحزاب العربية ؟ ...
- ستبقى روحُكِ معانقة جوانحي حتّى الأزلِ
- تنقّي أمّي حبّات الحنطة
- ضحكنا ثمّ عبرنا المروجِ
- أتوهُ في أعماقِ البراري
- شمسٌ حارقة تسلخُ جِلدَ الثَّورِ
- وجعٌ ينمو في رحيقِ الصَّباحِ
- زغردي يا روحي زغردي
- يعانقُ منجلي جبهةَ القمرِ
- أينَ سأخبِّئُ جموحَ الطُّموحِ؟!
- زنابقُ الرُّوحِ غافيةٌ فوقَ صحوةِ القلمِ
- بحيراتُ العمرِ مغروسةٌ بأعشابِ البراري
- خرافةُ التَّسويفِ تخرُّ فوقَ حدائقِ الحلمِ
- وئامُ البهائم أرقى من البشر
- وردةٌ على شفاهِ طفلٍ
- كلكامش آتٍ لا محال
- غائصٌ في مروجِ القصيدة
- دماءُ الأطفالِ النَّديّة
- تبرعمَ في عمقِ الوهادِ عشبةُ الخلاص
- غافياً على أركانِ القصائد


المزيد.....




- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - ما هي مقوِّمات النهوض بتوزيع الكتاب في العالم العربي؟