أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - المصري المستنزف














المزيد.....

المصري المستنزف


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2548 - 2009 / 2 / 5 - 10:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


البرامج التليفزيونية التي تحمل شد وجذب بين أفكار ورؤى مختلفة تثير انتباهي بشكل غير عادي لأن تأثيرها الإيجابي على عقلي يمتد لساعات وأحياناً لما هو أطول إذ تمنحني أفكار أستمتع بتفنيدها ومناقشة تفاصيلها مع من هم حولي من أصدقاء وزملاء عمل.

بالأمس كنت أشاهد حواراً مطولاً مع د. أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي حول التغييرات التي طرأت على الشخصية المصرية،وحاولت المذيعة أن تحدد من خلال إجابات ضيفها الأستاذ المرموق الأسباب التي جعلت المصري أقل انتماءاً وإيجابية وأكثر حزناً وبالفعل أوضح عكاشة لها أن النتائج السلبية التي نتلمسها جميعاً في صورة سلوكيات مرضية في الشخصية المصرية راجعة لجملة من الأسباب يمكن إجمالها في كلمتين"الشعور بالاستنزاف" بمعنى أن المواطن المصري أصبح يشعر بأنه دائماً مستنزف ومستهلك نفسياً وبدنياً وفي شتى المناحي وهذا الشعور ولد لديه حالة من عدم الاكتراث بأي قيمة أو معنى ولهذا تحولت ساعات حياته لشيء لا يحمل أي قيمة واضحة لأنه لم يعد إنسان بل أله تدور في عجلة مصنع كبير جداً.

حقيقة تعبير د. عكاشة غاية في الدقة والروعة معاً ففعلياً جميعاً أصبحنا مستنزفين نلهث ونجري للحصول على فرصة حياة في مجتمع لا يضع معايير محددة لفرصة المختلفة، وإنما يتركك هكذا تتطاحن وتستنزف حتى تصبح وحشاً كاسراً له أنياب حادة لا يتحقق البقاء إلا من خلالها وحدها،في العمل يعيش المصري الاستنزاف النفسي وليس الإبداع حيث يصبح الهدف الأول في أي مجال عمل للعاملين به أن يزيحوا من طريقهم الآخرين ليحققوا فرصة تواجد،في الحياة الاستنزاف يظل مستمر بقوة حيث تتصارع القوى المتباينة على جذب الفرد لها دون منح فرصة للاختبار لهذا الفرد وهكذا نعيش داخل حلقة موتنا تلك محطمين مستنزفين شاعرين بخيبة الأمل غير قادرين على السعادة أو الفرح بشكل حقيقي مهما حققنا ما يمكن أن نسميه إنجازات الاستنزاف.

منذ فترة ليست بالبعيدة سألت زميل لي كان عائداً من أجازة قصيرة بإحدى الدول الأوربية عن ماهية شعوره لعودته لمصر فأجاب بابتسامة باهته"لا أشعر بالأسف لكوني في مصر ولكنني أشعر ببعض الحزن لأن البشر هناك-في الدولة الأوربية- يعيشون ثقافة الحياة ونحن هنا نعيش ثقافة الموت" حديثه صادق وعميق هذا الزميل وأتفق معه لكن ألا يجب أن يحاسب من قتلنا وحولنا كبشر لمجموعة ألآت ميتة بلا روح؟ أظن يجب المحاسبة والتاريخ سيحاسب من ساهم في دفعنا لنتائج حاضرنا الميت هذا لأنه لايترك الظواهر الخاصة بلا تعقيب قاسي منه.



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميكروفونات أخطر من السلاح
- البلاغة العصرية واللغة العربية للراحل سلامة موسى
- أهالي بني غني
- قلوب خضراء وأخرى عامرة بالسواد
- متى سندخل جنينة الأسماك؟
- الكشح ...هل مازالت الحقيقة الغائبة؟
- رشيدة داتي.. ونقاش ساخن
- كلمات تشعرني بعمق الحب
- كتاب -الثورات- للراحل -سلامة موسى-
- العلاج السيكولوجي
- نحو مزيد من العشش
- الأرمن والغرب والإسلام... جناة وضحايا ومتهمون
- عم محمود وأستاذ أحمد
- مأساة شابين
- عرض كتاب -عصا الحكيم- ل -توفيق الحكيم-
- أنه يحبني أليس كذلك؟
- في الوقت الضائع- للراحل توفيق الحكيم
- مكتئبات بدعوى الأمومة
- عرض كتاب أحاديث إلى الشباب للراحل سلامة موسى
- حوار مع بائعة متجولة


المزيد.....




- قبل زوالها.. مصور يوثق إطلالة تحبس الأنفاس من قمة جبل في سلط ...
- ليست ذكاءً اصطناعيًا.. لقطات آسرة من مسابقة المصور الجوي الد ...
- ماكرون في بريطانيا: عناوين تهكمية في الصحف المحافظة بسبب اله ...
- أبو عبيدة -يحذر- من احتجاز جنود إسرائيليين جدد في غزة، و ويت ...
- شاهد: إسبانيا.. سكان سابوسيدو يصارعون الخيول البرية في تقليد ...
- في خضمّ المحادثات من أجل هدنة في غزة.. الجيش الإسرائيلي يقتل ...
- مقتل 5 جنود إسرائيليين بكمين لكتائب القسام في شمال قطاع غزة. ...
- أمريكا تفرض رسوما إضافية على كبار شركائها الموردين ودول مصدر ...
- نزع سلاح حزب الله: -رضا لا يُصدّق تجاه الرد اللبناني-.. ما س ...
- نتنياهو: الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان مع دول أخرى بشأن م ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - المصري المستنزف