أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سامح عوده - أي نوع من الإعلام نريد ..(..؟!..)..















المزيد.....

أي نوع من الإعلام نريد ..(..؟!..)..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 01:46
المحور: الصحافة والاعلام
    


كثر اللغط والجدل حول دور الإعلام في حياة الشعوب سواء كان ايجابياً أم سلبياً، وبالتأكيد اجتاحت وسائل الإعلام عالمنا من أوسع الأبواب، لذلك فقد شرعنا الأبواب لها دون أن نفكر ما هو التأثير الايجابي أو السلبي لها علينا كمجتمعات عربية لها ثقافتها الخاصة وتقاليدها التي بدأت تتخلى عنها ولو تدريجياً أمام ما تنقله وسائل الإعلام المختلفة من مشاهد فاضحة، وتعرٍ ..

بعد ثورة تكنولوجيا المعلومات التي بدأت بعد اتساع نطاق استخدام الشبكة العنكبوتية وتخمة القنوات الفضائية التي أصبحت منتشرة في معظم عواصمنا العربية، هناك العديد من القنوات الفضائية الجديدة تحت البث التجريبي لتكون جاهزة للبث الرسمي بعد فترة قصيرة ، وعندما نمعن في أسمائها وفي مضمونها تجد أنها لا تخدم إلا أصحاب الكروش..!! من أصحاب الذمم الخراب، وتجار المال الذين لا يسعون إلا للربح السريع، من الخطأ التعميم فهناك قسم منها يحاول أن يغطي ولو جزءاً من الهم العربي وتفاصيل الحياة اليومية للمواطن العربي، بل وتوجه الأنظار إلى معاناته، ولكنها إذا ما قورنت بما تنشره أو تبثه تكنولوجيا المعلومات فهي قليلة جداً، على صعيد القنوات الفضائية تجاوز عدد القنوات الفضائية ألـ ( 600 ) قناة، منها مئة على الأقل تختص بهز الوسط وأغاني الواوا ..!! وأكثر من عشرة تختص بالسحر والشعوذة، وأخرى طائفية تخدم طوائف محددة وإذا أمعنت أكثر وأكثر في المشهد الإعلامي العربي ستجد العجب العجاب..!! وستصاب بالغثيان مما يبث، وفي النهاية إذا ما حاولت تصنيف المهم منها والذي يخدم تطلعات الأسرة العربية والمسلمة فلن يتجاوز عددها الـ ( مئة ) قناة، وهذا الرقم قد يذهل القارئ إذا ما أجرى نسبة وتناسب مع عددها الإجمالي .

ظهرت ثورة قنوات بلا حدود فتجاوزت الحدود وعبرت هواءنا، بالتأكيد مهما حاولنا أن نمنعها فلن نستطيع، فهي تتسلل إلى بيوتنا شئنا أم أبينا ودون رقيب ، فيها الضار وفيها النافع ، وهذه مسالة ذوق كيف تصنف الضار والنافع تتبع التربية والانتماء والمزاج الشخصي، تكنولوجيا الإعلام الفضائي وهي الأكثر تأثيراً كونها أصبحت سهلة الاقتناء عبر الأطباق اللاقطة المنتشرة على أسطح منازلنا، أو من خلال مواقع الشبكة التي بدأت تبث بثاً مباشراً من خلالها، هذه الطفرة الإعلامية شكلت منذ ظهورها قفزة نوعية على صعيد التأثير المباشر في الحياة الثقافية للجمهور العربي ، وبصرف النظر عن ماهية المادة الإعلامية المقدمة فقد شكلت ثقافة لدى شرائح واسعة في مجتمعنا العربي ، سواء كانت تلك الثقافة ايجابية أم سلبية ، فكل مشاهد له رؤياه الخاصة وتقيمه الخاص، بالنظر إلى إجمالي الوجبات الإعلامية فيما يقدم عبر قنواتنا الفضائية ، نلاحظ إن القضايا الساخنة والحياتية للمواطن العربي مغيبة ، ولا تناقش بموضوعية ، هذا إذا ما قورن بإجمالي ما يبث .

بالأمس كان العدوان " الصهيو- أمريكي " على قطاع غزة، إذا قام الصهاينة باستخدام كل الأسلحة المحرمة دولياً، بدءاً من القنابل العنقودية وانتهاءً بالفسفور الأبيض المحرم دولياً، باعتقادي أن الصورة لم تغب عن أذهاننا، فما زالت الجثث تحت ركام الموت تنتظر من يبادرُ إلى دفنها، وفي كل يوم يقوم الجيش الإسرائيلي بمجازر بشعة على ارض الفلسطينية، من قتل للمواطنين ، ونهب لأرضهم ، وتدمير وتخريب كل ما هو كائن على تلك الأرض ، ومع ما تناقلته وسائل الإعلام العربية المرئي والمسموع منها وحتى المقروء كم تحتل هذه المناظر التراجيدية المحزنة من إجمالي ما يقدم للمواطن العربي في المساحة الإعلامية العربية اليومية؟ أكاد أجزم بأنها قليلة جداً إذا ما قورنت في المشهد الإعلامي العام.

ولم يكن الموضوع الفلسطيني وحده المهمل في الإعلام العربي، فهناك قضايا عربية ساخنة لا تقل أهميةً عن الموضوع الفلسطيني، العراق، ولبنان ، والسودان ، والصومال وأحداث سياسية أخرى كثيرة في عالمنا الجريح، وهناك قضايا أخرى ذات أهمية ثقافية واجتماعية في كافة مناحي الحياة لا يتم الإشارة لها ولو على شكل خبر على شريط الأخبار كالأمية، والفقر، والبطالة، وهجرة العقول، وقوارب الموت، وغيرها مما تعصف باركان بنائنا الاجتماعي العربي، كان أولى على الإعلام العربي أن يقف أمامها وقفة جدية ، يتعامل معها بموضوعية بعيدا عن المزاج الشخصي ، ولا يمر عليها مر الكرام ، تبعا لسياسة الدولة التي يبث على أراضيها ..!!

بات من الضروري الوقوف مع الذات قليلاً اليوم قبل الغد، وقراءة الواقع الإعلامي العربي بإمعان أكثر، كما هو بحلاوته ومرارته بعيداً عن التبرير الغير مقنع، إذ أن حالة العبث بالمؤسسة الإعلامية العربية يجب أن تتوقف، فإبقاء النافذة مفتوحة على العبث لن يدخل إلا العبث إلى بيوتنا، وسيفرغنا من محتوانا بحيث نصبح كعلبة مشروب غازي إذا ما افرغت مما فيها تداس بالنعال أو تلقى في حاويات القمامة ..!! ولذلك أصبحت الحاجة ملحة لتقيم الواقع الإعلامي العربي، ووضع خطة إعلامية شاملة يتشرك في صياغتها الرسمي وغير الرسمي بحيث تتوافق ورؤانا الواقعية، والاهم أيضاً تشكيل مجلس إعلامي عربي موحد يقف جاداً عند مسؤوليته، بحيث يساهم في رسم سياسة إعلامية واضحة للنهوض بمجتمعنا العربي وقضاياه العادلة ، مع الاستعانة بالكفاءات الإعلامية العربية صاحبة الخبرة والكفاءة، المغيبة خارج أوطانها والتي قدمت للغرب الكثير في مؤسساته الأكاديمية والإعلامية .

الجميع على قناعة أن الأمة العربية لم تستطع أن تحقق الوحدة على غرار الاتحاد الأوربي سياسيا واقتصاديا، وفضلت أن تكون شعوب وقبائل مفككة رغم عوامل التجانس والتشابه فيما بينها، ولان عوامل الوحدة بالمفهوم السياسي غير متوفرة الآن فلنحقق تلك الوحدة في المجال الإعلامي، بحيث نجمع على حزمة من القضايا التي تهم مجتمعاتنا، ونوجه أقلامنا وعدسات كاميراتنا إليها، بحيث نبتعد عن الاجتهادات والفتاوى الإعلامية التي في أغلب الأحيان تفرغ الموضوع من محتواه، إننا نريد وسائل إعلام متنوعة ترتقي بالعقل العربي وترفع من مستواه بعيداً عن ثقافة السيقان المكشوفة وهز النواعم ..!!







#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جيوس الى غزة..(..2..)..
- مروان البرغوثي .. سلمت يمناكَ ..(..!!..)..
- رسائل إلى أطفال غزة ..(..!!..)..
- من جيوس إلى غزة ..(..!!..)..
- كفاكم تباكياً على أوجاعنا ..(..!!..)..
- فإما نكون .. وإما نكون ..(..!!..)..
- مقابلة مع الدكتور زاهر الجوهر حنني ( أدب المعتقلات )
- صباح الخير جيوس ..(..!!..)..
- لِنُضِئْ شَمّعَةً خَيرٌ مِنْ أنّ نَلّعَنَ الظَلاَمْ ..(..!!. ...
- حينما يكون العزل إجبارياً ..(..!!..)..
- حنين ..(..!!..)..
- لله يا محسنين وطن ..( .. !! ..)..
- عندما كنتُ حماراً ..(..!!..)..
- نهركِ .. العذب ..(..!!..)..
- طفولة مُزّمِنةْ - قراءة في مجموعة ناصر الريماوي القصصية ..(. ...
- دلال المغربي أسطورة لن تنسى ..(..!!..)..
- الشهداء .. يرحلون إلى الجنة وتبقى ذكراهم خالدة فينا ...!!
- كامل نصيرات ( والمقال .. ) .. الصباحي الساخر..(..!!..)
- ستون عاماً نموت
- .. (..!!..)..شخابيط


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سامح عوده - أي نوع من الإعلام نريد ..(..؟!..)..