أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - فإما نكون .. وإما نكون ..(..!!..)..














المزيد.....

فإما نكون .. وإما نكون ..(..!!..)..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 03:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم أخطئ البتة عندما حذفت ألـ " لا " النافية من العنوان، لأخالف المقولة الشهيرة التي رددناها دائماً " فإما نكون أو لا نكون " لانني رأيتها العبارة الانسب التي تليق بنا كفلسطينيين، فنحن الفلسطينيين خلقنا لنكون أشجاراً في أرضنا، نحرسها، نحميها بماء العيون، تلك العبارة جذبتني حد الشغف، مازال صداها يشعل فتيل ذاكرتي، حتى التهبت المشاعرُ، بدأت أرددها وبلا توقف، كأنها أغنيةٌ تصدح في وجه فجر نقي، صوتها الطاغي بعنفوانه يكسرُ كل سلاسل الصمت، ليذهب السكون خارجاً، ويبقى للشفاه النشيد.


هذه العبارةُ قيلت في استقبال رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض أثناء زيارته محافظة قلقيلية قبل أيام، وتحديداً في بلدة جيوس شرق قلقيلية، ليشاهد ما فعله الاحتلال من دمار، لم يأتِ خالي اليدين، جاء حاملاً في جعبته عددا من المشاريع الحيوية للمنطقة، فالناس ملت عبارات المواساة، والبكاء على الأطلال، والمواطن المسكين المغلوب على أمره يحتاجُ إلى يدين اثنتين الأولى تقاوم وتساند، والأخرى تقدمُ كل ما في استطاعتها من مقومات الصمود، بعيداً عن الشعاراتية الفارغة..!!



جيوس البلدة الفلسطينية التي ترنو عينيها إلى الساحل، فلا تكبو عند الغسق، فحمرة السماء يجعلها في حالة توحد مع ذاك الساحل الغربي المغتصب الحزين، بالتأكيد إنها تنتظرُ الوعد الرباني بأن الأرض باقية إلى يوم الدين، لم تستطع جدران العزل ولا سرطانات الاستيطان أن تسلبها وجهها الكنعاني الجميل، جيوس التي سميت بهذا الاسم لأنها قهرت الجيوش والعسكر وبقيت قلعةً حصينة كما هي، زال كل المتربصون بها وبقيت هي وجها كنعانيا جميلا ذا هوية فلسطينية أصيلة.



وللأمانة فالعبارة رددها الأستاذ غسان "أبا زياد" فإما نكون .. وإما نكون وزاد من بعده الدكتور سلام وسوف نكون، أبو زياد الذي درسني في بداية حياتي الدراسية، مرت أعوام ودارت سنون كأنها اللحظة، فبقي الطالب يحفظ عن ظهر قلب ما يقوله الأستاذ، وهذه سنتنا نحن الفلسطينيين، حفظنا الدرس جيداً، فما عاد يعنينا عسكرهم ولا جندهم ولا بطشهم، حفظنا وعن ظهر قلب كيف نكون أوفياء للأرض، ولشيء مغروس ٌ فينا اسم " وطن " لأنها رسالةُ الحق ورّثها السلف إلى الخلف ، مؤمنون بالوعد بأن هذا الخطأ التاريخي وجود احتلال على أرضنا يجب أن يمسح من أجندة التاريخ، وأن الله لا يخلفُ وعده، فقط هو الاختبار الحقيقي لنا كمؤمنين.



في هذه البلدة التي ما يلبث أن ينتهي المصلون من أداء صلاة الجمعة حتى يذهب الصغار، والكبار، والشيوخ، والنساءُ إلى بوبات جدار الفصل العنصري الذي يطوق البلدة ككماشة، يعلنون رفضهم له .. مطالبين بإزالته، مشادات كلامية، ومطاردات في أزقة القرية وحاراتها، لتبدأ المعركة الحقيقية فيشتعل سماء البلدة رصاصاً، وغازاً مدمعاً، ربما أدمن المواطنون هناك تلك الحالة فقد نضب الدمعُ وجفت المقل على ما ضاع من أرض..!!

في بداية الثمانينيات من القرن الماضي أقيمت على أرضهم مستوطنة " تسوفيم " التي نهبت أكثر من ألف دونم، ومع بداية العام 2002 م " تم عزل 8600 دونم ومعها ستة آبار ارتوازية " أرض تسمى المروج مزروعة بما لذ وطاب، بيارات وكروم، وزرع ظل شاهداً أن يدي الفلسطيني هي من أبدعت فكان الزرع يشير إلى درب صاحبه.



يحاول الإسرائيليون وعلى شكل نكتة هزيلة، فارغة المضمون، جوفاء..!! تخدير مشاعر الناس بتعديل مسار الجدار ليعيد للبلدة " 800 دونم لكنهم في الوقت نفسه سيدمرون 470 دونم أخرى بعد تعديل مسار الجدار من جديد، لأن عرضه سيكون سبعين متراً " يتلوى كأفعى تلج إلى صحراء خاوية، لذلك فقد أوغلت جرفات الاحتلال باقتلاع أشجار الزيتون الرومي ، هذا عدى عن خلق واقع جديد هي البوبات التي يمارسُ الاحتلال عليها طقوساً من الإذلال ، فالاحتلال يحاول وبكل الطرق أن يمنع المزارعين من فلاحة أرضهم عبر خلق حاجز طبيعي بين الأرض والناس، هم لا يدركون أن هذا التواصل روحاني أزلي، فحتى وان افلحوا مرةً واحدة في ذلك ، فآلاف القلوب مزروعة هناك لن يستطيع كل طغيان الأرض أن يقتلعها من هناك.. هناك حيث الماء والزرع وما تبقى من الروح ..!!



كنت وقبل أيام قد كتبتُ مقالاً عن البلدة نفسها، سألني بعض الكتاب والأصدقاء، لماذا كتبت عن جيوس الآن؟! لم أستغرب السؤال وقلت : بأنني قد زرت البلدة وشاركتُ في جزء من فعالياتها، الأهم من ذلك أن في البلدة حالة نضالية متقدمة يجب أن يقدم كل الدعم والمساندة لها مادياً ومعنوياً، رسمياً وشعبياً، وإذا ما قدم العون بسخاء للبلدة فإن فعالياتها الوطنية ومواطنيها سوف يبدعون في خلق " بلعين " أخرى، - وبلعين بلدة فلسطينية تقع غرب رام الله هي الآن محط أنظار العالم ووسائل الإعلام العالمية لما يقدمه المواطن فيها من استبسال - في البلدة كثير من مقومات الصمود، وكثير من النضوج في الرؤى وسعة الأفق بين الرسمي والشعبي من جهة، والمواطن الذي يشاركُ في صناعة القرار من جهة أخرى، فإقرار وتوجيه ففعاليات البلدة تتخذ وبالتشاور بعد اجتماع عام يتفق فيه على الشكل والمضمون، وهذا الأمر الذي أكسبها الديمومة والاستمرار بهذا الزخم .



في النهاية المواطن والمسؤولون في البلدة لا يفكرون بما يهبط العزيمة وينهكها، إنههم لا يتخيلون مستقبلهم بدون أرض ومع وجود جدار فصل عنصري، عيونهم إلى السماء شاخصةً لرب السماء أن يثبتهم على أرضهم، حناجرهم تصدح بقصائد يرتلونها ترتيلا، فصارت أهازيجهم في أتراحهم وأفراحهم " هنا سوف نبقى.. نحقنُ هذا التراب دماء، لينبتَ لوزاً، ورجالاً، وعشقا، .. هنا باقون نجوع ونعرى، نحب ونشقى، اتخذنا القرار الأخير، هنا سوف نبقى ، فإما نكون .. واما نكون .. وسوف نكون " .. لأنه ما من حل لهم إلا أن يكونوا، وهم على ذلك ثابتون حتى يبزغَ فجر يحملُ بين طياته الحرية والاستقلال ..!!



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع الدكتور زاهر الجوهر حنني ( أدب المعتقلات )
- صباح الخير جيوس ..(..!!..)..
- لِنُضِئْ شَمّعَةً خَيرٌ مِنْ أنّ نَلّعَنَ الظَلاَمْ ..(..!!. ...
- حينما يكون العزل إجبارياً ..(..!!..)..
- حنين ..(..!!..)..
- لله يا محسنين وطن ..( .. !! ..)..
- عندما كنتُ حماراً ..(..!!..)..
- نهركِ .. العذب ..(..!!..)..
- طفولة مُزّمِنةْ - قراءة في مجموعة ناصر الريماوي القصصية ..(. ...
- دلال المغربي أسطورة لن تنسى ..(..!!..)..
- الشهداء .. يرحلون إلى الجنة وتبقى ذكراهم خالدة فينا ...!!
- كامل نصيرات ( والمقال .. ) .. الصباحي الساخر..(..!!..)
- ستون عاماً نموت
- .. (..!!..)..شخابيط
- لا بد للقيد أن ينكسر .. (..!!..) ..
- قراءة في قصيدة -مروان- للشاعر د. متوكل طه..
- يزرعنهم أشجاراً .. ويودعنهم شهداء
- آمنة منى .. والقانون الدولي الإنساني المنسي..(..!!..)..
- غرباء ..(..!!..)..
- غرباء .. (..!!.)..


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - فإما نكون .. وإما نكون ..(..!!..)..