أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سامح عوده - يزرعنهم أشجاراً .. ويودعنهم شهداء














المزيد.....

يزرعنهم أشجاراً .. ويودعنهم شهداء


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 02:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صورة من عطاءات المرأة الفلسطينية في عيد الأم

عبر تاريخ طويل من المعاناة للشعب الفلسطيني ، تجلت خلاله إبداعات المرأة الفلسطينية وتضحياتها في سبيل وطنها .. وفي سبيل الأرض الطاهرة التي تعيش عليها ، ابتداءً من معاناة النكبة الفلسطينية عام 1948، والسنوات الصعبة في المخيمات والمنافي، وحتى الانتفاضة الثانية _ انتفاضة الأقصى_ وليس انتهاءً بهذا الحصار الخانق الحالي الذي يتعرض له شعبنا في الضفة وغزة .

لقد أثبتت المرأة الفلسطينية على مدار هذا التاريخ من الألم والمعاناة أنها قادرة على تحدي الصعاب مهما كانت ليس في البيت وحده ولا حتى العمل بل بخوض معركة النضال جنبا الى جنب مع الرجل ، وهي رقم صعب في معادلة النضال الطويل ، فكان التحاقها بالعمل النضالي منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية ، وقد شهدت المعتقلات الصهيونيه على بأس المرأة في تحدي قيود السجان .
ما تزال المرأة الفلسطينية تُثبت يوماً بعد يوم أنها تشكل حالةً نضالية متقدمة في تاريخ القضية الفلسطينية ، فمنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية نحو العمل المقاوم، لم تتوانَ المرأه الفلسطينية تقديم نفسها رخيصةً فداءً لوطنها الغالي ، فكانت أسماء عديدة من المناضلات الفلسطينيات ممن سطّرن أروع ملاحم البطولة بدمائهن وأجسادهن الطاهرة ، فعلمن المحتل ما لم يفهمِ .
وفي انتفاضة الأقصى المباركة ظهرت المرأة الفلسطينية من جديد وألقت بكل ما أوتيت من قوة في الانخراط فيها ، التي قدم الفلسطينيون قوافل من الشهداء والاستشهاديات ، فوقفت المرأة الفلسطينية إلى جانب الرجل في العمل الجهادي المقاوم ، لكن هذه المرة بالأحزمة المفخخة التي يزين بها أجسادهن عوضاً عن القلائد والمجوهرات التي تزين أجساد فتيات اليوم .
وقد تعددت ادوار المرأة الفلسطينية حيث حظيت بمكانة خاصة داخل أسرتها بفعل نضال طويل، وتراث متراكم من الفعالية القيادية، والسيرة النضالية الحافلة بالعطاء والإنتاج ، ففي حالة غياب الأب نتيجة للاعتقال او الاستشهاد تشكل المرأة الفلسطينية الرافد الأساس للاسره حيث تتعدد أدوارها من إعالة الأسرة الى تربية الأبناء وإخراجهم للمجتمع قاده قادرين على تحمل المسؤولية التاريخية التي يجب عليهم أن يحملوها .. في ظلِ احتلالٍ بغيضٍ يسرق الأرض ويهتك العرض ، فهل تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الطوفان الجارف الذي يجتاح وطنها ؟
لقد تجلت إبداعاتها في كل شيء حيث أثبتت أنها قادرة على فعل الأمور الصعبة على الرجال ، حتى لو كان الموت الذي يخافه البشر .. فقد أدارت دفة الحياة عبر هذا التاريخ من العطاء بحنكة ودراية دون كللٍ او مللٍ او تعب من تحمل هذه الأعباء الثقيلة التي تعجز عن تحملها الجبال.. فقد اعتبرت ( دينمو ) الحياة ومحركها ، ومنظمها الرئيس سواء في التربية أم في الإنتاج أم في الحقل السياسي الذي عج بالرموز النسائية البارزة ، التي واكبت مجريات الأحداث على الساحة الفلسطينية حيث كان لها لمساتها الواضحة في تاريخ القضية الفلسطينية ..
ففي الوقت الذي تنشغل فيه نساء العالم في مواكبة أحدث موضى الأزياء ، وتزين أنفسهن بأحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا التجميل ومستحضراته ،.. ومواد الزينة التي بدأت تغزونا من كل الاتجاهات ، عبر الشركات العالمية .. وللأسف الأمريكية والاسرائيليه منها !! حيث تجني المليارات من أموال شعوبنا دون أن ندري إلى أي جيوب تذهب هذه الأموال ، وإيجاد أحدث طريقه للروجيم.. والرياضة النسائية والبحث عن الخادمة الأفضل في التعامل مع ( الاتيكيت( ، والسفر والسياحة .. وما إلى ذلك من وسائل الرفاهية التي نعرفها .
هنا في فلسطين تنشغل الفلسطينيات في إنجاب الأبناء وتربيتهم بما يتناسب وطبيعة الحياة في فلسطين - وهنا لا اقصد ان المرأة في باقي بقاع الأرض لم تحسن التربية _ بل إن طبيعة الحياة ومجرياتها في فلسطين تلقى بظلالها على حياة المرأة وواقعها فتجعلها أكثر استجابة للظروف ومستجداتها ، لذلك كان لازماً عليها ان تتحمل مناظر الدم والخراب الذي تمارسه آلة الاحتلال المجنونة على هذه الأرض الطاهرة ، لتدنس ما تبقى من طهارة وقدسية وتاريخ ما يزال شاهداً على صمودها وعنفوانها الأسطوري ، أمام هذا المنظر البشع تجد المرأة الفلسطينية صلبةً كالصخر قويةً كالفولاذ تتحمل الفاجعة تلو الفاجعه والمصيبة تلو المصيبة .
فالمرأة الفلسطينية وأمام طبيعة الحياة وقسوتها .. تربي أطفالها حتى يصبحوا أشجاراً واقفة تنتصب في عنان السماء ، جذورهم في الأرض راسخة ً كأشجار الزيتون ، يصمدون في وجه الرياح والأعاصير فلا ينحنون إلا لله ، يموتون واقفين كما هي الأشجار، تسقيهم من ماء البطولة وتطعمهم من زاد التضحية ، حتى يكونوا أهلاً للمسؤولية التي أوكلت إليهم .. وهي الموت في سبيل الوطن .. والاستشهاد في سبيل قضيتهم العادلة .

لذلك ومع إشراقة كل صباح تجد الأمهات الفلسطينيات ينشغلن في توديع فلذات أكبادهن ، وفي تشييع جثامينهم الى الآخرة حيث دار الخلود في الجنة ، أو في البحث عن ما تبقى من أطلال منازلهن المدمرة لإعادة بنائها وإعمارها من جديد .. بالرغم من الصعاب التي تواجههن الا أن الصعاب تهون أمام ذلك الهدف المقدس حتى تستمر الحياة ويزرعن أشجاراً جديدة تحمي الأرض وتحافظ عليها .



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آمنة منى .. والقانون الدولي الإنساني المنسي..(..!!..)..
- غرباء ..(..!!..)..
- غرباء .. (..!!.)..
- امرأة لا تشبه النساء...
- فيروز .. الظاهرة الإنسانية التي لن تتكرر .. ( .. !! .. ) ..
- أغنيات .. تحت .. ( المطر ّ .. ) .. ( !! ) .. ( الجزء الثاني ...
- ملائكة خلف القضبان .. ( .. !! .. ) ..
- أغنيات تحت المطر .. ( الجزء الاول .. ) ..
- عن عنتر قاهر الموت .. وحكاية عشق .. !!
- نقطة ضوء على تصريحات .. ( جون .. بوغارد .. )
- جعجعة .. مواطن ( الأسعار .. نار .. ) .. !!
- الاشجار تموت واقفه .. !!
- الصورة في صباحات زياد جيوسي
- فصل امني ام فصل عنصري ؟
- الحب يطلُ من شرفةٍ عاليةٍ
- المغتصبه !!
- بوس الواوا !!
- شموع منتصف الليل
- أصل فكرة حقوق الإنسان وإطارها الفلسفي
- هل حقا القدس عروس عروبتنا ؟


المزيد.....




- بنغلاديش.. مظاهرة حاشدة رفضا لتقرير حكومي يمنح المرأة حقوقا ...
- يسرى صيداني: القوّة تُؤخذ لا تُعطى
- جوزفين زغيب: الإعلام شريك في إبعاد النساء عن مراكز صنع القرا ...
- بين الغارات الإسرائيلية والاقتتال الداخلي: مشهد معقد في الجن ...
- انفجرت بيدها.. مقتل امرأة كانت تحاول تفجير بنك على ما يبدو ف ...
- مسلسل -لام شمسية- يثير جدلا كبيرا في مصر حول قضية العنف الجن ...
- اليونان.. مقتل امرأة بانفجار عبوة ناسفة (صور)
- خرم سلطان: من هي -أقوى- امرأة في التاريخ العثماني؟
- أبرزها الزواج من 20 سنه!.. قانون الزواج الجديد في الجزائر 20 ...
- المزيد من الفتيات يرغبن في دراسة التكنولوجيا


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سامح عوده - يزرعنهم أشجاراً .. ويودعنهم شهداء