أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - لله يا محسنين وطن ..( .. !! ..)..














المزيد.....

لله يا محسنين وطن ..( .. !! ..)..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 04:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


في المشهد الفلسطيني وأمام تصارع الأحداث هناك الكثير مما يمكنُ أن يقال، لان الهم الجاثم على الصدور كسر فينا كل شيء حتى العزيمة التي تهز الجبال أصابها الوهن فنُخر العظمُ، وتحولت القيم النبيلة إلى سلة مهملات ٍ نتنة الرائحة، هذا المشهد بكل تعقيداته جعلنا نتجاوز كل الخطوط الحمراء، والصفراء، فأصابنا عمى الألوان لا نبصرُ إلا السواد، ولون الدم الذي قلنا عنه يوما " الدم الفلسطيني خط أحمر "، أمام حرب الأخوة المتصارعة على حبة قمح عفنة، نخرتها السوسة، واستوطنها الخراب، فلا هي تسدُ الرمقَ ولا تخزن ليوم ٍ نجوع فيه، لقد جعلنا الصراع والتبعية لأجندات المنطقة جرحى في العراء نتسول وطناً داخل الوطن، بعد أن كنا في وطننا نفاخر الأمم به رغم َ الاحتلال الجاثم على الصدور، وطن كانت فيه الألفة ووحدة الدم هما الهدف، والتعايش بين كافة ألوان الطيف الفلسطيني غاية في الانسجام والتوافق رغم اختلاف الايدولوجيات وتعدد الحزبيات ..

تسارعت الأحداث في لحظة ككرة ثلج تدحرجت من قمة ٍ عالية لنجد ان شعبنا وقضيتنا في مهب الريح، رماداً تناثرته الرياح في صحراء الوجع وكلنا يلهث ُ وراء سراب ليس له في ارض الواقع وجوداً، في لحظة وكأنها ساعة الصفر قد ساقت جيوشها إلى الحافة التي تريد..!! فوجدنا منظراً من السفالة، والحقارة، قد طوقنا دون أن نشعر به، فوجدت البلاد والعباد أسيرة في قبضة " حزب اللحى والبدلات الأنيقة " ..!! يقتلون الوطن وأبنائه باسم الوطن، ويدّعون أن تحرير الوطن لا يكون إلا بإراقة الدم واستباحة البيوت وقصف الآمنين بالصواريخ والرشاشات الثقيلة،كأنه يوم النحر..!! وأن أصحاب اللحى ممن فتحت عليهم " مزاريب " المال المشبوه، وحقائب الأنفاق النتنة، وأكوام الدولارات المهربة كي يُقتلُ بها الأبرياء ويروع بها الآمنون في بيوتهم ..

لا زلت مذهولاً أمام بشاعة منظر القتل بدم بارد، ربما لأننا لم نألف هذه المشاهدة المخلة بقيمنا وثقافتنا وتاريخنا النظيف، فمن أي حظيرة يأتون بهذه الفتاوى؟ ومن أين يأتون بهذا السلوك الحيواني ؟! أتراها الحيونةُ سلوكاً يمكن للبشر أن يكتسبوه بالمعاشرة حينما يتتلمذون في " زرائب " المخابرات العربية..!! تلك اللحى التي كانت تنعت شهدائنا الذين سقطوا في حربنا مع الاحتلال " أكياس بطاطا " ، وكثيرٌ من الأوصاف التي يندى لها الجبين تعجزُ القلم النظيفُ عن كتابتها حتى لا يكتسب صفات الحيونة التي هم اكتسبوها ..

في وطننا المذبوح باسم فئة ضالة ٍ خارجةٍ عن الإجماع ظنت إن اللحية والبدلات الأنيقة سوف تجملها في عيون البسطاء، وأن قنوات التلفزة التي تعملُ على إيقاظ الفتنة النائمة في جحرها، المدفوع ٌ عليها من أموال النفط ستجعلهم نجوماً تتلألأ في سماء الوطن، اليس أصحاب تلك القنوات ومن ينفقون عليها ممن ولدوا من رحم الأم الأمريكية ؟! أم أن الخيانة مسموحٌ بها على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة ؟! ..


كذباً يدعون أن اسرئيل خرجت من ارض ِ غزةَ بلا عودة، فهي خرجت بعد أن عرفت النتائج مسبقاً، أن هناك في وطننا المذبوح قرباناً للشيطان من سيذبحون الوطن ألف مرةٍ ومرة، وهم سيفعلون ما عجزت إسرائيل عن فعله، بخنجرهم المسموم سيطعنون الوطن والمواطنُ في الخاصرة، لقد أدركت إسرائيل مسبقاً ما سيحدث ولذلك استعجلت الرحيل تمهيداً لذبح آت ٍ لا مفرٍ، فكان الذبحُ " كرنفالاً " قدم للاحتلال على طبقٍ من ذهب، ليشربوا أنخابهم من دمنا، وليسكبوا من غبطتهم على جرحنا النزف ظلماً..

ولان الحالة َ الفلسطينية وصلت إلى مرحلة كسر العظم فان الكل مطالبٌ بالوقوف عند مسؤوليته التاريخية، لان الوطن ليس دمية في يد طفل ٍ يرميها متى يشاءُ، يظن الافاكون بان الوطن ثوباً مفصلاً على مقاسهم، وان ( بهرجات ) الإعلام الذي يصبُ الزيت على النار من شأنها أن تجعلهم أبطالاً في وجه الوطن، أيها الوطن الجريح بفجورهم بربكَ تمرد عليهم، ارمهم في الجحيم من أشاعوا في الأرض الفساد فاستباحوا دمنا وتركونا على الأرصفة الباردة عراةً، نستجدي الدفء والحنان من صدر وطن كان الادفأ دائماً، وهو الذي ضم تحت جناحيه جميع أبنائه، وقبل فوات الأوان نحن مطالبون بأن نستفيق من كبوتنا التي أوغلنا في سباتها، وقبل أن يعشش الحقد في صدورنا، فنلهث وراء الأمم كي نكون لاجئون على أرضها حفاةً عراة نستجدي منهم الرحمة والعطفَ، حالنا الخيبة، والهوان نتسول منهم " لله يا مجسنين وطن " ..!!



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كنتُ حماراً ..(..!!..)..
- نهركِ .. العذب ..(..!!..)..
- طفولة مُزّمِنةْ - قراءة في مجموعة ناصر الريماوي القصصية ..(. ...
- دلال المغربي أسطورة لن تنسى ..(..!!..)..
- الشهداء .. يرحلون إلى الجنة وتبقى ذكراهم خالدة فينا ...!!
- كامل نصيرات ( والمقال .. ) .. الصباحي الساخر..(..!!..)
- ستون عاماً نموت
- .. (..!!..)..شخابيط
- لا بد للقيد أن ينكسر .. (..!!..) ..
- قراءة في قصيدة -مروان- للشاعر د. متوكل طه..
- يزرعنهم أشجاراً .. ويودعنهم شهداء
- آمنة منى .. والقانون الدولي الإنساني المنسي..(..!!..)..
- غرباء ..(..!!..)..
- غرباء .. (..!!.)..
- امرأة لا تشبه النساء...
- فيروز .. الظاهرة الإنسانية التي لن تتكرر .. ( .. !! .. ) ..
- أغنيات .. تحت .. ( المطر ّ .. ) .. ( !! ) .. ( الجزء الثاني ...
- ملائكة خلف القضبان .. ( .. !! .. ) ..
- أغنيات تحت المطر .. ( الجزء الاول .. ) ..
- عن عنتر قاهر الموت .. وحكاية عشق .. !!


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - لله يا محسنين وطن ..( .. !! ..)..