أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - كفاكم تباكياً على أوجاعنا ..(..!!..)..














المزيد.....

كفاكم تباكياً على أوجاعنا ..(..!!..)..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تترك الآلة الحربية ( الصهيوأمريكية ) مكاناً في قطاع غزة إلا ومارست جنونها الحاقد فيه، فالأرقام التي ترد من قطاع غزة تؤكدُ أن الدمار الذي لحق بالقطاع لا يمكن أن يتصوره عقل، بالمقابل يخطئ من يظن أن العدوان سوف يتوقف على الأقل في الأيام القادمة، لان الصهاينة بتفكيرهم الشيطاني المعهود والذي تعودنا عليه عبر سنوات طويلة من الاحتلال يثبتُ بما لا يدعُ مجالاً للشك بأن الفلسطينيين هم ضحية معارك داخلية إسرائيلية انتخابية، وتجاذبات حزبية داخلية ، فما الذي يمكن أن يقدمه قادة العدو الصهيوني للناخب الإسرائيلي قبيل الانتخابات غير الدم الفلسطيني ؟!

يخطئ من يظن بأن العقلية الإسرائيلية سوف تغير من نهجها الذي تعتمده كإستراتيجية في التعامل مع الفلسطينيين، بناءً على ما يجري في الشارع العربي أو حتى الغربي، إسرائيل وبكل أسف لا تقبل بمنطق الضعفاء..!! والحالة العربية ليست بأفضل حالاتها، وأن ردات الفعل التي عهدناها دائما لن تتعدى التنديد والإدانة من الموقف الرسمي، وعقد قمة عربية طارئة للجامعة العربية يتفق على نتائجها قبل انعقادها، بالمقابل يبقى الشارع العربي أسير لردات فعل عفوية تخرج على شكل مظاهرات تسب، وتشتم، وتدين وتندد، ويبقى اللحم الفلسطيني كحبة كستناء تنتظر الشواء، تحت جنازير الدبابات ونيران الطائرات، وكل ما في جعبة الترسانة الأمريكية- الإسرائيلية من أسلحة، سيبقى الفلسطيني حقل التجارب لما أبدعته العقول الحاقدة من أسلحة فتاكة خلقت لقتل الفلسطيني وتهجيره، فالعقيدة الصهيونية ترى أن الفلسطيني الجيد هو الميت..!! لذلك لن يبالِ قادة الجيش الإسرائيلي بردات فعل غاضبة حتى لو خرج كل العرب إلى الشوارع ..!!

إن سيناريو الحرب المعلن على غزة والذي اعد لهذا الغرض، هو نفسه الذي نفذ في الضفة الغربية في العامين 2002 و 2003 م ، والذي تجلي بضرب مقرات السلطة وتدميرها وملاحقة المقاومة عبر تكثيف عمليات الاغتيال، والملاحقة، تمهيداً للاقتحام البري، وما يجري الآن في قطاع غزة مشابه حد التطابق مع ما تم انجازه حتى الآن، إذ أن الحرب المعلنة من جانب واحد لم تبدأ بعد، فيبدو أن هناك فصلاً أكثر إيلاماً ينتظر الفلسطينيون، نعم هناك فصل من السيناريو لم يبدأ حتى الآن، فالدبابات الإسرائيلية كثيرة العدد تنتظر على الحدود، بانتظار لحظة الصفر ..!! فهل ستوقف هباتنا العفوية لحظة الصفر تلك ؟! الأيام القادمة تحمل معها أخباراً قاتمة لنا كفلسطينيين، فالخاسر الوحيد مما يجري هم الفلسطينيون، جربنا نفس التجربة في قبل أعوام قليلة في الضفة الغربية، وباعتقادي أن مخيم جنين الذي هدم على رؤوس ساكنيه لم تجف الدماء فيه بعد، خرجت مظاهرات، وندد بالموقف العربي الرسمي، وفعل الإسرائيلي ما فعل وتناسى الشارع العربي الغاضب ما جرى في جنين، أكادُ أجزم حد اليقين بأن الذين خرجوا تنديداً بما جرى في مخيم جنين يذكرون اسم المخيم الآن ..!!

للأسف هذه الحقيقة الموجعة وهذه هي مرآة الذات العربية، تباكي على ألمنا، وتنديد بالمحتل، ونسيان ما يجري من جرائم بعد شهر، حقيقة لم تفاجئني المظاهرات التي عمت الشارع العربي في اليومين الماضيين تنديداً بما يجري من مجازر في قطاع غزة، لأننا اعتدنا عليها في كل نكبة ومأساة عاشها شعبنا، فنحن ومنذ ستين عاماً نموت، عمرنا في التاريخ بضعُ نكبات وسجل طويل من المجازر، أظهرت المسيرات التضامنية للشارع العربي وكأن إسرائيل لم تمارس الإجرام من قبل، وأن ما يحدث في غزة لم يحدث من قبل، مخطئ من يظن ذلك، ومخطئ من يظن بأن الإسرائيلي يفضل بين فلسطيني يعيش في الضفة وفلسطيني يعيش في غزة ..!!

والحقيقة بأن في المشهد العربي الكثير مما يمكن أن يقال، حالة الانقسام والتخوين والقذف والتشهير التي يمارسها الشارع العربي ومثقفيه عبر الفضائيات، بالتأكيد لن تغير من الأمر شيئاً، بل هي تهدف للوصول إلى مسوغات نلقي بفشلنا وقلة حيلتنا على الآخر، الكل يجمع بأن الشقيقة مصر مارست دوراً سلبياً تجاه الفلسطينيين، ولم تحرك ساكناً أمام ما يجري من أحداث مؤلمة تجري على أرض غزة،ولكن ما لا يمكن أن ننكر أن مصر وشعب مصر قدم عشرات الآلاف من الشهداء دفاعاً عن عروبة فلسطين وقضايا الأمة العربية، وما لا يمكن لأحد أن ينكره أن النظام المصري في ذروة الخلاف معه لم يلطخ يده بالدم الفلسطيني ولم يلعب على تناقضات الفلسطينية .
وأنا أقول كل العرب يمارسون نفس الدور السلبي تجاه ما يجري في غزة، وباعتقادي بأن الزعامة العربية المسلوبة الإرادة لا يمكن لها أن تغير في الأمر شيئاً، ففاقدُ الشيء لا يعطيه، ما يذهلني أكثر أن العرب يطالبون بأن تقطع مصر علاقتها مع إسرائيل، في الوقت نفسه تحتفظ معظم الدول العربية بعلاقات مع إسرائيل إما معلنة أو غير معلنة ..!! فالمقاول القطري الذي يعملُ للحساب الأمريكي، يقيم علاقات مباشرة مع الأمريكي والإسرائيلي ، ولم أسمع عبر فضائيته المشهورة " الجزيرة " أي أشارة لذلك، هذا المنطق الأعوج لا يقبله عقل، ولا ضمير عربي طاهر، وحالة المراوغة التي يقوم بها زعماؤنا لا يمكن أن تخرج عن نفس النهج القطري، فكفى تباكياً على دمائنا المسفوكة منذ أكثر من نصف قرن .
إن شعبنا هو الوحيد الذي يدفع الثمن من دمائه، ومن مقدراته، دفاعاً عن كرامة الأمة، وما تفعله الأنظمة العربية فيه استغلال لهذا الدم الفلسطيني، عبر إبقائه ساحة لتصفية الخلافات العربية الداخلية، وأن ما يقوم به الشارع العربي من مظاهرات وتنديد بالعدوان، لن يغير في الأمر شيئاً، وهذه الحقيقة المرة التي يجب على الجميع قبولها، لذلك فان شعبنا مل انتظار الأكفان، وثلاجات الموتى التي تقدم له من أشقائه العرب، ما ينتظره الفلسطينيون الآن موقف عربي صارم تجاه إسرائيل، ينهي الاحتلال ويعيد للفلسطينيين وحدتهم التي فقدوها استجابة لأجندات إقليمية وعربية، فكفى متاجرة بالدم الفلسطيني للمصالح الخاصة، وكفى تحريضاً إعلاميا أعمى تمارسه الفضائيات النفطية وغير النفطية لأهداف تضر بنا وبقضيتنا.




#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فإما نكون .. وإما نكون ..(..!!..)..
- مقابلة مع الدكتور زاهر الجوهر حنني ( أدب المعتقلات )
- صباح الخير جيوس ..(..!!..)..
- لِنُضِئْ شَمّعَةً خَيرٌ مِنْ أنّ نَلّعَنَ الظَلاَمْ ..(..!!. ...
- حينما يكون العزل إجبارياً ..(..!!..)..
- حنين ..(..!!..)..
- لله يا محسنين وطن ..( .. !! ..)..
- عندما كنتُ حماراً ..(..!!..)..
- نهركِ .. العذب ..(..!!..)..
- طفولة مُزّمِنةْ - قراءة في مجموعة ناصر الريماوي القصصية ..(. ...
- دلال المغربي أسطورة لن تنسى ..(..!!..)..
- الشهداء .. يرحلون إلى الجنة وتبقى ذكراهم خالدة فينا ...!!
- كامل نصيرات ( والمقال .. ) .. الصباحي الساخر..(..!!..)
- ستون عاماً نموت
- .. (..!!..)..شخابيط
- لا بد للقيد أن ينكسر .. (..!!..) ..
- قراءة في قصيدة -مروان- للشاعر د. متوكل طه..
- يزرعنهم أشجاراً .. ويودعنهم شهداء
- آمنة منى .. والقانون الدولي الإنساني المنسي..(..!!..)..
- غرباء ..(..!!..)..


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - كفاكم تباكياً على أوجاعنا ..(..!!..)..