أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الدرس الذي يجب أن يستوعبه العرب :العثمانيون الجدد أصحاب مصالح و ليسوا أصحاب قضايا














المزيد.....

الدرس الذي يجب أن يستوعبه العرب :العثمانيون الجدد أصحاب مصالح و ليسوا أصحاب قضايا


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل من اطلع على اللهجة المتشددة التي صيغ بها خطاب وزارة الخارجية التركية مؤخرا تجاه حماس ؛ يفهم أن رهان محور الممانعة على الحزب الإسلامي التركي ؛ باعتباره النصير المحتمل للقضايا العربية ؛ كان رهانا فاشلا ؛ لأن من يسميهم هؤلاء بالعثمانيين الجدد - تيمنا بالدولة العثمانية ؛ الرجل المريض الذي نقل وباء الاستعمار إلى العالم العربي - غير مستعدين لخسارة موقعهم داخل تركيا و في علاقتهم بأوربا ؛ من أجل اللهاث وراء الشعارات الفارغة التي تسوق لها الأصولية العربية .
لقد أقام هذا الحزب العثماني علاقات وطيدة مع إسرائيل – وما يزال - تتحكم فيها المصالح المشتركة ؛ ولم يتعامل معها باعتبارها دولة يهودية ؛ و هو يسعى بكل شراهة ؛ تفوق رغبة غيره من الأحزاب السياسية التركية للحصول على عضوية تركيا في الاتحاد الأوربي ؛ و حضر خلال الاجتياح الأمريكي للعراق كلاعب أساسي في المعادلة الجديدة التي فرضتها أمريكا على المنطقة .
و في كل هذه التقاطبات كان الحزب العثماني يقدم مصلحة تركيا ؛ و يسعى إلى فرضها على المنطقة كلاعب يمتلك الكلمة الفصل ؛ و هو في ذلك يلعب على الوتر الحساس للأصوليين العرب ؛ باعتباره الحزب الإسلامي الذي سيعيد أمجاد الرجل المريض .
لكن واقع الأمر يؤكد بالملموس أن هذا الحزب لم و لن يخدم القضايا العربية على حساب مصالح دولته ؛ و أن رهان محور الممانعة على الدور الإقليمي للعثمانيين الجدد خدمة للقضايا العربية ؛ كان رهانا فاشلا منذ البداية ؛ و يعود هذا الفشل إلى فشل مماثل للسياسة الخارجية العربية ؛ التي تقوم على العواطف و العلاقات الدينية و القومية ؛ في غياب أي حس استراتيجي ؛ يعمل على نسج شبكة من المصالح ؛ يمكنها لوحدها أن تناصر قضايانا بشكل عقلاني .
إن ما يغيب عن أذهان كل من يراهن على الدور الإقليمي للعثمانيين الجدد ؛ لنصرة القضايا العربية ؛ باعتبارهم يمثلون إرث الإمبراطورية العثمانية ؛ هو أن أن هؤلاء يمثلون دولة علمانية يمكنها في كل لحظة أن تضحي بما يضحون من أجله ( الدين و الإيديولوجية ) في سبيل تحقيق مصالح آنية ؛ تخدم مكانة تركيا و مصالح شعبها قبل أي شيء آخر؛ كما أن هؤلاء يمثلون دولة ديمقراطية ؛ تقوم على المؤسسات ؛ و ليسو انقلابيين و مغتصبي سلطة ( كما هو شأن الأنظمة العربية) يحكمون على هواهم الإيديولوجي و العقائدي .
و كل هذه الاعتبارات تجعل رهان محور الممانعة على تركيا رهانا فاشلا ؛ لا يقوم على أبسط شروط الحس الاستراتيجي ؛ الذي يحكم العلاقات بين الدول ؛ لذلك فهو لا يفهم مثلا أن تستمر تركيا في علاقاتها الإستراتيجية مع إسرائيل ؛ في الوقت الذي يدمر فيه قطاع غزة ؛ كما لا يفهم أن تنسج تركيا علاقات دبلوماسية و سياسية و اقتصادية مع أمريكا و هي تحتل العراق ؛ و في نفس الآن لا يمكنه أن يفهم كيف يلهث العثمانيون الجدد وراء موقع في الاتحاد الأوربي ؛ مع ارتباطهم بالعمق الإسلامي .
و طبيعي أن لا يفهم هؤلاء سياسة تركيا الخارجية ؛ بل و قد تبدو لهم سياسة تقوم على التناقض و غير واضحة ؛ و قد يستعيد آخرون نظرية المؤامرة ليؤكدوا أن العثمانيين الجدد عملاء ؛ يخدمون مصالحهم مع أمريكا و إسرائيل على حساب القضايا العربية و الإسلامية .
لكن الأمر لا يحتمل كل هذه التأويلات المغرضة ؛ لأن تركيا – كدولة علمانية و ديمقراطية - لا تسعى إلى خدمة سوى مصالح شعبها ؛ و هي لا تقيم علاقاتها الخارجية على أساس الدين و الإيديولوجية ؛ بل على أساس المصالح المشتركة .
إن الخلل الحقيقي يكمن في الفكر السياسي العربي؛ الذي لم يستوعب بعد جوهر العلاقات بين الدول و الشعوب في العالم ؛ و هي علاقات تتجاوز وحدة اللغة و العرق و الدين إلى وحدة المصالح المشتركة ؛ و لذلك فقد اكتفى العرب فيما بينهم بوحدة ثقافية لم ترق بعد إلى علاقات استراتيجية تحكمها المعاهدات السياسية و الاتفاقيات الاقتصادية و الأمنية ؛ و في المقابل حققت دول أوربا هذه الوحدة رغم التعددية الثقافية بين شعوبها ؛ و هي الآن قوة سياسية و اقتصادية و عسكرية لا تضاهيها في العالم إلا الولايات المتحدة الأمريكية .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية انكشاف أسطورة النصر الإلهي الحمساوي
- الأصولية الدينية: الإعجاز في خدمة الأجندة السياسية
- القضايا العربية و الرهان الخاطئ على إدارة أوباما
- حزب الله لم يكن يتوقع قوة الهجوم و حماس لم تكن تتوقع استمرار ...
- نخبة محور الممانعة : العمى الإيديولوجي في خدمة تاريخ من الهز ...
- أحداث غزة و معجزة النصر الإلهي : الأصولية الدينية و التسويق ...
- ما بعد أحداث غزة: في الحاجة إلى استلهام روح فكر التحرر الوطن ...
- من نتائج أحداث غزة : حماس قوية داخليا ضعيفة خارجيا
- الانفتاح الروائي كخطة لمساءلة الراهن السياسي المغربي : رواية ...
- الأدب وسؤال المؤسسة في الممارسة الأدبية العربية المعاصرة
- شركة ماكنزي للتنافسية ترسم مستقبلا سوداويا للمصارف (الإسلامي ...
- إيديولوجيا الاقتصاد الإسلامي : محاربة الفكر الاقتصادي الحديث ...
- إيديولوجيا الإعجاز العلمي في القرآن و السنة : نشر الخرافات ل ...
- من دروس أحداث غزة : العلاقات الدولية تقوم على المصالح لا على ...
- أحداث غزة : صراع الأصوليات الدينية لنشر الدمار و الموت .
- في حاجة النشر الإلكتروني إلى الأقلام العربية المتنورة
- نموذج التدين المغربي سلاح لمواجهة التطرف الديني الوهابي
- أحداث غزة و فشل استراتيجية الإعجاز و الجهاد المقدس
- في مساءلة التراجع الحضاري للأمتنا العربية : هل سببه تخليها ع ...
- في حاجة الفكر العربي المعاصر إلى استلهام روح التنوير النهضوي ...


المزيد.....




- فرنسا وألمانيا وبريطانيا تستعد لتقديم -عرض تفاوض شامل- لإيرا ...
- تحذير سعودي من استهداف المحطات النووية السلمية في إيران.. هذ ...
- أضرار في مناطق بإسرائيل جراء هجوم إيراني جديد.. ومراسل CNN ي ...
- نووي إسرائيل.. ماذا نعرف عن الترسانة -الغامضة- للدولة العبري ...
- الكرملين: الشرق الأوسط ينزلق إلى هاوية اللاستقرار والحرب
- خل التفاح.. هل يساعد فعلا على إنقاص الوزن؟
- التغير المناخي يدق ناقوس الخطر: سطح البحر إلى ارتفاع غير مسب ...
- إسرائيل تنشر صورا لتدمير منصات إطلاق صواريخ إيرانية
- إسرائيل تصادق على إقامة مستوطنة جديدة على جبل عيبال: خطوة نح ...
- المواجهة بين إسرائيل وإيران تدخل يومها الثامن.. حرب عالية ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الدرس الذي يجب أن يستوعبه العرب :العثمانيون الجدد أصحاب مصالح و ليسوا أصحاب قضايا