لوييه ميشيل والغسيل الاوروبي للجرائم الصهيونية؟

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 2541 - 2009 / 1 / 29 - 06:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اختار لوييه ميشيل مفوض الشؤون الانسانية الاوروبي المشهد نفسه الذي التقطت فيه الكاميرات تصريحات بان كي مون الامين العام للامم المتحدة وهو يتحدث بضرورة معاقبة مجرمي الحرب الصهاينة على تدمير المقرات الانسانية الدولية في غزة رغم ان الامم المتحدة اعطت احداثياتها لمنظمة جيش الدفاع الصهيوني الارهابية
كانت يومها النيران مشتعلة من اكياس الطحين خلف بان كي مون ولم تخمد بعد.. وما ان جاء لوييه ميشيل حتى كان السواد واثار الهمجية الصهيونية في الخلف الا انه متعمدا اختار ان يشوه الصورة بعد ان اكتشفت عصابة المفوضية الاوروبية مدى فظاعة مشاركتها في الجريمة عندما اعتبرت مع الرئاسة ان ما يشنه الجيش الصهيوني من حرب ابادة هي حق شرعي للدفاع عن النفس..
الديمقراطية الفلسطينية لم ترد ان تغضب لنفسها فتقذفه كما فعلت مع جوسبان عندما وصف حزب الله بالمنظمة الارهابية بالحجارة والاحذية بل سمحت له ان يتحدث كما يشاء فالشعب الذي يهزم اعتى قوة همجية على وجه الارض بعد الجيش الامريكي لايضيره ان يتحدث ممثل تجار الماس الصهاينة في عاصمة الماس في العالم انفيرس البلجيكية ليلقي وجهة نظره المهترأة..
ولايريد لوييه ميشيل ولا عصابة المفوضية الاوروبية ان تفهم ان ممثلي الشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الاسلامية ليست هايدر النمسا وبالتالي ليسوا مقاطعة اوروبية تلزمها حكومة المركز باعتبارات العنصرية الاخطر من عنصرية هايدر نفسها وان الشعب الفلسطيني ليس عضوا في اتحاد البيزنس الاوروبي بل ان قواه الحية بقدر ما تحتقر من صنعوا مأساته وعلى رأسهم البيزنس الاوروبي الذي يمثله ميشيل بقدر ما تحظى باحترام الشعب الفلسطيني وان علبه سردين مزينة بعلم الاتحاد الاوروبي لاتشتري شعبا ولا يقايض هذا الشعب ارضه وحقوقه غير القابلة للتصرف وما مساحته اكثر من خمسة وتسعين بالمئة من ارض فلسطين التاريخية في حيفا وتل الربيع والمجدل والصرفند والقدس الغربية بعلبة سردين او سيخ حديد او تنكة زيت قلي..
يعتقد ميشيل ان الشعب الفلسطيني ممنون للأموال التي خصصتها المفوضية الاوروبية والولايات المتحدة لتوطين عصابات عرفات وعباس وسلام فياض الارهابية كما فعلت اموالهم مع حملة الغزو الروسية الاستعمارية في التسعينيات من القرن المنصرم لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني بتحرير غزة وحيفا وتل الربيع والقدس من رجس النازية الاوروبية ممثلة بالمغتصبين الصهاينة..
يعلم كل مواطن فلسطيني ان اموال دافع الضريبة الاوروبي هدرت لتكريس المشروع الصهيوني باستقدام فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الفاسدة و الارهابية التي لاتمثل الا مشروع تدمير التحرير الفلسطيني
ولو لم تعرف اوروبا ان عصابات فتح واقزام اليسار الفلسطيني المساند للامبريالية مؤهلة لهذا الدور لما مولتهم ووطنتهم بأموال دافع الضرائب الاوروبي ليكونوا ظهيرا وسندا لمنظمة جيش الدفاع الصهيوني الارهابية وقطعان المغصبين والجميع بات يعرف هذه الاحصائيات كيف دمرت عملية اوسلو الخيانية منجزات انتفاضة الحجارة وجميع اوجه التعليم والصحة والزراعة والصناعة البدائية المستقلة والمقاومة لترهن كل مناحي الحياة الفلسطينية بأصغر تفاصيلها بمشروع الابارتيد الصهيوني والمعازل العرقية التي تطل من كل شارع وقرية وبلدة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة
قبل عدة سنوات ارسل لي لوييه ميشيل حين كان نائبا لرئيس الوزراء البلجيكي للشؤون الخارجية ردا على عشرات التوقيعات التي جمعتها لمواطنين اوروبيين ومنظمات اوروبية تطالب بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة وعلى رأسهم شارون والى احترام الحقوق الغير القابلة للتصرف وامكانية فرض حصار عسكري سياسي اقتصادي على اسرائيل كان هذا الرد نسخة من التصورات الاوروبية الرسمية الساذجة عن دولة فلسطينية قابلة للحياة ونشرت ما جاء في رسالته الموجهة لي شخصيا على الصفحة الاولى في جريدة الاحرار التي كنت اصدرها في بروكسل والى جانبها دعوى رفعتها منظمات حقوقية ضد الحكومة البلجيكية التي كان مشاركا فيها ومعها قرار محكمة بلجيكية يطالبها بعدم السماح للقوات الامريكية الغازية للعراق ان تشحن معداتها من ميناء انفيرس البلجيكي..
ورددت على ماجاء في رسالته ان هذا التصور سيدخل المنطقة العربية وفلسطين ولبنان ومناطق اخرى في اتون حروب لانهاية لها وان ما تفعله هذه التصورات الصبيانية ليس اكثر من ادارة أزمة وليس حلها وان الجهد الانتخابي لليبرالية والاشتراكية الانتخابية سيمنع اي حل لها يستند على طرد اسرائيل من الامم المتحدة كونها الدولة المجرمة والارهابية التي ليس لها حدود والتي لم تحترم ماجاء في تأسيسها من اعادة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم وبحدود قرار التقسيم الى حين تصفية اسرائيل ككيان نازي استعماري عنصري
رغم ان اتهام حركة المقاومة الاسلامية حماس بالمسؤولية ليس سوى مشاركة له وللمفوضية الاوروبية في جرائم الحرب الصهيونية فان عليه ان يعلم ان الشعب الفلسطيني يعلم اليوم ان اموال المساعدات ودموع التماسيح هي للعصابات الارهابية الفتحاوية التي تكمم افواه الفلسطينين تحت حماية حذاء المحتل وليس اخرها قذف قنبلة حارقة على محاضر بجامعة النجاح في نابلس اسمه عبد الستار قاسم بعد ان اصابته هذه الاجهزة الارهابية التي تسمى وقائي ومخابرات فلسطينية بأربع رصاصات لمجرد انه عبر عن رأيه وهي التي تعتقل الصحافيين وتقمع المظاهرات وقتلت ومازالت تغتال تحت التعذيب الكثير من الفلسطينيين المقاومين والمعارضين سواء كانوا تحت حكومة الخائن عرفات او وريثه الخائن عباس او تحت حذاء حكومة موظف بنك الاستعمار الدولي
اذا كان لوييه ميشيل كريما كما يوحي لنفسه ولتسميته كمفوض للشؤون الانسانية فالأولى ان يكون الكرم من الخرج الاوروبي وليس الفلسطيني فعليهم ان يتبرعوا بأرض اوروبية انكليزية مثلا او في احدى الولايات الامريكية ليقيموا فيها دولة لهذا التجمع النازي الصهيوني وليس على حساب الشعب الفلسطيني ..
وان كانت لعبة رأسمالية المساعدات لاخضاع الشعوب بعلبة سردين او كيس طحين اوبطانية وخيمة التي يجيدها لوييه ميشيل باتت مفضوحة لأن أدوات حكومات البيزنس الرأسمالي تشعل الحروب ثم تهرع لتقديم خرافة المساعدات لتنتزع بعلبة السردين ما عجزت عن انتزاعه بالحرب فانهم كما فشلوا في لبنان وصانت المقاومة مشروعها التحرري فانها في غزة وبعد النصر الفلسطيني الاول على الارض الفلسطينية ستفاجأ انها ستدك مواقع الاحتلال مرات اخرى حتى دحره كما عدالة القضية القضية الفلسطينية ستكون اخطر عليهم وستدك مواقع الامبريالية في بقاع مختلفة وفي بروكسل وواشنطن كما لاحظ العالم المظاهرات المليونية وبمئات الالاف لتحاصر مقرات البيزنس ومن ضمنها مقرات اتحاد البيزنس الاوروبي الذي يتوسع ليضم همجيات لرأسماليات بدائية كما في تشيكيا التي تستلم الرئاسة الاوروبية واالتي لاتختلف في علاقتها مع البيزنس الالماني النازي الحالي ممثلا بميركل عن العلاقة بين الديكتاتوريات الفاشية الميتة في الحديقة الخلفية السابقة في امريكا اللاتينية التابعة لواشنطن
ما مطلوب من محتوى اجتماعي لاتحاد اوروبي ان لايهدر اموال دافع الضريبة الاوروبي في تمويل عصابات ارهابية تابعة لعباس وسلام فياض بل ان تخصص لتسليح المقاومة لخلق توازن رعب لأنه افضل السبل لاقامة سلام عادل يقوم على تصفية المشروع النازي الصهيوني وان تلزم اسرائيل بدفع جميع التعويضات وازالة اثار العدوان وان يتم الحجز على الاموال الصهيونية لدفعها للشعب الفلسطيني وان تزج ليفني ومعها باراك واولمرت وليبرمان وقادة وجنود منظمة جيش الدفاع الصهيوني الارهابية في السجون بتهمة جرائم ضد الانسانية واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا كالفسفور الابيض واليورانيوم المنضب واسلحة ابادة امريكية في طور التجريب وليس كلام فاضي يفضح المشاركة في الجريمة اكثر مما هو حديث سياسي امضى عمره في السياسة دون ان يفهم الف بائها اللهم الا مصلحة انتخابية وقتية
اما اساءة استخدام اموال دافع الضريبة في تسيير فرقاطات لحماية كيان صهيوني ساقط كما تفعل سفن فرنسية والمانية وتابعة للناتو المنظمة العسكرية الامريكية الاشد عداء لمصالح الشعوب الاوروبية فانها ينبغي ان تخضع الشخصيات والحكومات التي ارسلتها للمسائلة القانونية وعلى رأسها سركوزي وميركل وغيرهم بما فيهم لوييه ميشيل عن مغزى التصريحات الفارغة التي اطلقها بصفاقة من قلب المحرقة الابادية بحق سبعة الاف مدني فلسطيني وتدمير سبل العيش والسكن لمليون ونصف المليون فلسطيني وما معنى عدم تفعيل البنود الانسانية في اتفاقيات الشراكة وفرض حصار عسكري اقتصادي سياسي عل اسرائيل بصفتها كيان اكثر همجية من نظام الابارتيد الساقط في جنوب افريقيا
وعندما اتخذ محرر فرنسا ديغول قراره بالانسحاب من الجزائر كان يدرك ان السياسة بوجهها الحقيقي تتطلب قرارات شبه انتحارية لمستقبله السياسي ولكنها تضمن بقاء فرنسا كقوة كبيرة دون الانزلاق الى نهايتها الاستنزافية في الجزائر لذلك واجه المغتصبين الفرنسيين وجرائمهم التي تشبه جرائم الصهاينة بعنف وقوة وحمل هذه القطعان من الغزاة كرها من الجزائر
فليس على لوييه ميشيل سوى ان يحترم نفسه ويتأمل الدرس الديغولي بتصفية الجزائر الفرنسية لتتم تصفية اسرائيل وان يكون هذه قرار اوروبي لأن اسرائيل لايمكن ان تعيش يومين فقط بحصار اوروبي شامل لها يومين فقط من حصار يشبه ما يجري لغزة من حصار ابادي منذ عدة سنوات
...................................

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات