أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - -باب الحارة-: مغازلة البدائل السلفية؟














المزيد.....

-باب الحارة-: مغازلة البدائل السلفية؟


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 05:58
المحور: الادب والفن
    


كالعادة اطل مسلسل باب الحارة في رمضان ولكن هذه المرة من قناة الـ ام بي سي التي احتكرت بثه ومعه طبعا دعايات تنسيك احيانا انك تتابع مسلسلا بل تحسب انك امام استنزاف لوقتك دون حسيب او رقيب اصدرت الدول الغربية قرارات تنظيمية تعاقب فيه من يبث بهذه الطريقة ويسرق وقت المشاهد ..
تفاجأ الناس بموت مفبرك للشخصية الاساسية في الجزء الثاني والتي طبعت المسلسل بلونها ونكهتها عباس النوري.. وان احداثه باتت اكثر رتابة يتسلل منها الملل رغم حرفية المخرج في اضفاء المؤثرات الصوتية الموسيقية والغنائية تارة او حركة الكاميرا مع توتر الزووم لاعطاء بعد نفسي للحدث تارة اخرى او خلق دراما ساخنة من اقاويل الناس العاديين التي ستكون بلا شك غير هذا لو يكن المخرج المتمرس بسام الملا قد اضاف بصمته الفنية مع طاقمه ..
قيم المجتمع التجاري الصغير واشكال محافظته التقليدية تشد انتباه المشاهد وكأنه يحسبها بديلا مبهرا امام الفراغ السياسي الذي تعيشه المنطقه ..ويتمنى الكثير ممن حاولت ان استطلع أرائهم ان تعود قيم المجتمع العربي المعاصر كما في اخلاقيات باب الحارة من التكاتف والتضامن بين ابناء الحارة وسائر الاخلاقيات التي يطرحها المسلسل من مثل الشجاعة ومقاومة المحتل والقيل والقال بين النساء وتطاحن الرجال بسسبب الاقاويل التي يرددها عادة ابوغالب وفريال وعسس المحتل..
ثمة عوامل معقدة تصوغ نفسية المشاهد العربي الذي يلتقط مثل هذه المسلسلات ويتفرغ لمتابعتها ولو على حساب شغله ورزقه ..ولاشك ان الاحباط من البدائل العصرية التي قدمتها الاحزاب القومية التي ما لبثت ان تحولت الى ديكتاتوريات تصادر الحريات وايضا عجز اليسار عن تشكيل وعي اجتماعي وقدوة اخلاقية ترك المجال واسعا امام التقوقع السلفي والحنين الى الماضي بحقباته المختلفة حتى التي كان فيها الناس مستعبدين من الاستعمار الفرنسي او غيره من اشكال الاستعمار وانواعه..
ومن الممكن الاستدلال على هذا لمن يعتقد ان فيه شطحة تنظيرية من معارض الكتب.. فتشغل الكتب الدينية النسبة الاكبر من المبيعات لا ينافسها الا كتب التنجيم والشعوذة والطبخ والنفخ في تعبير واضح على نشدان المواطن العربي لحلول من السماء والماضي القديم او قوى غيبية يقدمها في كل الحالات مشعوذين يتميزون بمهارات تسويقية حديثة مطلعة على مناهج ادارة الافراد الغربية وسبل اعادة انتاج الرأي العام وصناعته
مسلسل باب الحارة بفصوله المكرورة لم يبعث الملل بعد في عقل المشاهد العربي المتلهف منذ انتهاء الجزء الثاني لمتابعة ابطاله واخبارهم لأنه مازال يضرب على الاوتار الحساسية في وجدانه ومشاعره واحباطاته.. وان كان شراء الـ ام بي سي لبثه الحصري قد قلب بعض المشاهد بما يناسب النزوع السلفي الاستعراضي التي تروج له بعض الانظمة العربية مما سرب الملل احيانا مع اصرار ادراة الـ ام بي سي على استغلاله الى اقصى حد بما يتنافى مع الذوق السليم وحتى القوانين العصرية المعمول بها في الدول الاوروبية الغربية من منع تخصيص هذا الحجم من الدعايات لقتل وقت المشاهد والذي يخصع لعقوبات جزائية للفضائية وادارة قنوات الـ ام بي سي السعودية ..
خضوع بعض الانتاج السوري لمعايير التجارة والدعايات يسيء له ويبعده عن المجال الابداعي الدرامي ويدخله في الاستعراض والابهار وحتى الفبركة وابتزاز مشاعر المشاهد العربي نفسيا وماليا فلا يمكن مقارنة مسلسل التغريبة الفلسطينية ومسلسل الانتظار بمسلسل باب الحارة من الناحية الدرامية لاسيما هذا الجزء الثالث فان كان المسلسلان الاولان يقدمان دراما جدية وواقعية: احدهما رواية تاريخية فلسطينية بقالب درامي ابداعي يكشف الاخطاء ويمجد البطولات ويوجه اصابع الاتهام الى من صنع الهولوكست الفلسطيني من الانكليز والعرب الرسميين فانه لم يقع في مجال فبركة احداث ولا ابطال لاعلاقة لهم بالفترة التاريخية كما انه اشتغل على حنين الانسان الى ارضه وعمله وحدد طبقة الفقراء التي كانت مخزون الثورة الفلاحية التحريرية عام 1936 كذلك فعل مسلسل الانتظار وحتى مسلسل غزلان في غابة الذئاب في مخاطبة وعي المشاهد العربي ونمى فيه القدرة التحليلية لمعالجة امور حياته اليومية والجماعية فان باب الحارة اثار الغرائز وجيش العواطف بعصبيات عفى الزمن عنها وحتى لاتناسب تلك الفترة توثيقيا بل هي اقرب في بعضها الى منطق فئة تجار الكسب اليومي المحدودة في مجتمعاتنا العربية التي هي في اغلبها فلاحية او مرتبطة بالانتاج الفلاحي في فترة الاستعمار الفرنسي وحتى الى يومنا الحالي مما جعله يصل بثقافة طبقة الكسب الفردي الصغير المرتبطة بالانتاج الفلاحي او بالمنتج الفلاحي الى معنى وكأنها المجتمع العربي في تلك الفترة مع اننا نعرف ان من قضى على الاستعمار الفرنسي ثورات الفلاحين على المستعمر كصالح العلي والاطرش ...التي عمت الريف السوري..فلعل باب الحارة يتوقف عن الاطالة التي تفبرك احداث قد لاتنتهي وان لايتحول الى ابواب حارات لاتنتهي..



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوعية كوكايين الاسلام السياسي الفعالة في تخلف العرب وعبوديته ...
- زغلول النجار دجال من زمن الاخوان وجوائز الاستعمار
- الفاشي سيكاشفيلي يدعي انه نعجة بريئة؟
- بحر سوسة وبحر محمود درويش الأخير؟
- العالم الغربي ورؤيته للديمقراطية؟
- الاعلام: المفتاح السحري لكنز علي بابا
- نور وسنوات الضياع:الرقص العربي على وقع افيون جديد؟
- الفاشية الصهيو- انكلو امريكية الى اين؟
- حامد الجبوري ولقاء بحضرة مبعوث صدام؟
- لقب فارس صغير لبطلي -الاتجاه المعاكس- مؤخرا ؟؟
- فقه ابن تيميه ولوبيات السلاح الصهيوني؟
- مستقبل النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط؟
- حول مصطلح :الأمن الاعلامي العربي؟
- من اغتال عبد الوهاب المسيري؟
- لماذا وقف العرب عن خرم الابرة وليس النانو؟
- عبقرية شعار: غصن الزيتون والبندقية للبيزنس الثوري؟
- تعليقات طازة:شانتوفا الأهوال للحرس الفتحاوي القديم ؟
- *تعليقات طازة ..توازن الرعب ام توازن العمالة؟
- التخلف المذهبي الانتحاري في مواجهة التحديات؟
- فرحان ملازم آدم:انهيار المستقبل المصري؟


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - -باب الحارة-: مغازلة البدائل السلفية؟