نداء إنتخابي إلى أصحاب البسطيات ومن رسمتهم في الباب الشرقي وكل العراقيين

مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2540 - 2009 / 1 / 28 - 00:44
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

أخوتي الأعزاء أصحاب البسطيات في الباب الشرقي وشارع السعدون وساحة الطيران .
إخوة الكدح والعمل والشرف والرزق الحلال .
إخوتي وأخواتي ياكل العراقيين.
يامن رسمتكم ورسمت صور أحبتكم وأنا أجلس على كرسيي المتواضع ومنضدتي القديمة هناك في نفق الباب الشرقي أو ساحة الطيران أو في رأس شارع السعدون سنوات التسعينيات.
أيها الأحبة من أهالي بغداد الطيبين الذين كانوا من محبتهم لي يشرفوني بلقب ـ أسطة ـ وهو أعلى لقب ووسام أنعموا به علي في زمن كان الفن فيه والشعر والأوسمة تسام برخص في أسواق مهرجانات حب القائد الفذ.
أنا أخوكم مثنى حميد مجيد الرسام الأشيب الفقير الذي هجر مهنته كمدرس للإنكليزية بسبب الإكراميات والرشى وغياب المقاييس التربوية زمن الدكتاتورية وفضل أن يكسب رزق أطفاله بالجلوس معكم على رصيف الشرف.
هل تذكرتموني ياأحباب .
ياأهل بغداد والعراق من كردستان وزاخو والشيخان إلى أقصى مدن الجنوب وغابات النخيل.
أدعوكم اليوم ياإخوتي وأخواتي أن تنتخبوا الشيوعيين الطيبين رمز النزاهة والحرص على مصالحكم.
لقد رسمتكم بمحبة وندائي هذا لكم نداء محبة.
بقدرة القادر مغير المصائر إنتقلت من رصيف الباب الشرقي إلى أرض السويد المتجمدة إلى ستوكهولم بسبب منه وبمعونة من بعض الخيرين الطيبين عام 1998 لكن قلبي مازال معكم لم أنسكم يومآ ولم أهنأ بدونكم طعمآ فألمكم ألمي وجرحكم جرحي ولو أعطيت عرش السويد ملكآ لفضلت بسطيتي المتواضعة الملوكية فهي أرفع وأسمى من كل عروش الملوك وكرسيي في وسطكم أكثر هيبة وسؤدد وفرح من كل صمت المهجر وألم الغربة.
لقد رسمت ما يفوق على عشرة الاف صورة لكم ولأحبتكم، للشهداء ، والمفقودين ، والمغيبين في سجون الدكتاتور والأئمة الأبرار.رسمتكم في عز برد الشتاء وتحت شمس صيف تموز فهل نسيتموني ياأحباب.
هذا ندائي الخاص لكم ولمعارفكم إعتزازآ بكم ولمعرفتنا الشخصية ببعض وأوجه لكم أيضآ ندائي التالي العام لكل الشعب العراقي.
.................

إنتخبوا الشيوعيين ،وأكرموا عماتكم النخيل ياأهلي

فكرت أن أكتب نداء لشعبنا الطيب العريق الصبور بمناسبة الإنتخابات.إلى شبابنا وشاباتنا المتطلعين إلى عصر التكنولوجيا والعلم والثورة المعلوماتية بعد حرمان طويل من عقود الدكتاتورية العجاف.إلى العامل الكادح الواقف عند الفجر في مسطر الشرف والكدح والأمل.إلى إخوتي المدرسين والمعلمين وأصحاب البسطيات الذين لي شرف الإنتماء إليهم في الزمن الصعب وحين تختبر معادن الرجال.إلى الفلاح المحفورة في تقاطيع وجهه خارطة أقدم حضارات الأرض.إلى كل أهلي ، فقراء وأغنياء ، علماء دين منورين بالحق والعدل وعلماء مختبر وأساتذة وأطباء ومهندسين ومبدعين ،أدباء وفنانين وشعراء.

وبينما كنت أشغل النفس في صياغة عنوان لما سوف أكتبه خرج من أعماقي قول جميل للصادق الأمين محمد عليه الصلاة والسلام حديث يقول ـ أكرموا عماتكم النخيل ـ فقررت أن يكون عنواني هكذا ـ إنتخبوا الشيوعيين، وأكرموا عماتكم النخيل ياأهلي.
أجل ياشعبنا الطيب الصبور ، هؤلاء هم النخلة المثمرة الباسقة الواقفة أبدآ في الماضي والحاضر والمسقبل لا تهزها الريح ولن ينال منها الطغاة.ملح الخبز .شراع الملاح.حجر الطريق الذي يهدي إلى السبيل الصحيح.

إذا أفلحوا عم الأمان وساد الوئام . بإضطهادهم يسود الطغاة وتبدأ الحروب والمنازعات .مثل المطر إذا برق السحاب بهم فرحت الأرض وإستبشر الناس بالخضرة والزرع والثمر فإن كثروا كثر الخير وعم الأمل بمستقبل أفضل وإن غيبتهم السجون والمنافي زهت بهم أعالي الجبال أو مشانق الجلادين والأشرار.

مثلهم كمثل شجرة طيبة جذرها راسخ في الأرض وفرعها في السماء كم حلم الواهمون وفرحوا بزوالهم لكنهم كخضرة الأرض يظهرون ثانية ، فموسمهم لا ينتهي، وهلاهل عودتهم تسمع مع كل إشراقة شمس فهم ضمير الشعب الكادح .ضرورة التاريخ.ملح الخبز.شراع الملاح.جدل الحق.حجر الطريق الذي يهدي التائه إلى سواء السبيل.

وكما قال الجواهري عنهم-

ومنذ العصور الخوالي
مذ إخضر حقل بسمر الغلال
ومذ حكمت سادة في الموالي
تنسمت الأرض ريح النضال
وزهت بالشريد رؤوس الجبال
وتاه الثرى بالدماء الغوالي

فإنتخبهم أخي وأختي العراقية فبقوتهم يتوهج العراق وتتأكد الهوية الوطنية وتتقوى الأخوة الإنسانية والمحبة والعدالة بين الناس وبضعفهم تسود الكراهية وعناصر العداوة والبغضاء والغبن والإستغلال.أكرموا عماتكم النخيل ، وأنتخبوهم ياأهلي.إنتخبوا المستقبل، حضارة العراق كي تزهون بها بين الأمم.دجلة والفرات يتطلعان إليكم ،العالم ، كل البشرية تنظر إليكم ، إلى قدرتكم على الإختيار الصحيح.

#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات