أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مثنى حميد مجيد - تعلولة مفيد الجزائري وماركسية حسين الشهرستاني















المزيد.....

تعلولة مفيد الجزائري وماركسية حسين الشهرستاني


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 10:26
المحور: كتابات ساخرة
    


ان أفضل طريقة لفهم الأمور وحل العقد المستعصية تكمن ، كما أعتقد ، في كيفية وأسلوب
طرح الأسئلة أي في المنهج إذ لا تحليل مفيد دون منهج قويم وفعال.الأوضاع السياسية في العراق حيرت ألباب العاقلين والمنصفين وجعلت أقرب الناس إلى بعضهم في التفكير والمنهج يختلفون ويتناقرون ويصرخون بوجوه بعضهم متناحرين إلى درجة اعلان الحرب.إذن ما العمل حين لا يعود المنهج الواحد ينجد أهله.كاتب ماركسي معروف ومغترب قال بطرافة إن التنجيم قد ينفع في فهم أوضاع العراق وما ستؤول إليه الأحداث .قال هذا طبعآ على سبيل المزحة التي تخفي الألم لكن في قوله ثمة جرأة وتعبير عن الحاجة إلى إعادة لطرح الأسئلة ، أي إعادة لصياغة منهج جديد غير عادي و ـ إستثنائي ـ لفهم ما يجري في العراق والمنطقة من أحداث وما ستؤول إليه في المستقبل القريب على الأقل.

البعض تفاجأ بدي مستورا لأنه ذهب إلى إيران ليتفاوض هناك عن قانون الإنتخابات المحلية في العراق وعاد فرحآ مسرورآ لأنه إتفق مع الإيرانيين حول قضية تخص مجلس النواب العراقي.كثيرون إنتقدوا بشدة الرجل وأعتبروا تصرفه يخل بالسيادة العراقية بل وإهانة للشعب العراقي.أنا واحد من هؤلاء ومع ذلك أقول أن هذا الرجل ستيفان دي مستورا هو صاحب منهج إستثنائي ، نعم إستثنائي لأنه طرح علينا المسألة ، كل المسألة ، بشكل إستثنائي حتى لو كان هناك الكثير من السخرية والألم في طرح السيد دي مستورا.

نوري المالكي أيضآ ، ورغم إنتقادي المستمر له في مقالاتي ، إكتشفت أنه هو الاخر رجل إستثنائي ، أو بالأدق يحبو أن يكون إستثنائيآ.عرفت هذا حين قرأت برقية التهنئة التي وجهها إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بمناسبة عيد تأسيسه.نوري المالكي أول قائد في تاريخ الإسلام السياسي ، بل والتاريخي ، يفعل مثل هذه الفعلة الإستثنائية.وقبل أسابيع ظهر نوري المالكي في التلفزيون أمام لفيف من خيرة المثقفين في العراق وفيهم عدد كبير من ذوي الخلفيات الشيوعية والوطنية ليعرض تضامنه وأهتمامه ورعايته لأهل الثقافة الوطنية التقدمية في العراق.أليس هذا ـ شيئآ ـ إستثنائيآ ؟

إذن ، كي نفهم الأمور جيدآ في العراق علينا أن نشخص ما هو غير عاد ، إستثنائي سواء ما يتعلق بالأفكار أو الأشخاص حتى لو كان ما نفعله يثير السخرية والإستهجان إلى درجة القول ، عجيب أمور غريب قضية.

حسين الشهرستاني ومفيد الجزائري رجلان إستثنائيان بإمتياز ولا عجب في ذلك ، فهما من أبرز الوجوه السياسية في العملية السياسية الجارية ، الأول عالم ذرة والثاني مثقف ماركسي ضليع .يوم أمس إستمعت إلى كلام الأستاذ مفيد في برنامج ـ تعلولة رمضان ـ من قناة العراقية فوجدته إستثنائيآ فيما يخص الفهم الماركسي للأحداث.قال الأستاذ مفيد إننا في مجلس النواب ليست لنا أي خلفية تاريخية في ممارسة العمل الديمقراطي وشبه النواب بطفل تدفعه في الماء وتطلب منه السباحة وذكر أن النواب تعلموا خلال السنوات الماضية الكثير فيما يخص أدب الحوار وقال ـ حتى الأعداء أخذوا الان يجلسون مع بعض ويتحاورون ـ وقال إن العمل البرلماني في العهد الملكي كان صوريآ وأنشد مستشهدآ ببيت الشعر ـ علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف ـ ثم تحدث عن المهمة الفنية التي كلفه بها مجلس النواب الحالي ، وغير الصوري ، لمسابقة إختيار العلم العراقي وشرح تفاصيلها.ولأنني ممن يرجعون دائمآ إلى المنهج الماركسي في تحليل الأحداث وجدت في كلام الأستاذ مفيد ـ إستثناءآ ـ يستحق التأمل للأسباب التالية.

أولآ .وفق الماركسية ، الشيوعي يكرس نشاطه في ما هو طبقي يمس المصالح العليا للكادحين أما الأمور الفنية كالعلم وشعارات الوطن والقومية فهي من إختصاصات أصحاب الشعارات والمزايدات الوطنية والقومية.هذا ما تعلمناه من كتب لينين . أما عمال المساطر وأصحاب البسطيات وعامة فقراء الشعب فلا تهمهم ولا تشغلهم مثل هذه الأمور الفنية الثانوية . إذن لماذا يكرس الأستاذ مفيد نشاطه البرلماني في مسألة يمكن أن يقوم بها أي مقدم برنامج فني في قناة عراقية ؟ هل هي تكليفة من مجلس النواب؟. حسب إعتقادي أن الدكتور محمود المشهداني نفسه قال يومآ ـ خل انحل مشاكلنه أولآ ثم نأتي نناقش العلم عسى ما تختارون علم هتلر ـ.فهل الدكتور محمود أقرب إلى الماركسية من الأستاذ مفيد؟! هنا يكمن الإستثناء الذي أشرت إليه.إستثناء ساخر طبعآ لكنه ضروري في فهم الأمور ، مع الإعتذارللأستاذ مفيد على هذا الإستنتاج العرضي ، لكن الضروري ، في أي مساجلة جدلية ، مع تحفظي طبعآ على دقة التقدير في إمكانية تحول المشهداني إلى الماركسية في حال تبديل أو زيادة جرعته المقررة من الأنتي ديبراسينت.

ثانيآ. هل يعتقد الأستاذ مفيد أن حالة الأدبسزية الشائعة في مجلس النواب بقيادة الدكتور المرح محمود المشهداني هي نتاج ـ الحالة الديمقراطية ـ أو العملية السياسية الديمقراطية في العراق ؟إذا قال نعم فهذا عجيب أمور غريب قضية بشكل إستثنائي.

هل يستطيع الأستاذ مفيد أن يذكر وبسهولة أسماء لصوص ومجرمين وقتلة من مجلس نواب العهد الملكي الصوري مثلما يستطيع هو ، ويستطيع أي عراقي أن يشخص وبسهولة ، مع كل بينات الإتهام والإدانة ، اللصوص والسفلة والقتلة في مجلس النواب الحالي ؟ و هل على شعبنا أن يدفع كل هذا الثمن الكبير من دمه الزكي وثرواته إلى القتلة والطائفيين والشوفينيين واللصوص كي يتعلموا ويتثقفوا ويجلسوا مع بعض يتحاورون بأدب وديمقراطية في كيفية تقطيع ومحاصصة جسد الشعب الضحية ؟ أليس هذا ـ عجيب أمور غريب قضية ـ لا سابق له لا في تاريخ الديمقراطية البرجوازية وتاريخ الماركسية بل في التاريخ ككل أيضآ.

ومما هو في غاية الإستثناء أن يظهر الأستاذ مفيد في ـ تعليلة ـ رمضانية في قناة العراقية في نفس اليوم الذي تقتل فيه العصابات الإيرانية ذات العلاقة والإمتداد بهذه القناة أربعة من العاملين في قناة الشرقية ، هذه العصابات هي نفسها التي إغتالت الشهيد كامل شياع والعديد من الإعلاميين ولنفس السبب أي أن لا يظهر إستثنائيون عراقيون أو من فيهم ميل إلى الإستثنائية لمنافسة إستثنائيي الجمهورية الإسلامية.هذه أوامر مالك التنور النووي السيد أحمدي نجاد صاحب معطف أكاكافيتش الشهيرالذي يوشك أن ينتزع قريبآ جدآ من كتفيه.

أما الدكتور حسين الشهرستاني فهو أكثر الساسة في الشرق الأوسط إسثنائية ، ظاهرآ وباطنآ ، هذا الرجل صادق مع نفسه ومع الاخرين.لم أسمعه يومآ يقول ـ إيران ـ بل دائمآ وأبدآ ـ الجمهورية الإسلامية ـ فهي الجمهورية الوحيدة في العالم بالنسبة له التي تستحق منه الإخلاص والخدمة والوفاء .وحتى مشروعها النووي هو مشروعه الحلم.يعمل بصمت من أجل جمهوريته وهو عند الضرورة يقدم أوراقآ يستطيع بها الإجابة على كل الأسئلة بحيث يسكت الجميع ويبدد كل التهم أو الإنتقادات بشأنه.من أجل الجمهورية الإسلامية ومشروعه النووي الحلم سافر إلى الصين وأحيا إتفاقية نفطية قديمة معها ، غصبآ على أمريكا ومجلس الدكتور المرح محمود المشهداني، كي يضمن منها موقفآ أكثر إنحيازآ لإيران في مجلس الأمن مع الموقف الروسي الاخذ في التشدد من الولايات المتحدة واسرائيل .وأرجو أن أسجل كواحد من أكثر الناس بلاهة إن لم تثبت الوثائق مستقبلآ أن الشهرستاني كان يمثل الجانب الإيراني في المباحثات مع الجاتب الصيني.وحين سأله مقدم البرنامج في قناة الفيحاء عن سبب عدم رفع وزارة النفط لسقف الإنتاج نظرآ لحاجة العراق الماسة للمال حاول وبذكاء إعطاء إجابات مقنعة للسائل لكنها لا تخفي موقفه التضامني المنحاز للجمهورية الإسلامية من زمرة بوش والمحافظين الجمهوريين في الإنتخابات القادمة إذ إن ضخ النفط يعني هبوط الأسعار وارتفاع لقيمة الدولار وبالتالي حلحلة لمشاكل الإقتصاد الأمريكي المتفاقمة التي يصعد أوباما إلى البيت الأبيض على سلمها.كم أنت رائع وإستثنائي ياحسين الشهرستاني بل وماركسي.الشعب العراقي ، صاحب التقاليد الراسخة والقديمة المعادية للإمبريالية ، لا يمكن إلا أن يؤيد أي خطوة لتعزيز العلاقات مع الصين الشعبية.والأمريكان الديمقراطيون معك والإيرانيون.هكذا هي الإستثنائية وإلا فلا فمرحى لكل سياسي إستثنائي! .

نعم ، نحن فعلآ بحاجة إلى البحث عما هو إستثنائي في حياتنا أفرادآ واراء ومواقف .حين نفعل ذلك نتقرب أكثر من بر الأمان ونستطيع أن نصيغ موقفآ أكثر صوابآ وإنسانية من الأحداث.وقد يرد علي أخ ماركسي مدافعآ عن الأستاذ مفيد ضد مزاعمي التي قد يتصورها موجهة ضده قائلآ ـ الشريفة تعيش حتى في الكرخانة!.نعم ، نعم ، نعم! ـ الشريفة تعيش حتى في الكرخانة ـ وألف عين لأجل عين تكرم ـ ومن أجل عين الشعب يضطر العديد من الوطنيين والمخلصين في مجلس النواب وخارجه إلى التعامل مع اللصوص والعملاء المزدوجين وناقصي الهوية الوطنية والقتلة .

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ـ عدوآ له ما من صداقته بد

..........
ملاحظة .فيما يخص أحمدي نجاد ومعطف أكاكافيتش بإمكان القارئ المهتم العودة إلى مقالاتي السابقة في هذا الموضوع في المواقع العراقية مع التقدير.



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن تيمية ، الحراني الأخير
- فينومينولوجيا خالتي صبريه
- التخاطر مع الموتى خير من متابعة أخبار حرامية العراق
- عن ترجمتي التخاطرية لأشعار كارين بويه
- إبادة الصابئة وإبادة أقليات دارفور- ياأسود ياأبيض!
- كارين بويه ، قصائد مترجمة
- ثلاث قصائد للشاعرة السويدية كارين بويه
- تأملات في الحياة السويدية ، مايا نيبلوم تعمل وترقص وهي في ال ...
- ترنيمة لمهد البعث
- بعث جثث جثث بعث
- نصائح مفيدة للذهاب إلى الجنة
- كي لا ينام الضمير ويشخر
- فينومينولوجيا منخري عزة الدوري وهادي العامري
- هل ينبغي للحقيقة أن تعتمر العمامة ؟
- ضرورة الميزان في الرد على وفاء سلطان
- عن الدور التخريبي لوفاء سلطان في الوسط العلماني واليساري
- عن الام المسيح وهرمجدون بوش والدكتورة وفاء سلطان
- إعتذار للأخ صائب خليل على إنتقادي لمقارنته وفاء سلطان بعدنان ...
- نشيد حزقيل قوجمان
- باقة ورد ، ومقترحات ، وأعتذار للحوار المتمدن


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مثنى حميد مجيد - تعلولة مفيد الجزائري وماركسية حسين الشهرستاني