عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 08:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كانت مراسيم دفع الجزية قديما في العديد من البلدان التي غزاها المسلمون ومنها مصر على سبيل المثال محاطة بطقوس وعادات غريبة تتسم بالسادية والعنصرية والحمق، ومن بينها أن يأتي الذمي راجلا غير راكب، حافيا غير منتعل، شادا على وسطه بزنار و قاصا من ناصيته وأن يدفعها أي الجزية مطأطأ الرقبة مقوس الظهر مظهرا الاذلال والخنوع و أن يكون المسلم الذي يحصلها جالسا ناظرا للذمي نظرة استصغار، فقد قال عمر بن الخطاب لعامله على البصرة ( لا تدنيهم إذ أقصاهم الله، ولا تأمنهم وقد خوّنهم الله، ولا تعزهم بعد أن أذلهم الله) (أحكام أهل الذمة لابن القيم، ج1، ص 210).
و بعد أن يؤدي الذمي ما عليه من حقوق لبيت مال المسلمين كان يضرب على قفاه بصفحة اليد من طرف الحاضرين و ينال سيلا من اللعنة و السباب، حتى الغفر والخدم كانوا يجدون متعة لا تضاهيها متعة في ضرب القبطي وركله ..وجره من رجله، وكانوا يركبون عليه كما تركب الدواب ...
كان يحدث هذا في عصر عمرو ابن العاص و السلطان الحاكم بأمر الله حيث عرف الظلم واذلال أقباط مصر ذروته عندما كان المصري يحمل مبلغ الجزية ويقصد المحصل وكان من شروط تشغيل المحصل أن يكون فظا غليظ القلب، كان جابي الجزية انسانا غير محبوب لا يستقبل القبطي بالابتسامة والترحاب كأن يقول له مثلا ((..ازيك يا عم جرجس ازي الأولاد والعيلة... خذ بالك من نفسك ياعم جرجس وكل عام وأنت بخير....لا،كان محصل الجزية يقول لعم جرجس׃ انت يابن المذمومة... يا أبو عظمة زرقة.... ادفع الجزية واعطيني رقبتك علشان أكرمك وتاخذ مني البركة...تأخرت ليه في دفع الجزية ؟؟ المرة الجاية حناخذ منك بناتك دميانة ومهرائيل وسيرينا..ما جيبتش لينا البسبوبسة ليه؟؟ هي جوزتك بطلت العادة ولا نسيتنا ؟؟اوعى تعملها ثاني يا ابن المدايقة ...يالله ورينا عرض اكتافك قبل ما نزعل ونعلقك من رجليك تحت الشجرة ونخلي الكلاب تلحسلك، ونخلي الغفير عبدالبصير يركبك زي الحمير ويقولك شي ياحمار...)) وكان جرجس يقبل الهوان حفاظا عل بناته وأرضه وايمانه..
في عصرنا الحاضر اتخذت عملية ضرب القبطي على قفاه أشكالا متطورة وأكثر عدوانية وارهابا ووهابية، فأقباط مصر على سبيل المثال والذين يشكلون قرابة 15 في المائة من الساكنة الاجمالية يساهمون بنحو 40 في المائة من الاقتصاد القومي المصري، حتى رواتب موظفي جامعة الازهر وأئمة الجوامع وبناء المساجد وصيانتها، جزء كبير منها مصدره كد و عرق و تعب جرجس...
الأسلمة... و خطف البنات... وحرق المتاجر وتحريض الدعاة وأئمة المساجد على كراهية الأقباط وأذيتهم وحرمانهم من تولي المناصب السيادية مهم كانت كفائتهم كلها أشكال متطورة من أشكال الاذلال والضرب على القفا التي تستهدف أقباط مصر كحضارة وكيان من طرف النازيين الجدد، وعلى رأسهم خادم الصنم الأسود ورافع لواء الارهاب بمملكة بني وهاب.
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟