أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد علاونه - الحضارة هي القتل3














المزيد.....

الحضارة هي القتل3


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2533 - 2009 / 1 / 21 - 09:03
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


كان المسيح المنتظر هو الذي سيخلص العمال-وهم مجموعة حراثين وحصادين وحرفيين صغار جدا بوسائل إنتاج أيضا أصغر منهم - والناس من الآلام الحزينة والتعب والنكد , وظهر المسيح وأختفى في ظروف غامضة ولم يتخلص الإنسان من التعب والنكد .

وكان الأمل في النهاية قد إنصب على الآلة والإنسان التقني , غير أنها أيضا فشلت جدا في تحرير العمال , أو أنها فقط الآلة فشلت في الدول العربية وأنا ألاحظ أن عامل أجنبي واحد في أوروبا ينجز ما يعجز عنه 100عامل عربي من خلال إمتلاكه لوسائل الإنتاج بالشكل الصحيح , ةأعرف صديقا لي كان يعمل في جمهورية إسرائيل قال لي : (أنا إشتغلت في إسرائيل بالزراعة وهناك الزراعه وغيرها من الأعمال أسهل بكثير من العمل في الدول العربية على مكاتب وغُرف نوم )!!!!!!!

وحين تقدمت وسائل الإنتاج كانت هي التي ستخلص الإنسان من الشقاء والتعب , بفضل إستعمال الآلة بدل اليد العاملة غير أنها -أي الآلة_ عملت على قهرالعامل وإبادة الروح المعنوية بالإنسان, وبالتالي ظهرت الشيوعية وكان لازما عليها أن تخلص الإنسان من سوء الحظ ونكد الطالع غير أن الشيوعية وحكومة العُمّال (الكمونة) لم تستطع أن تغير من حال العمال والشغيلة وبالرغم من التهم التي وجهتها الشيوعية إلى اللبرالية الرأسمالية غير أن العامل في الدول الرأسمالية كان يعيش ويكسب أحيانا أكثر من مستوى غير العامل في الدول الشيوعية .

وبالتالي فإن مسيح العمال والشغيلة لم يستطع تنفيذ ما وعد به العمال والشغيلة بتاتا .

ومازال المواطن في الأردن والدول العربية يكسبُ قوت يومه بالتعب والكد والنكد , وما زال سوء الطالع والحظ السيء إحدى أهم وأبرز المواصفات التي يتصف ُ بها الإنسان في الدول العربية .
وبالرغم من تقدم وسائل الإنتاج غير أن التعب والإرهاق من أهم مواصفات العمال والشغيلة , إن الحضارة هنا لم تنج الإنسان من سوء الحظ ونكد الطالع .

الحضارة التي نعرفها نحن اليوم لا تحترم ُ الإنسان ولا ترفعُ من شأنه بتاتا فالحضارة اليوم هي مجموعة أنظمة وقوانين رأسمالية برجوازية تهدف أولا وأخيرا إلى قهر الروح النضالية في العُمال والشغيلة وهي الحضارة التي تبيد بالديناميت مجموعات سكانية أو مدن بكاملها .

إن الحضارة التي نعرفها اليوم تختلف في مظهرها عن التي نتخيلها أنها قائمة , فهي ليست منتجعا سياحيا بل معتقلا سياسيا , ولا أدري هل غيرنا تعني الحضارة له الشيء الكثير من الرفاهية ؟وبالتالي نحن العرب فقط من يتعب ويشقى وغيرنا يعيشُ في بروج عاجية ؟.

إن الآلة التي حلت محل المُخلص لم تخلص الإنسان العربي من تعبه وشقائه بل هي على العكس زادت جدا من قهر الإنسان عبر إمتلاكها هي وسائل قهر جديدة , فالقوانين يكتبها رجال القانون بناءا على رغبة البرجوازيين وأرباب العمل الذين يتحكمون في الأسواق العالمية والقوانين والأنظمة الضامنة لحقوق العمال هي أولا وأخيرا تعمل على تأمين حقوق أصحاب العمل قبل العاملين والشغيلة ومازال الإنسان العربي أو العامل العربي يعيش هنا وهناك في تجمعات سكنية منظمة معماريا وهندسيا غير أن حقوق العامل ليست مؤمنة وليست متوفرة بكميات تسمح للعامل بأن يشعر بكرامته .
وفي النهاية يتحول العامل إى وزارة تنمية إجتماعية فاسدة في تنظيماتها وتشكيلاتها .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة هي القتل 1
- نهاية الحضارة الإسلامية
- لماذا يشتمونني؟
- لماذا يريدون إبادة جمهورية إسرائيل ؟
- من ينظمُ المظاهرات في العواصم العربية ؟
- لماذا يخرج المواطن العربي للمظاهرات ؟
- تساؤلات حول السيرة النبوية
- ما هي الموآمرة التي تحدث عنها جلالة الملك عبد الله الثاني ؟
- رسالة لمجلس القمة العربية
- الحرب تحل المشاكل التي لا يستطيع السلام أن يحلها
- مع من يقف الله اليوم ?....أو بصف من سيقاتل ؟
- الدين مشكلة كبيرة
- أسيادُنا الجُدد
- المُخدرات الفكريةُ
- إفهموني : ماركس مسيح العمال
- هذا المقال يسمم البدن
- خُرافةُ اليسار العربي 2
- هذا المقالُ يُسمم البدن
- خُرافةُ اليسار العَربي1
- يا يسوع خلّصنا يا رب هللولي هللوليه


المزيد.....




- السفارة الأميركية تعلن مغادرة المزيد من الموظفين
- الرئيس السوري يرفع رواتب الموظفين وأصحاب المعاشات 200%
- وزارة المالية العراقية تُعلن موعد صرف رواتب المتقاعدين شهر ي ...
- اعتقال 29 فلسطينيا و9 انتهاكات إسرائيلية في أسبوع بحق المزار ...
- تغطية القناة الأولى لأشعال المؤتمر11 للاتحاد الجهوي لنقابات ...
- البيان العام الختامي للمؤتمر الوطني الرابع للنقابة الوطنية ...
- للموظفين والمتقاعدين 25.000.000 دينار سلفة بالتقسيط الميسر ح ...
- 9 اعتداءات موثقة على المزارعين الفلسطينيين خلال أسبوع: المست ...
- نقابة البترول | صعود فريق كرة القدم للرواد “45 سنه” لبطولة ا ...
- رئيس نقابة الزراعة: يؤكد تفويض 4 ملايين عامل للرئيس السيسي و ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد علاونه - الحضارة هي القتل3