الحرب تحل المشاكل التي لا يستطيع السلام أن يحلها

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2520 - 2009 / 1 / 8 - 09:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

ما الذا يجري في غزة ؟
رأيت جنديا إسرائليا يحمل على كتفه حقيبة الحرب وبيده تلمودا يقرأ به وينود برأسه كما ينود الغُرابُ, وهو سعيد جدا بما يرتكبه من جرائم حرب سواء أكانت دفاعية أو هجومية .
ولكن لماذا الحرب ؟
ربما أن الحرب يحل المشاكل التي لا يستطيع السلام أن يحلها .
أتسائل في أغلب الأحيان , لو أطلق الشعب الفلسطيني صواريخا على أي دولة عربية ماذا سيكون الرد المحتمل من قبل الدولة العربية المطلوق عليها صواريخ ؟
وأتسائل ماذا سيكون الرد المحتمل لو نفذ أي فلسطيني أي عملية إنتحارية في قلب أي عاصمة عربية ؟

أكاد أن أجزم أن جميع القتلى من الجانبين الإسرائلي والفلسطيني يموتون ويُقتَلونَ وهم لا يعرفون سبب قتلهم أو دمارهم ؟أو رحيلهم عن منازلهم ؟
ربما هنالك سوء فهم بين الطرفين والتضليل الإعلامي يأخذ شكلا آخر وأبعادا أخرى غير الأبعاد المنوي الإفصاح عنها .

لتسقط إسرائيل..أنا لا أدافع عنها , وأنا حين أذهب لشراء دجاجة أبكي عليها وأطلب لها الرحمة , وأطلب من الله المغفرة على حيوانيتي , وطبيعتي الإجرامية التي تقبل بكل سرور أن تُقتلَ أمامه دجاجة ولا يستطيع أن يفعل لها شيئا غير أكلها والترحم عليها .
أنا أبكي لمنظر تمساح يقطع ضحيته إربا إربا , وأبكي لمنظر أفعى تبتلع أرنبا ..فكيف لا أبكي لمنظر إنسان يقتل إنسانا آخر ..أنا ضد القتل حتى لو كان للأكل والطعام ,أفلا توجد مؤسسات حكومية تحاسب من يسرق ولو كان يريد أن يأكل ؟!!

أنا لا أقول أنه من حق دولة إسرائيل الدفاع عن نفسها بهذا الإسلوب ولكنني فقط أتسائل !!
وأتسائل أيضا :
كيف سيتعامل الحكام العرب في الدول العربية مع أي عربي يحمل سلاحا أو حجرا ؟
إذا كان التعامل معنا بصورة وحشية ونحن نحمل الكتب والأوراق !! فكيف إذن نتوقع !!!أن يقبلوننا مثلا بين عيوننا ,ونحن نحمل بوجههم سلاحا ؟
ما الذي فعلته سوريا عام 1981م في حماة ؟ ألم تهدم المساجد بالمدفعية ؟
وما الذي فعله النظام .....عام كذا وكذا وكذا وكذا ربما أنني لا أملك الجرأة للنطق بها .
وما الذي فعله نظام صدام حسين الذي يرفع له العرب اليوم أوسمة ومداليات فضية وبرونزية وذهبية ؟ ما الذي فعله في الفلوجة وفي شعبة الإستخبارات العسكرية الخامسة ؟
وما الذي فعله اللبنانيون مع بعضهم البعض مسيحيون ومسلمون وأحزاب وفصائل ومنظمات ؟
أنا لا أدافع عن إسرائيل .
أتسائل عن سياسة التجويع التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية أتسائل أليس هنالك ألوف بل ملايين من العرب تجوعهم أجهزة الحكومات العربية بأساليب مختلفة منها بالفساد الإداري والإستثمارت الوضيفية ..وعدم المسؤولية أو بعدم تحمل المسؤولية .
إن هنالك بعض العائلات تتسلط عليها الحكومات العربية بالقهر والتجويع والإستنزاف أليس هذا يعني أنهم يعيشون في غزة 2009م أو جدنين 2006.

أتسائل أيضا وأريد جوابا كافيا أو شافيا يشفي غليلي :
ما هو سبب الحرب على غزة ؟
وما الذي تريده الحكومة الإسرائلية ؟
وما الذي تريده حماس ؟
وما الذي تريده المنظمة ؟
أعتقد أن لكل طرف من هؤلاء مطالب تختلف جدا عن مطالب الطرف الآخر ..وبالتالي فالجميع يسيرون في خطوط متوازية في مسارات فضائية ولن يلتقوا أبدا إلى في حرب إبادة جماعية أو في حرب إبادة يبيد بها الطرف الأقوى الطرف الأضعف .
الراحمون يرحمهم الله ..
والقاتلون يَقتُلَهُم القاتلون .
وارحموا من في الأرض لكي يرحمكم من في السماء .
وتعاطفوا مع بعضكم البعض .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل