أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - استهجان المقاومة في غزة!!














المزيد.....

استهجان المقاومة في غزة!!


صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2524 - 2009 / 1 / 12 - 02:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أغرب ما يواجهنا تجاه ما يحدث في غزة الآن هو استهجان البعض لما فعلته حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى من الدخول في مواجهة مع إسرائيل. ومن خلال هذا الاستهجان يتم الترويج لأشياء كثيرة، مخيفة ومبتذلة في الوقت نفسه، مثل الحديث عن جدوى المقاومة، والكيفية التي يتم بها مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية الضخمة، والحديث عن الخسائر المدنية الهائلة، إضافة للمقارنات الدائمة بين ما حدث من دمار في جنوب لبنان وبين ما يحدث في غزة الآن. وعلينا هنا ألا نضع الجميع في سلة واحدة. فالبعض يرفض ما قامت به حماس من خوف حقيقي على الفلسطينيين وليس من أجل حسابات سياسية ضيقة ومصالح أقرب للخيانة منها لأية دوافع وطنية أخرى.
الغريب في الأمر هنا أن الكثيرين وقفوا عند مسألة إنهاء التهدئة وإعادة إطلاق الصواريخ بدون تناول جذور المشكلة. وكعادتنا نحن العرب في تناول القضايا السياسية الهامة أننا نتناولها من النهايات دون البدايات والمقدمات والتداعيات المرتبطة بها. فمنذ صعود حماس سدة الحكم بناء على انتخابات حقيقية ونزيهة أصاب البعض في عالمنا العربي هلع شديد، ورغبة عارمة في التخلص من هذا التنظيم الذي لا يعترف بإسرائيل ويصر على المقاومة. واللافت للنظر هنا أن البعض قد وجد سهولة ويسر في التناغم مع الخطاب الأميركي الإسرائيلي الرافض لحماس، أكثر من إمكانية تعايشه معها وقبوله بالأمر الواقع. بل وصل الأمر بالبعض إلى تصوير حماس على أنها جماعة من الإرهابيين وقطاع الطرق متناغما في ذلك مع التهم الجاهزة والتنميط المسبق لكل من يرتبط بالإسلام في عالمنا العربي.
منذ وصول حماس للحكم تعامل معها العرب على وجه الخصوص بوصفها شيئا دخيلا على الكيان الفلسطيني، ناهيك عن طريقة التعامل الغربي الذي أنكر في الواقع أهمية صوت الشعب الفلسطيني الذي أوصل حماس لدائرة الحكم والضوء. علينا هنا أن نضع في الاعتبار أن ما يحدث في غزة الآن ليس عقابا لحماس فقط لكنه عقاب للأصوات التي أوصلت حماس لسدة السلطة.
وتصاعدت وتيرة هذا الرفض مع الحصار الرهيب للبشر في غزة والذي يمثل سبة في جبين العرب وفي جبين المجتمع الدولي المعاصر. فحتى في ظل الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لم يمارس المجتمع الدولي حصارا هائلا وبربريا مثل الذي فرض على غزة وأهلها. ألا يمثل هذا الحصار بالنسبة للبعض حربا مسبقة على أهل غزة وليس حماس وحدها. ألا تمثل الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل وأذيالها مع أهل غزة قمة المهانة والإذلال. وكيف يمكن الحديث عن سلام في ظل حصار لا يراعي الحدود الدنيا من الإنسانية بدءا من توفير الغذاء وانتهاء بالأدوية.
يهمل الكثيرون تلك الصورة التي كانت عليها غزة قبل اندلاع تلك الحرب الشرسة ضدها، وهو في رأيي إهمال متعمد ومجرم يهدف في النهاية إلى إلقاء اللوم على حماس وزعزعة ثقة الشعب الفلسطيني في ذاته، وتحويل الضحية إلى جلاد، وتبرئة إسرائيل مما تقوم به الآن ضد الشعب الفلسطيني. لا يتعلق الأمر فقط بالحصار لكنه يتعلق أيضا بالقتل اليومي الذي مارسته إسرائيل ضد النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وكأن التهدئة التي يرتئيها البعض لغزة ترتبط بقتلهم وتكبيل أيديهم في حق الرد على قاتليهم. منطق أعوج وخارج أعراف التاريخ، منطق لا يقبله سوى الأذلاء الخانعين.
إن القبول بالإذلال هو ما يدفع البعض هنا للحديث عن جدوى إنهاء التهدئة في ظل تباين حاد في القوى بين إسرائيل الهمجية وبين حماس. لا يرى هؤلاء أن المقاومة مسألة لا تقاس دائما بحجم القوة، وهنا لن نستدعي مآثر المسلمين الأوائل والرسول العظيم في غزوة بدر بقدر ما نستدعي الكثير من تجارب التحرر في العالم المعاصر في الجزائر وفيتنام وجنوب أفريقيا وغيرها الكثير والكثير من أشكال المقاومة التي لو فكرت لوهلة في حسابات القوة وتبايناتها لما أقدمت على مقاومة المستعمرين ومواجهتهم.
لا يجب أن نتعامل مع حماس والتنظيمات الفلسطينية المقاومة الأخرى على أنهم غير عقلاء ومجانين يتوقون إلى الموت، بقدر ما يجب النظر لأوضاعهم ومتطلبات الكرامة الإنسانية التي يدفعون بسببها كل غال ونفيس. المسألة لا تكمن في حسابات القوة بقدر ما تكمن في حسابات الكرامة والرغبة في المقاومة والصمود.
لقد نجحت إسرائيل في جر بعض الأقلام العربية في الحديث عن العقلانية، وفهم مجريات الأمور، بل وصل الأمر بالعض للأسف لإدانة حماس ومحاولة النيل منها سواء عن قناعة شخصية أو خدمة لبعض الأنظمة العربية. وعلينا هنا أن نسأل أي من هؤلاء الذين يلومون حماس ما الذي يمكن أن تفعلوه وأنتم في مكان أهل غزة وترون أهلكم وذويكم يُداسون بالأحذية ويعاملون بامتهان يوميا على أيدي جنود الاحتلال. هل سوف تفكرون في حسابات القوة وتبايناتها العقلانية أم سوف تندفعون للمقاومة بغض النظر عن الخسائر. نحمد الله أنكم ليسوا بين أهل غزة الآن، فحماس وغيرها من التنظيمات المقاومة لا تحتاج المزيد من المرشدين للمجرمين الإسرائيليين. عاشت المقاومة الفلسطينية ورحم الله شهدائنا الأبرار ووقانا شر الخونة والمرشدين.









#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لن يحدث سلام مع إسرائيل؟
- تجسير الفجوة بين المثقفين!!
- هل لدينا أجيال جديدة؟!
- ثقافة -الإيمو-
- -عايزة أتجوز-
- عبء التاريخ
- صورة الذات
- المعنى العميق للثقافة
- المعارك الصحفية في عالمنا العربي
- حالة القوات العسكرية الأمريكية اليوم
- آليات العزل وحكايات الكلب الأجرب!!
- سيناريو انهيار الأقصى
- التمييز العنصري ضد المسلمين في أمريكا
- بنية التواطؤ
- الاتساق الفكري
- أحوال مصرية
- عالم بدون إسلام
- مُعضلة التدين في العالم العربي
- تقرير حالة السكان العالمي 2007 الصادر عن صندوق الأمم المتحدة ...
- -جَوْجَلة- المعرفة


المزيد.....




- إجراء -غير معتاد بروتوكوليا- في المؤتمر الصحفي لبوتين وترامب ...
- مصافحة للتاريخ.. ترامب وبوتين يفتتحان قمة ألاسكا لبحث حرب أو ...
- تحركات إسرائيلية مكثفة على أطراف مدينة غزة.. خطوة أولى نحو ا ...
- قمة الـ3 ساعات.. مباحثات -بناءة- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- ترامب: لم نتفق بشأن -القضية الأهم- مع بوتين
- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة
- -خطة الجنرالات- التي اغتالوا أنس الشريف بسببها


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - استهجان المقاومة في غزة!!